نحن الأول دائما

حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سكان أرض السواد وبلاد مابين النهرين " mesopotamia " نحن العراقيون الذين عرفنا منذ قديم الزمان أو عرّفنا أنفسنا بأننا أول من علم الإنسان الزراعة وأننا أول من علم الإنسان القراءة والكتابة وأننا أول من عرف علوم الرياضيات والفلك و...و... . كما أننا أول من ثار على الطغاة والسلاطين والولاة كان هذا في غابر الزمان أما ألان فنحن أول من غزى الشقيق وأول من أضرم في آبار البترول الحريق.
نحن الأول في عدد الملتحين ونحن الأول في عدد السراق والنشالين . وها نحن والحمد لله لم ننقطع عن الحصول على اعلي المراتب في كل ما تخلت عنه شعوب الأرض.
نحن الأول في عدد النقال والجوال ونحن الأول في منع التجوال .. الأول في الفساد المالي والإداري . المرتبة الأولى في السلب والنهب ..الأولى في القتل والتهجير والأولى في الحرق والتفجير ..نحن الأول في عدد المغتربين في العالم نحن الأول في عدد المحجبات ونحن الأول في عدد الملثمين والمنقبات نحن الأول في عدد الوزراء نحن الأول في عدد المتسولين والفقراء ونحن الأول في قائمة الأغنياء ونحن الأول في اللطم والغناء ونحن الأول في انقطاع الماء والكهرباء ونحن الأول في احتياطي البترول ونحن الأول في شحه المحروقات نحن الأول في عدد العوانس والأرامل ونحن الأوائل في عدد أكوام الازبال نحن الأول في عددالايتام ونحن الأول في شرح الحلال والحرام .
ولا ننسى كيف ملأت الدموع عيوننا فرحا عندما أحرز شبابنا المركز الأول في كرة القدم ولذلك فقد حصلنا على ألأول في من لم تجف دموع عيونهم حزنا و فرحا .
ولكي نضع الحق موضعه يجب أن نذكر أن نوابنا في البرلمان قد أحرزوا المرتبة الأولى بأستحقاق على برلمانات العالم أجمع في الغيابات وعلو المرتبات والمخصصات وعدد السفرات والأيفادات وقلة الانجازات وكثرة الانسحابات والمهاترات وترديد الصلوات .. كيف لا يكونوا كذلك وهم عصارة الشعب ومقدمه قولوا معي (( الهم صل على محمد وآل محمد )) !!!
لا شك نحن الأول في عدد المعامل المعطلة ونحن الأول في عدد المزارع المهملة.
وماذا بعد أخبرونا عن أي شي آخر عافته شعوب الأرض لنكون فيه الأوائل .
ولا تضنون أننا نبالغ فيما نقول فكل ما ذكرناه موثق وبشهادة منظمات دولية رفيعة المستوى وبشهادة شخصيات عالية الشأن والنياشين وآخرهم وليس أخيرهم بيتريوس. (( حفظه الله )) إعطانا المرتبة الأولى في جبهة مقاومة الإرهاب .
وها هو يعد ويستعد ويعمل ويجتهد بالتعاون والتكافل مع حكومتنا الرشيدة ليجعلنا في مقدمة الأمم التي تسرع وتشرع نهب ثرواتها بإقرار قانون النفط والغاز المقترح . وبذلك يتم علينا نعمته بان يديم علينا ما حصلنا عليه من أوائل الرتب ومن اعلي النسب مقارنتا بكل العصور والحقب معاهدنا على زيادتها بدوام بقائه ....؟؟؟؟؟
فسبحوا مهللين للانكليز والأمريكيين وقادتنا الأتقياء الصالحين وهللوا لنجاحهم بتدجين (( الشيوعيين ) وخلاصنا من ضجيج صياحهم بالسب والشتم والهتاف بسقوط الامبريالية والامبرياليين .
وفي هذا المجال نذكر مقولة للكاتب الروسي اليكسي تولستوي في روايته درب الآلام (( خضنا في الدماء ثلاثا وخضنا في الأوحال ثلاثا وخضنا في البحر ثلاثا فما أنظفنا ألان ))
فإذا كنا قد خضنا ولم نزل نخوض في بحر الدماء والأوحال فما علينا إلا ان نخوض في البحر ونغتسل في النهر ثلاثا ورباعا وخماسا ..... لنغسل ماعلق بنا من الإمراض والدرن وننبذ العنف والفتن لنعيد اللحمة والتماسك لشعبنا العظيم وتاريخه الرائد في العلم والمعرفة والتقدم ونستذكر بطولات الأجيال السابقة ودفاعها عن حرية وكرامة وثروة العراق لنكون الأوائل بحق وحقيقة في طرد المحتلين والأوائل في السلام والبناء والأعمار والعلم والرفاهية والتقدم والازدهار والتضامن بين شعوب الأرض لنكون الأوائل دائما كما كنا أول عهدنا .

[email protected]

#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل