أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد الحريزي - التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير















المزيد.....



التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


( الواقع الحالي ومقترحات التطوير)

في رده على احد الأسئلة للصحفيين حول إلقاء القبض على مجموعة من العناصر المنتمية لأحد التيارات الدينية المتشددة والتي اسماها بالمنحرفة قال مدير شرطة احد المحافظات متأسفا بان العدد الأكبر من هؤلاء المنحرفين من ذوي الشهادات والمتعلمين تعليما عاليا. ان مثل هذه الظاهرة وهي في واقع الأمر صفة أغلبية كبيرة من حاملي الشهادات والألقاب العلمية الذين يتخرجون أفواجا كل عام من معاهدنا وجامعاتنا ومؤسساتنا العلمية كل عام فبالوقت الذي يفترض في هذه النخبة المتعلمة ان تكون محصنة ضد كل أنواع السلوكيات المتخلفة والمنحرفة والظلامية في المجتمع قياسا بعامة الناس البسطاء من الغير متعلمين أو من أشباه المتعلمين نجد في الواقع خلاف ذلك تماما حيث أخذت المعادلة التناسب العكسي بين المستوى الثقافي المتطور والنهج المتنور والدرجة العلمية التي يحملها الفرد مما يستوجب الوقوف الجدي أمام أسباب هذه الظاهرة والتي تدل دلالة أكيدة الى خلل وربما فشل كبير في المنهج التعليمي في العراق والذي يتلقاه الطالب طوال حياته الدراسية منذ المرحلة الابتدائية صاعدا . فالمنهج التعليمي والتدريسي وحتى الأكاديمي العالي للطالب والتلميذ العراقي مبني على التلقين والتخزين والتدجين غالبا مايطلب من الطالب ان يحفظ الكلمات والعبارات وتقبل مضمونها وصورها دون أية مساءلة أو مناقشة عن معناها ومحتوياتها فما عليه إلا يكون متلقيا غير متفاعل وغير متسائل إذ يعتبر ذلك فوق قدرته وطاقته بل هو من المحضور عليه أصلا وقد يواجه بالزجر والاستهجان والقمع كل طالب أو تلميذ يفكر ويذاكر ويتفكر بعقل ناقد . حتى وصل الحد ان بعض المعلمين والمعلمات والمدرسين والمدرسات يطالبون الطلبة بنقل ماموجود في الكتاب حرفيا حتى بنقاطه وفواصله ليحصل الطالب في ذلك على الدرجة الكاملة والاستحسان . كذلك فان أمر التساؤل والنقد وإبداء الرأي غالبا ما يكون محظورا على المعلم والمدرس والأستاذ أيضا بل عليه ان يعلم ويدرس ويحاضر خلاف قناعاته وتوجهاته في أحيان أخرى . فكأن من يضع المنهج هو عقل مفارق متعالي بالغ الكمال مكتمل المضمون محضور مسائلته . ولا شك ان الكثير منا قد مر بمثل هذه الحالات منذ ان كنا طلبة صغار حيث كنا نردد جملا وعبارات ونصوص لا نعرف معناها ولا مضمونها وخصوصا في اغلب الأوساط الشعبية التي ينحدر منها اغلب الطلبة العراقيين وفقر الفضاء الثقافي والمعرفي الذي يحيط بالطالب . ودون ان يكلف الأستاذ نفسه بشرح هذه العبارات والمفاهيم والمضامين وان هذا الأمر غالبا ما ينطبق على مادة _ التربية الاسلامية _ التي سنعود إليه أثناء البحث لان لنا رأيا خاصا في هذا الأمر الأخر الذي يشار إليه أيضا حالة الاغتراب والانقطاع والشعور بلا جدوى ما يدرسه الطالب وعدم وجود علاقة بينه وبين الوقع المعاش حيث يبدو الأمر لغوا فارغا وطلاسم متعذرة على الفهم والإدراك ومن هذه الأمور ما يعانيه الطالب في دراسته كمادة القواعد في اللغة العربية وماذا يعني ضبط الجمل من حيث الحركات والجمع والنصب والجر ....... الخ .. ؟
غالبا ما يسأل الطالب داخل سريرته وربما يعلن ذلك بعيدا عن علم المعلم والمدرس ما جدوى قواعد اللغة هذه مادام المعنى معروف هذا بالإضافة للازدواجية الكبيرة التي يعيشها الطالب بين اللغة العربية الفصحى واللهجة العامية والدراجة التي يتحدث بها في محيطه وداخل أسرته وحتى مع أستاذه خارج الدرس ومن هذه الأمور غير المفهومة للطالب أيضا ما معنى وما جدوى وما هي التطبيقات العلمية العملية لما يدرسه وما فائدته بالنسبة له في الحاضر والمستقبل ومنها مثلا المعادلات الرياضية في الجبر والهندسة حيث يضيع وسط السين والصاد واللوغاريتم والدوال والمشتقات دون ان يفهم القصد والمنفعة المرجوة منها .
