أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد الحريزي - (( لصوص ماقبل العولمة)














المزيد.....

(( لصوص ماقبل العولمة)


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 06:31
المحور: كتابات ساخرة
    


في الريف والمدينة العراقية كنا نسمع الكثير من القصص والحكايات عن اللصوص والسراق والنشالين وهي عناوين لأساليب مختلفة في الاستحواذ على مال أو مواشي أو غلال أو بضائع وحاجيات الآخرين,كذلك فأن بعضا ً منها تتميز به المدينة كالنشل والسرقة بينما يتميز الريف باللصوصية الليلية وقد تكون ليست بدافع الحاجة و الإيذاء بل أثباتاً للرجولة والأقدام ليكون بذلك " زلمة ليل " وهي كنية يفتخر بها رجل الريف وكأنها وريثة الغزو القبلي ولكنها تجري في الخفاء وتحت ستار الظلام مستغلة ً غفلة أو جبن المسروق حيث يفرض اللص سطوته عليه.
ومن قيم هؤلاء السراق أو الحرامية أنهم لايسرقون من أبناء قريتهم ولا من الضعفاء أو النساء , وأن تذوق أحدهم طعام صاحب الدار " الزاد والملح " يحرِّم على نفسه سرقة هذا الدار وألا يوصف بالجبن والنذالة والخساسة ويصبح معزولاً مرذولا ً بين أبناء قريته وحتى أسرته.

وتتميز المدينة بالسراق والنشالين اللذين يتميزون بخفة الحركة ونصب الأفخاخ والمصائد للمغفلين وسرقة ما في محلاتهم وما في جيوبهم وهم يتبارون ويتفاخرون في دقة وخفة وسرعة خطف الشئ أو المال من صاحبه دون أن يشعر بذلك.

وقد كانت لهؤلاء " النشالة " ألأسطوات تقاليدهم وأعرافهم فلا ينتشل صديقه ولا جاره ولا حتى أبن مدينته.
يجمع مابين لصوص المدينة والقرية أنهم لا ينكرون ما سرقوا أو نشلوا وكثيرا ما يردون ما سرقوه الى صاحبه مقابل مبلغ من المال يعادل جزء من المسروق وكأنها ضريبة مفروضة من قبل هؤلاء ينفقونها على المحتاجين والفقراء أو المعوزين ولا يدخرون منه شيئاً.

وغالبا ماتصطبغ أفعالهم هذه بالطرافة والظرافة التي غالبا ماتكون متداولة بين الناس . فقد يبيع أحدهم هدف متبوع من قِبله " لنشله ِ" الى زميل آخر . ويلتزم كل منهم بهذه القيم العرفية .ينبذ من يتجاوزها أو يخرقها ولايتم التعامل معهُ فيركبه ُ العار وتلبسه ُ المذلة .

وان ما يتميز به كل هؤلاء هو سلمية هذه الممارسات المحرمة دينيا ً وقانونيا ً والسارية والمعروفة والمغفورة اجتماعيا . فقد كانت نحنحة صاحب الدار أو علو صوته أو حركته أو نباح كلابه تبعد السراق . وكثيرا ً ما يولّي الحرامي هاربا ً عند استيقاظ صاحب الدار على الرغم من تمكن الحرامي منه والذي غالبا ما يكون له إسناد يختفي على مبعدة من الهدف ... وكذا هو الحال بالنسبة لسراق المدن ونشاليها ....
ما كنا نسمع أن سارقا قتل المسروق أو حتى ضربه, فجَلَّ ما يفعله تخليص نفسه والفرار بجلده ومسروقه لينأى به الى مكان ٍ آمن .
أن من يشهد ما يحصل الآن من أفعال قتل وتمثيل و أختطاف واغتصاب ضد القريب والغريب ضد الجار والبعيد ضد المرأة والرجل , ضد الصغير والكبير , ضد الغني والفقير يمارسها الآن سراق " الديمقراطية " و" العولمة الرأسمالية " !!
ان من يشهد ذلك يترحم على أيام زمان ,يترحم على سُرّاقه ونشالته ِ وقيمهم وأعرافهم . فما الذي حصل ؟؟ وما الذي افقد الناس القيم وصفاء السريرة ؟؟؟ الناس كلهم وضعاء وشرفاء , أقوياء وضعفاء ... رجالا ونساء , حكاما ومحكومين , أغنياء وفقراء .

