أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد الحريزي - رادله كرون كصوا اذانه














المزيد.....

رادله كرون كصوا اذانه


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    



قرأت مذكرات احد المناضلين العراقيين المقاومين للنظام الدكتاتوري السابق ، في معرض حديثه ووصفه لما يتعرض له السجين السياسي من قبل أجهزة الدكتاتورية آنذاك من تعذيب وأساليب يندى لها جبين الإنسانية الغرض منها كسر شوكة السجين السياسي وانهياره في زنزانات التعذيب بواسطة ماابتكروه من وسائل التعذيب والترهيب مترحما على العهد الملكي مقارنة بالعهد الجمهوري حيث عاش ظلم وملاحقة العهدين كمناضل مخضرم. فيروي إمكانية مواجهة السجين ومن الممكن أن يوكل محامي وتجري له محاكمة علنية حيث يمتلك القضاء نوعا من الاستقلالية لاتقارن مع الوضع في الجمهوريات المتعاقبة على سدة الحكم في العراق وكان من الممكن أن يزوره ذويه في أوقات معلومة وإيصال احتياجاته وتلبية طلباته ولايآخذ ذوييه حتى من الدرجة الأولى بجريرة فعله كما فعلت الأجهزة الأمنية للنظام السابق ضد أقارب المعتقل السياسي حتى من الدرجة الرابع أو مابعدها
والرجوع للمقارنة بين العهدين ترينا الكثير من الإشارات والدلائل على أفضلية النظام الملكي والتزامه بحقوق الإنسان وهذا ليس انحيازا منا للنظام الملكي على حساب النظام الجمهوري بالطبع.
أما الآن فيظل (النظام الديمقراطي الجمهوري المعولم)بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان.نرى رؤوس تقطع ودور تهدم وأعراض تهتك وملايين تهجر في الداخل والخارج....سرطان مستفحل وكوليرا فاتكة وحصة تموينية هزيلة مقطعة الأوصال متهالكة شهر بعد شهر. قنينة الغاز أميرة الشارع العراقي بامتياز...تحسد المحافظة أختها بسبب سويعات معدودة لوجود التيار الكهربائي والماء...تتساوى جميعها بالخضوع لسلطة المليشيات والعصابات والأشقياء وليس لدولة القانون...محسودا من صار شرطيا حتى وان حمل البكالوريوس والماجستير في الهندسة أو الاقتصاد أو أي فرع أخر من العلوم وان عليه إن يؤدي التحية والخضوع إلى سيده الضابط الشبه أمي ومن مختلف الرتب ومن بقايا جيش القدس وجيش النخوة أو من مليشيات المقاومة للنظام لدكتاتوري ولا باس أن يكون من جيش الصحوة حتى وان كان من الجلادين في الماضي والحاضر......الخ
فان منح صدام الرتب لاقرباءه وكوادر حزبه ومخابراته فإنها بالتأكيد أسماء يمكن عدها ومعرفتها بسبب محدوديتها وتخضع لمرجعية حزبية واحدة ... لكن أسماء ورتب ونياشين ألان لايمكن عدها ولايمكن معرفة مرجعيتها ناهيك عن مؤهلاتها المهنية لحمل مثل هذه الرتب والنياشين والمواقع والمهام الموكلة إليها.
مما أدى بالكثير من الناس الترحم على أيام صدام وحكمه ونظامه ومنها ربات البيوت لعوائل العاطلين وصغار الموظفين والمستخدمين والمتقاعدين حيث لاغاز ولانفط ولاتمن ولاسكر ولاطحين .في ظروف معاشية غاية في الصعوبة وأزمة سكن لاتوصف وإمراض لاتعد مقابل رفاه وبذخ أصحاب المليارات ومئات الملايين ممن كانوا من رفاقهم المفلسين ممن التحق بالمليشيات المتنفذة والأحزاب المهيمنة على السلطة. كيف لنا أن نتطلع إلى ماحلمنا به بعد زوال ليل الدكتاتورية في بناء عراق ديمقراطي مستقل حر امن وشعب سعيد مرفه في ظل دولة الدستور والمؤسسات الديمقراطية الحقيقة
فواقع الحال بعد الاحتلال يذكرنا بحكاية طالما يرويها أهلنا حينما يجور عليهم حكام عصر حاضر قياسا بما فعله حكام عصر غابر.
حيث يروى إن احد الأشرار اختص بسلب أكفان الموتى بعد دفنهم ليعتاش على أثمان بيعها مما دعا الناس إلى لعنه على رؤوس الإشهاد بعد موته باعتباره مثالا للوحشية والخسة وانتهاك المحرمات مما أغاض ولده من بعده وهو يسمع شتيمة أبيه بإذنيه دون خجل وقد عرف سبب هذه الشتيمة لأبيه عندما أخبرته أمه كيف كان يفعل أبيه بالموتى وهو لم يزل صغيرا آنذاك وهذا ماأثار غضب الناس عليه.
فاقسم الولد إن يجعل الناس جميعا يترحمون على والده ويتاسفون على زمانه. فاخذ لايكتفي بسلب كفن الميت بل يدق خازوقا في دبره دون أية شفقة أو مراعاة لحرمة فضج الناس لهذا الفعل الشنيع الغير مسبوق متأسفين على عصر أبيه حيث لم تسمح له أخلاقه أن يخوزق الميت كما هو حاصلا الآن واخذوا يترحمون عليه فأنهم كانوا له من الظالمين.
وهاهو المواطن العراقي البسيط وبعد أن انهارت أمام ناظريه حتى أكواخ أمنياته وأمانيه ناهيك عن جنات عدن وقصور ووعود العم سام ورهطه ومواليه ومريديه (حفظهم الله جميعا) في العلبة الخضراء فلا امن ولاامان ولامصنع ولابستان ولاقصر شاهق البنيان ولالحم ودجاج وألبان فقعد ملوما محسورا مهموما بعد أن خسر كل شيء فقد وجبة الديكتاتورية ولم يحظى بجنة الديمقراطية مرددا المثل الشعبي المعروف(رادله كرون كصو أذانه).



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فائض القيمة وفائض التموينية
- المثقف الاسفنجي؟؟!!!
- كبرياء كلب. قصة قصيرة
- مقامة الديك؟؟؟؟
- مناضلو العولمة(قول على قول ابوكاطع
- احمد راضي من اللعبة الكروية الى اللعبة السياسية
- جيفارا في ذكرى استشهاده الاربعين
- قول على قول (ابوكاطع)ح3 ذبوله رغيف وهز ذيله
- أردنا pure water فأتونا ب Black water
- لا يشبه اليوم البارحة بل هو أكثر عتمة منه!!!
- نحن الأول دائما
- الأخلاق حالة التغير والثبات
- قول على قول(ابوكاطع)
- قانون النفط والغاز الجديد آراء وملاحظات
- تزكية انتماء من رحم سلة المهملات !!!
- (( لصوص ماقبل العولمة)
- قرود العولمة
- التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير
- الكارت الاحمر
- اين ندق المسامير


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد الحريزي - رادله كرون كصوا اذانه