وبشكل مركز نستطيع ان نقول ان عملية التدريس والتعليم مبنية على إقحام المفاهيم والمصطلحات والمواد التعليمية والتدريسية بالقوة وليس بالإقناع الى مخ الطالب مما يجعله مكرها على دراستها وكارها لها ورافضا إياها لو لا ضغط الأهل والمدرسين وبذلك فهو غالبا ما ينساها ويتحرر من ثقل شكلها ومضمونها حال تأديته للامتحانات فهو لا يرى فيها سوى درجة مؤهلة للنجاح والانتقال من مرحلة دراسية الى أخرى . كمن يرغم على تناول وجبة طعام يكرهها ولا يستسيغها طعما وشكلا وتركيبا فهو سرعان ما يتقيأها وبأقرب فرصة متاحة له بالإضافة الى أنها قد تسبب له حالة مرضية صعبة الشفاء والحل كمن يصاب بالقرحة المعدية المزمنة. وهذا غالبا ما يحصل لأغلب الطلبة النابهين والأذكياء الفطنين ذوي العقول الناقدة والمتسائلة مما يؤدي بهم الى الفشل في حقل الدراسة الرسمية رغم قدرتهم الفكرية والعقلية وعبقريتهم ... ولنا في سيرة وحياة وتاريخ الكثير من العلماء والمخترعين والعقول التعليمية بالإضافة الى ان اغلب المناهج التعليمية والتدريسية مترهلة بشكل يبدوا أكثر من قابلية الطالب أو التلميذ مما يثير عنده حالة من التخمة الفكرية وتكف خلاياه المخية عن العمل وتركن للكسل مما يزرع عنده حالة من الملل والنعاس وضياع التركيز ولا تعتمد اغلب المواضيع وأساليب التدريس على الإثارة للخلايا المخية للطالب ومما يزيد قدرته على التركيب والتحليل والاستنتاج بل استلاب قدراته ومسخ شخصيته وقتل قابليته وإطفاء شرارة ذكائه وفطنته بالفعل ورد الفعل بصورة سلبية . وقد أسهب في شرح هذا الأمر الدكتور والعلامة الكبير الأستاذ المرحوم نوري جعفر الذي يعتبر من العقول الجبارة والكبيرة على مستوى العالم بخصوص التربية وعلم النفس والذي اجزم ان اغلب معلمينا ومدرسينا يجهلونه تماما وان لم يكن البعض منهم يناصبونه العداء ويقذفونه بمختلف الشتائم والتهم وهو يعري أساليبهم المختلفة في التربية والتعليم . والذي نرى إيجاب تدريس كتبه ومؤلفاته بخصوص التربية وعلم النفس في مختلف المراحل الدراسية لطلابنا وقبل ذلك لمعلمينا ومدرسينا وهذا أمر سنفرد له حيزا خاصا من البحث لاحقا. ان ما يميز مراحلنا بمختلف مراحلها فقدانها لمادة الفلسفة ضمن المناهج الدراسية الذي يجب ان تدرس للطلبة وقبلهم للمعلمين والمدرسين لتكون دراسة مقارنه بين مختلف المذاهب الفلسفية وسير وتاريخ الفلاسفة والمضامين العامة للمدارس الفلسفية المختلفة وعصورها وأسباب وجود كل مدرسة فلسفية وأسباب ظهورها وضمورها أو انتشارها في المجتمعات البشرية المختلفة . ونرى أعظم الخوف المستتر وراء تغييب الفلسفة من المناهج المدرسية كونها تعلم الطالب والمدرس على ان يكون ناقدا متسائلا في كل ما يدور حوله في الكون وفي المجتمع ومحاولا إيجاد الأجوبة وإثارة الأسئلة في مختلف المواضيع دينية أو سياسة واقتصادية وهذا الأمر لا ينسجم مع المدارس السكونية المبنية على التلقين لا على أدلة الإقناع والنفي والشواهد والبراهين والذين بدون ذلك لا يمكن للعملية الفكرية والعلمية ان تزدهر ولا للشعوب والأمم ان تتقدم وتتحضر .