فلا وطنية ولا جيرة ولا قبلية ولا طائفية ولا غيرة ولا شهامة ولا مبدأ ولا عقيدة تقف بوجه سراق ومجرمي ونشالي اليوم " حرامية العولمة " لتحول دون ارتكابهم لجرائمهم؟؟
وما أحرى بحرامية وسراق ونشالة الأمس أن ينادون لمقاضاة سراق ونشالة اليوم لتجاوزهم على قيم وأعراف المهنة ؟؟
وربما أصابهم الإحباط لعدم سماع شكاواهم في ظل ضياع اجتماعي اكبر تحطمت تحت شظايا شرذمته وتفكك نسيجه وتوهان أو تآكل معظم رأسماله الاجتماعي المتراكم عبر قرون تحت ضربات وتعسف الديكتاتورية والاستبداد الوطني وهمجية ولا شرعية ووحشية " الأجنبي المحتل "
وقد ذكر عميد سراق ماقبل العولمة انه قدم شكوى للأمم المتحدة يعرض فيها ومظلوميته بعد رفضت منظمات المجتمع(المتدنية) عن مساندته لأنه يمس بأحد أركانها الأساسية.... فقد رفض الأمين العام للآلام المتحدة طلبه مستغربا من عدم فطنته بملاحظة واقع حال المنظمة المطابق لحالهم من حيث البطالة والعاطلة لأنها تريد ان تعمل بمبادئ إنسانية عامة كانت احد دواعي إنشاءها!!!!!! يواصل (السيد النقيب) حديثه بألم فيقول بان قد عرض شكواه على البيت الأبيض الأمريكي راعي حقوق الإنسان والديمقراطية.... فرفض النظر في طلبه إلا بعد جلب تأيد انتماءه الى لصوص العولمة!!!! وبعكسه فلربما يتم إدراج منظمته ضمن لائحة المنظمات الإرهابية
في مثل هذه الحال ألا يجب أن تنظم حملة للتضامن مع "لصوص وحرامية ونشالة أيام زمان " ؟؟؟!!
أنهم الآن أصبحوا عاطلين عن العمل " الشريف " المقنن بضوابط و" قيم " اجتماعية معروفة وبذلك خطفت منهم مهنتهم من قبل أناس طارئين على المهنة لا يحملون أدنى حد من القيم والأعراف الخاصة بالمهنة " الشريفة " فقد أختلط الحابل بالنابل كما هو الحال لمن ركب مركب السياسة والوطنية والنضال اليوم تحت لافتة تقول " أن السياسة لا تعرف المبادئ والقيم (أوالك ياطويل الذراع والشاطر إلي يحط بالسلة عنب)؟؟؟!!
وكما هو الحال بين لصوص الأمس ولصوص " العولمة " هو نفس الحال بين المقاومة الشريفة و"المقاومة الغير شريفة التي اختطفت حق ومضمون ونبل المقاومة الوطنية من الوطنين الشرفاء.
أنه فعلا الآن لمن الصعوبة بمكان التمييز بين الوطني واللاوطني فالدولار علامة السيادة و" الاستقلال " الوطني في أيدي وجيوب وحقائب الأغلبية من أدعياء الوطنية والديمقراطية ومن لا يملكه فهو من الأغلبية المهمشة المشكوك في وطنيتها!!
ومن كل ذلك أن حملات الحوار المتمدن أصبحت لا تحتمل المزيد من حملات التضامن لكثرة عناوين ومواضيع الحملات المطلوبة للدفاع عن القيم المُضاعة والمسلوبة !!!!



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرود العولمة
- التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير
- الكارت الاحمر
- اين ندق المسامير
- لازال الغفاري منفيا
- اين تدق المسامير
- الجلوس الاجباري وسط القمامه
- سياسة القطع والتقطيع وادامة الضياع والتجويع
- االهاتف الكذاب
- مقابرنا ومقابرهم صور من الشارع العراقي
- صور من الشارع العراقي
- الشاعر حسين ابو شبع (الشاعر المقاوم شاعر الروح الحية )
- الشاعر ناظم حكمت في ذكرى رحيله الرابعة والاربعين
- صور من الشارع
- أزمة السكن في النجف
- صور من الشارع العراقي
- الاخلاق


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد الحريزي - (( لصوص ماقبل العولمة)