موهمين الناس ومنهم الطلبة والشباب بان الفلسفة ترف لا يليق بالإنسان الجاد والمتطلع لمستقبل زاهر ليظل تحت خيمة السكون والغباء والتبعية الذيلية والتصديق بدون سؤال وباعتبار المتفلسف إنسان شاذ وغير طبيعي وفاشل بالمقارنة بوصف الطبيب والمهندس والأستاذ والفنان والرياضي والحرفي .
ان هذا التوجه إنما هو إجراء احترازي بالنسبة لطبقة الحكام المستفيدين والطغاة لا بعاد العقول عن النقد والرفض للظلم والظلام والاستغلال وكشف أسبابه ومسبباته عبر المنهج الفلسفي الثوري والإنساني العلمي الذي يتبناه الفرد والجماعة ..... وما الأنبياء والأوصياء والمصلحين والثوار الكبار إلا فلاسفة يحملون منهج التساؤل والتدبر والشك للوصول الى الحقيقة وإنارة طريق البشرية. نسأل كم من المحامين والمهندسين والأطباء والمدرسين والمعلمين والضباط... الخ . تخرج مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا العلمية كل عام وكم فيلسوف خرج من ثناياها خلال تاريخ طويل.
وقد أصدرت بعض مديريات التربية في بلدنا تعليمات بنقل المدرسين ذوي الاختصاصات الفلسفية الى وظائف إدارية وكتابية في المديريات وإبعادهم عن الطلبة وعن صفوف الدراسة لعدم الاستفادة منهم وعدم وجود مادة دراسية تناسب اختصاصهم بينما حرم البعض الأخر حتى يكون مرشدا تربويا وهو أمر جيد ومناسب تماما لما يفترض ان يتمتع به خريج الفلسفة في مجال التربية وعلم النفس وقدرته على فهم وتفهم وتوجيه الطلبة . هناك بعض المواد الدراسية ومنها مثلا مادة التاريخ القديم للعراق فالمادة معروضة بشكل جاف مثقل بأسماء وعناوين لأمراء وحكام وسلاطين غاية في التعقيد وعصية على الحفظ والفهم . فمادة التاريخ غالبا ما تكون مادة وصفية جامدة وليس مادة عرض ونقد وتحليل ليكون الطالب على بينه من ظروف حياة وثقافة وعمل وتقاليد وقوانين ومديات التطور الصناعي والزراعي للفترة التاريخية المدروسة وبعقل نقدي موضوعي متنور بعيدا كل البعد عن الانحياز والتحيز الغير منصف لمجريات التاريخ وشخصياته والذي غالبا ما يرتكز على صفات وإعمال وأفعال الملوك والسلاطين والأمراء الإفراد وتجاهل دور عامة الناس وخصوصا من القوى العاملة والمنتجة صانعة الحضارة والتقدم والأحداث في مجرى التاريخ البشري مرسخا في أذهان الطلبة ان التاريخ هو تاريخ الإفراد وان الإعمال الجبارة والانجازات البشرية الخالدة إنما كانت من منجزات الملوك والأمراء والسلاطين . إغماض العين عن طبيعة التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية للفترة التاريخية المدروسة وطبيعة الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية وما هي الدوافع الحقيقية لقرارات ورغبات وحروب وانجازات الملوك والسلاطين والأمراء . متناسين وغافلين للأهمية القصوى لكتابة التاريخ فلو كتب التاريخ بشكله الموضوعي وفكت طلاسم أحداثه وتطوراته لاستطعنا فهم الكثير مما يختلف وتتقاتل وتتخاصم عليه ألان وأنار لنا الحاضر والمستقبل ولنا في اهتمام صدام حسين بإعادة كتابة التاريخ ولي الحقائق التاريخية وتزوير الإحداث بما يخدم أهدافه وأغراضه وتوجهاته مثلا ماثلا أمامنا بهذا الخصوص . أما بالنسبة لمادة ( التربية الاسلامية ) :-
فأننا نرى وبشكل مكثف مختصر ان واقع العراق وتعدد مكوناته وتوجهاته وأديانه خصوصا مما يستوجب ان نغرز عند طلبتنا روح الاحترام للأديان جميعا والتعريف بها جميعا وبذلك نرى ان يتم تدريس تاريخ الأديان وعلى مراحل دراسية مختلفة وعدم الاقتصار على تدريس دين واحد مما يضع الطالب من الأديان الأخرى في محل حرج وتساؤل وعزلة أو عزل خصوصا عندما يمثلون أقلية في مرحلة دراسية معينة . على ان يقوم بذلك كادر محايد متخصص في تاريخ الأديان وإبراز كل ما هو ايجابي وتواصل وتكامل واحترام وتواصل بين الأديان المختلفة . إما في واقع الحال ووفق المنهج الموضوع حاليا الذي كرسه صدام حسين ضمن حملته الإيمانية فهو برأينا اكبر وأعلى من قدرة الطلبة والتلاميذ على الحفظ وإثقال ذاكرتهم بالآيات الطوال وحتى في المرحلة الدراسية الابتدائية ومحاولة تطبيق مادة التربية الاسلامية في ظل التجاذبات والاحتقانات الطائفية في عراق اليوم وهو من الأمور التي تجعل مقترحنا في دراسة تاريخ الأديان والتعريف برموزها أكثر إلحاحا وأكثر ضرورة وعقلانية وواقعية في الوقت الراهن أما من يريد ان يكون متفرغا ومتعمقا في دراسة دين معين فهناك ألاف المدارس والجوامع والمساجد والكنائس والأديرة والمعاهد المتخصصة في هذا الأمر خارج المؤسسات التعليمية والتدريس الحكومية .
ضرورة إيجاد السبل والوسائل والطرق الفاعلة لغرض ان تكون مادة اللغة الانكليزية منتجة وذات فائدة اكبر مما هي عليه ألان فبالرغم من دراسة اللغة الانكليزية لأكثر من عشرة سنوات نرى ان اغلب الطلبة لا يجيدون لا كتابة ولا لفظ ولا قواعد اللغة الانكليزية . وعلى فرض ان الطالب في المرحلة الابتدائية يبدأ جاهلا للأبجدية العربية أو الكردية أو أية لغة أخرى فلا بأس ان تدرس اللغة الانكليزية وحروفها كما تدرس اللغة العربية لفظا وكتابة مع توفير القناعة لدى الطلبة بأهمية تعلم لغة أجنبية أو أكثر وأثرها في حياته العلمية والعملية في المستقبل ليكون متقبلا برغبة للأجيال على تعلم اللغة الانكليزية .
للطالب والدارس اهتمامات فنية أو أدبية ورياضية يتوجب ان تأخذ بنظر الاعتبار ووضع البرامج العملية والعلمية لغرض تنمية المواهب المختلفة لدى الطلبة ورعاية وتبني القدرات اليافعة والواعدة بعطاء متميز في هذا المجال أو ذاك من الرياضة والفنون وفتح كافة الفرص الممكنة لتطويرها وصقلها فكم من القدرات والمواهب والقابليات المكبوتة والمندثرة بين صفوف الطالبات والطلبة في مختلف الإعمار والمراحل الدراسية . هذا بالإضافة الى ان الاهتمام يمثل هذه الدروس والممارسات والمسابقات والمنافسات بين الطلبة والمدارس والمحافظات والكليات تمتص روح الملل والضجر والإشباع من التركيز فقط على المواد الدراسية المنهجية المقررة وتكون دافعا لمواصلة الدوام والحضور المنتظم والمنتج بالنسبة للطالب . ولا يفوتنا في هذا ا لخصوص ضرورة الاهتمام الخاص والمدروس والعلمي المتطور في عملية إعداد وتطوير الكوادر التعليمية والتدريسية واطلاعها على إحداث المناهج التربوية وروح المحبة والجدية والمهنية والديمقراطية الملتزمة حيث ان واقع هذه الكوادر يحز في النفس كثيرا لما يشهد من تردي حالة الوعي والسلوك الرشيد وهزالة المعلومة لدى الكثير من المعلمين والمدرسين بالإضافة الى الأساليب الغير تربوية وحتى الأساليب السلطوية) والإرهابية والسوقية في التعامل مع الطلبة مما يجعل الطالب في حالة من التوجس والخوف والقلق من معاملة معلمه ومدرسه وأستاذه والخوف من إمكانية جرح كرامته وتقريعه بأسلوب قاسي غير تربوي وغير أنساني .
هنا يتوجب إعادة تأهيل المعلمين والمدرسين في دورات مستعجلة خاصة بتعلم التربية الحديثة والتخلص من روح وثقافة الحزب الواحد والفرد القائد التي كرسها النظام السابق في مناهج وسلوك المعلمين والمدرسين إثناء حملته سيئة الصيت لتبعيث التربية والتعليم . ومما هو أدى ان تفضل دولة الديمقراطية والعراق الجديد تعيين المعلمين والمدرسين من كليات ومعاهد البعث الصدامي وتفضلهم بدلا من حجب تعيينهم في الوقت الحاضر لحين تأهيلهم من جديد وفق المبادئ التربوية والديمقراطية والعلمية الحديثة في نفس الوقت الذي لا يتم تعيين خريجي كليات الآداب والعلوم والإدارة والاقتصاد وهم الأكثر كفاءة وقدرة على القيام بمهمة التعليم والتدريس ولا مانع من ادخالهعم دورة مكثفة لدراسة أساليب التدريس وطرق التعامل مع المناهج الدراسية ومع الطلبة ان كانت هناك حاجة لذلك. الم يكن أساتذتنا الأفاضل وهم من اقدر المدرسين والمعلمين باعتراف الجميع هم من خريجي هذه الكليات والمعاهد مثل العلوم والآداب والفقه ومعاهد المعلمين قبل تبعيثها وكم تدهورت العملية التربوية بسبب إقصاء وطرد تلك النخبة من الأساتذة ونقلهم في أحسن الأحوال الى دوائر الدولة الأخرى لتعينهم في وظائف لاتمت لاختصاتهم بصلة بسب رفضهم الانتماء لحزب البعث الصدامي آنذاك.
وهناك أمر هام جدا يجب الالتفات إليه إلا وهو البنايات المدرسية ودور العلم وضرورة تكريس اهتمام استثنائي بهذا الأمر أليس من المخجل لابل من العار ان يسكن طالبات وطلاب العراق مدارس من الطين والقصب أليس من المخجل ان يرصف أكثر من سبعين طالبة وطالب في صف واحد أليس من المخجل ان يكون هناك ثلاث مدارس في مدرسة واحدة.
مدارس اغلبها لإزالة رثة تفتقر الى الكثير من مظاهر النظافة والجمالية .... نفتقد الى ساحة اللعب المدرسية المنسقة الجميلة والى توفر الماء البارد والتدفئة والتبريد... لانقول ذلك ترفا أو أمنيات خيالية ولكن كل التربويين واختصاصي علم النفس يعرفون مدى الانعكاس السلبي لمثل هذا الوصف على نفسية التلاميذ واندفاعهم لاستيعاب المواد الدراسية وتواصلهم في تلقي الدروس.
يجب ان تكون المدرسة بيت نموذجيا مبهجا ومنسقا للطلبة والطالبات وليست رثاً كئيباً يتحول فيه المعلمين والمدرسين الى سجانين وهم يحملون الصوندات والعصي وأساليب التعذيب والترهيب والزجر والإذلال ... الخ. مما يولد للطالب إحساس وكأنه يساق الى محاكمة وساحة تعذيب بدون ذنب ارتكبه أو مخالفة قام بها ولكنها إرادة الأهل والمجتمع فيتمرد عليهما معا أو تخلق منه مثل هذه الممارسات فردا سلبيا ومنطفأالقدرة على الخلق والإبداع والتواصل والتفاعل مع أهله ومحيطه ومدرسته ومجتمعه ومن الأمور الذي نراها هامة هنا ضرورة تشجيع وتنوع والتخطيط العلمي للنشاطات اللاصفية للطلبة من رسم ورياضة وموسيقى وشعر وقصة وخطابة ....الخ .
عدم تسييس المدارس والمعاهد والكليات وفرض هيمنة أي جهة حكومية أو غير حكومية سياسية ودينية على المدارس والمعاهد والكليات واحتفاظها بقدسيتها وخصوصيتها واستقلاليتها ضمن العملية التربوية والتعليمية .... لابمعنى عزل الطلبة عن مايدور في الساحة السياسية للبلاد والعالم ولكن رفض الهيمنة والتعبئة القسرية وتغليب السياسة على الدراسة أو الانتقاص من حصة الدراسة لصالح السياسة مما يخلق حالة الفوضى والعنف بين الطلبة وإهمال الدروس في ظل هوس الشعارات والهتافات والمظاهرات والمسيرات . ولا باس بإبداء النصح والمشورة والخبرة والتجربة للكادر التعليمي والتدريسي والتربوي للطلبة لخلق منظمات طلابية مهنية فاعلة ومتفاعلة مع مايجري في البلاد من أحداث وتطورات ضمن نهج علمي ديمقراطي حضاري غير مجير لصالح أية جهة أو فئة سياسية وللطالب حرية العمل السياسي خارج حرم المدرسة أو الجامعة والمعهد.
وهذا أمرا يكفله الدستور لكل المواطنين العراقيين على مختلف مهنهم وأجناسهم ماعدا الأجهزة الأمنية.
خلق حالة من التواصل الحي والفاعل والغير موسمي بين المدرسة وعوائل واسر الطلبة وإبداع الطرق والوسائل التي تفرز مثل هذا التواصل بين الطرفين تعزيزا للعملية التربوية والتقدم العلمي والاستقرار النفسي والسلوكي للطالب .
خلق أنواع مختلفة من أنواع وأساليب المنافسة الحرة والشرعية بين الطلبة والتباري الفاعل بينهم في مختلف النشاطات المدرسية وحيازة الدرجات في مختلف المواد الدراسية والأخذ بيد المتخلفين عن اقرأنهم وفهم ظروفهم ومشاركاتهم والأسباب الحقيقية الكامنة وراء حالات التخلف وعدم إشعاره بالدونية وجرح كرامته وتحقيره أمام زملاءه وأساتذته وذويه وضرورة دراسة كل حالة من حالة التردي والتمرد على حده ووضع الحلول العلمية والعملية لحلها وتلافيها.
نقترح أيضا ضرورة تخصيص منحه مالية للطلبة وحسب مراحلهم الدراسية ابتداءً من الروضة والابتدائية والمتوسطة والإعدادية والمراحل الجامعية والدراسات العليا وبسبب متفاوتة ومتناسية مع الحاجة الفعلية للطلبة تعينهم على تدبير نفقاتهم المدرسية للبس والنقل والقرطاسية مع وضع ضوابط لاستقطاع مبالغ من هذه المبالغ في حالات الغياب المتكرر أو حالات الإهمال المتعمد الغير مبرر في الواجبات المدرسية وكذلك وضع ؟آلية لمكافأة الطلبة المتميزين والمتفوقين والمواظبين على الدوام والدراسة. إننا نرى ان هذا الإجراء سيحد كثيرا من حالات تسرب الطلبة والطالبات من الدراسة والنزول الى الشارع ويساعد الأسرة على إدخال أبناءها للمدارس وتزيد من حرص الطالب والطالبة على الدوام والمواظبة والاجتهاد وهو في كل الأحوال حقق لكل العراقيين في وطن ثري بخيراته وموارده وضرورة توفير الكتب والقرطاسية بالكامل وعدم تشجيع اقتناء الملازم والتلخيصات للمواد الدراسية وفرضها على الطالب . ليكون بذلك التعليم المجاني واقعا حقيقا وليس مادة إعلامية فارغة من المضمون..
الارتفاع بمستوى الكادر التدريسي والتعليمي وإدخال المدرسين والمعلمين دورات سنوية لمتابعة أخر المستجدات في العملية والتربوية والتعليمة وكذالك زيادة عدد وكفاءة المشرفين التربويين من ذوي القدرة والكفاءة والأسلوب التربوي المشهود له في مجال اختصاصه لمتابعة سير العملية الدراسية في المدارس على مختلف مراحلها الدراسية . إننا نرى ان هذا الأمر سيرفع كثيرا من المستوى العلمي والدراسي للطلبة والحد من الظاهرة الدروس الخصوصية الذي أصبحت ظاهرة مرضية مستشرية في العراق وأثقلت كاهل الأسر العراقية وهي بالتأكيد تزيد من حالة الاحتقان الطبقي وحالة الحيف الذي يشعر ويحس بها بنات وأبناء الطبقات الفقيرة وحتى متوسطة الحال لعدم قدرتهم على دفع الأموال لضمان تفوق أبناءهم وحصولهم على الدرجات العالية وبالتالي خسارتهم لفرص الدخول في الكليات ذات التنافس الشديد كالطب والصيدلة والهندسة مثلاً. وقد كان جزءاً من حدوث هذه الظاهرة تسيب لابل عدم المبالاة للمدرسين ذوي القدرة المشهودة في مجال اختصاصهم في التدريس أثناء الدوام الرسمي في مدارسهم وازدياد حالات التغيب والتهرب والتملص من تواصل المحاضرات وإكمال المنهج الدراسي بالشكل المطلوب مما يستوجب وضع الآليات العملية للحد من هذه الظاهرة الخطرة والناسفة لكل الجهود الحكومية لدعم ورفع مستوى الطلبة الدراسي مع أننا لانغفل أن أحد أسباب هذه الظاهرة هو تردي المستوى ألمعاشي للمعلمين والمدرسين بسبب ضحالة وقلة مايتقاضونه من راتب وخصوصا ً بالنسبة لحديثي التعيين من الشباب منهم بما لايسد احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية اليومية رغم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم والتكليف الرسمي والاجتماعي لهم لتعليم وتربية الأجيال الشابة "روح الحاضر وقادة المستقبل" وضرورة مكافأة المدرسين الأكفاء والذين يحققون أعلى النسب من النجاح والتميز في التعامل مع الطلبة والإدارة والمواظبة على الدوام ومتابعة طلبته ووضع الخطط والبرامج والتوصيات الكفيلة بتقدمهم الدراسي والتربوي.
من كل ذلك يمكننا إيجاز النقاط التالية كأوليات في معالجة التردي في العملية التربوية والدراسية في العراق :

1- إعادة النظر بالمناهج الدراسية لمختلف المراحل من قبل لجنة مختصة وتخليصها من كل ماعلق بها من التوجهات اللاعلمية والغير عملية والطائفية والشوفينية وضرورة مواكبتها للتطورات العلمية في العالم مع تطوير مستوى وأساليب إيصالها واستيعابها من قبل الطالب واستخدام كافة الوسائل إلايضاحية في ذلك.
2- الاهتمام بالبنايات المدرسية والتدريبية ومن حيث التصميم وقدرة الاستيعاب والمظهر الجمالي وفك الدوام المزدوج للمدارس وبأسرع وقت ممكن وتوفير الخدمات الضرورية للأساتذة والطلبة كالماء والكهرباء والتبريد والتدفئة والأثاث المدرسي وفتح خطة لإدامة تطوير مثل هذه الخدمات قبل العام الدراسي.
3- الاهتمام بتطوير كفاءة وقدرة الكادر التدريسي والتعليمي واختيار اداراة كفوءة للمدارس وخلق حالة من المنافسة بين مختلف المدارس في الوحدة الإدارية الواحدة وفي المحافظات المختلفة ومكافأة وتعميم ما هو أفضل واعمل وأقدر.
4- خلق حالة من التواصل والتفاعل الحي والغير موسمي بين إدارات المدارس وأسر الطلبة والطالبات وإشراك الأسر في تقييم العملية التربوية وسماع مقترحاتهم وآراءهم والاستفادة من دعمهم المادي والمعنوي للارتقاء بمستوى المدارس ودور العلم لأداء دورها على الوجه الأكمل. مع خلق حالة الاحترام المتبادل وروح المحبة الأبوية الحميمة بين الطالب والمعلم والمدرس الغير مبنية على الخوف والقسر وعدم الثقة وإرهاب الطالب في أوقات الدراسة وأوقات أداء الامتحانات .
5- الاهتمام المدروس بالنشاطات اللاصفية للطلبة وتنمية المواهب الفنية والرياضية والعلمية والأدبية وتشجيع وتنمية روح النقد والمسائلة والبحث لدى الطلبة وإخراجهم من مستنقع التلقي السلبي الخامل والقاتل للقدرة البشرية والكابح لفعالية التطور والإبداع والتجديد. مع الأخذ بمبدأ إعطاء الطلبة منحة مالية مناسبة ومتصاعدة وحسب ضوابط المرحلة الدراسية .
6- وضع الخطط الكفيلة والفاعلة للقضاء أو للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية المستشرية بين طيات العملية التربوية الآن.
7- فتح المجال أمام خريجي الكليات الأدبية والعلمية من التخصصات ذات العلاقة بالمواد الدراسية لمختلف المراحل لأخذ دورهم سواء بالتعيين أو بعقود العمل وعدم اختصار خريجي كلية التربية ومعاهد المعلمين في العملية التعليمية والتربوية "ومن هذه التخصصات ذات الفائدة في العملية التربوية هي كليات العلوم والآداب والإدارة والاقتصاد والهندسة وغيرها وحسب الحاجة" .
8- العمل على خلق حالة من الوعي الاجتماعي عن طريق تهيئة المحيط والثقافة لإلغاء حالة الفصل بين الطلبة والطالبات في مختلف المدارس والحد من حالة العزل والاغتراب والتوجس بين الجنسين مما له امن اثر سيء للغاية على نفسية الجنسين حيال بعضهما وتحفيز وإيقاظ الغرائز الحيوانية لدى الطرفين تجاه بعضهما حتى في نوادي وكافيتريات التلاميذ في الجامعات.
9- تكليف لجنة تربوية مختصة بإلغاء الرابع العام وبأ اختيار الطلبة للدراسة في الفرع العلمي أو الأدبي بعد اجتيازه الثالث المتوسط حيث نرى ان الرابع العام سنة دراسية غير مبررة وغير ضرورية حيث تم تجاوزها في مرحلة الدراسة المتوسطة وترحيل قسم من المواد الدراسية في الصف الخامس والسادس للصف الرابع علمي أو أدبي مع إمكانية إضافة مواد وتحديث مواد موزعة بشكل منهجي وعلمي مدروس ودون إرهاق الطالب والمدرس ومن الملاحظ تدني مستوى الطلبة عموما في الرابع العام بسبب عموميته وعدم ملائمة بعض مواده مع توجه الطالب الدراسي علمي أو أدبي.
ان ماوضعناه في دراستنا هذه ناجم عن واقع معاش باعتبار الكاتب أب لخمسة طالبات وطلبة في مراحل دراسية مختلفة بالإضافة الى معايشتنا الشخصية وحياتنا الطلابية وما نسمع به يوميا مما لايسعنا المقال لسرد جزئياته ترجوا ان نكون قد وفقنا في وضع اليد على قسم مهم من واقع العملية التربوية ورؤيتنا لتطورها وازدهارها.





#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكارت الاحمر
- اين ندق المسامير
- لازال الغفاري منفيا
- اين تدق المسامير
- الجلوس الاجباري وسط القمامه
- سياسة القطع والتقطيع وادامة الضياع والتجويع
- االهاتف الكذاب
- مقابرنا ومقابرهم صور من الشارع العراقي
- صور من الشارع العراقي
- الشاعر حسين ابو شبع (الشاعر المقاوم شاعر الروح الحية )
- الشاعر ناظم حكمت في ذكرى رحيله الرابعة والاربعين
- صور من الشارع
- أزمة السكن في النجف
- صور من الشارع العراقي
- الاخلاق


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد الحريزي - التربية والتعليم في العراق-الواقع الحالي ومقترحات التطوير