أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - باتر محمد علي وردم - القوانين تحمي العنف ضد النساء في الأردن














المزيد.....

القوانين تحمي العنف ضد النساء في الأردن


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 11:14
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


من العيب أن يكون الأردن دولة عصرية متقدمة في البنيان والاقتصاد والتحديث التكنولوجي ولا يزال ينفذ قوانين أقل ما يقال عنها بأنها ظالمة بحق النساء وتعطي مبررات لتهريب القتلة من تحمل مسؤولياتهم أو على الأقل الحصول على أحكام مخففة لا تتناسب مع فظاعة الجريمة.
وفي الوقت الذي تصدر فيه جبهة العمل الإسلامي وحركة الأخوان المسلمين بيانا شديد اللهجة منتقدا مصادقة الحكومة على الإتفاقية الدولية لمكافحة أنواع التمييز ضد المرأة والمعروفة بإتفاقية سيداو، بالرغم من تحفظ الحكومة الأردنية على الكثير من البنود التي تعتبرها "مخالفة للقيم والتقاليد الإسلامية" وذلك بحجة أن هذه المعاهدة التي وقعتها أكثر من 150 دولة في العالم تحت مظلة الأمم المتحدة تخدم الأهداف الصهيونية والأميركية في "تفكيك" الأسرة الأردنية ونشر الفاحشة، نجد أن ما يحدث من بعض الجرائم في حق النساء في الأردن على المستوى الأسري يحتاج إلى المزيد من الصلابة في التشريعات التي تتيح مجالات لهروب القتلة من العقاب.
قبل عام تقريبا أهتزت الأردن على وقع إقدام شاب في مدينة السلط الأردنية على قتل شقيقاته الأربع ومنهم واحدة حامل في الشهر السادس أي بجنين مكتمل الروح والهوية وذلك بعد دعوة من الأخ على العشاء تضمنها تجهيز بندقية محشوة بالذخيرة ومطاردة إستمرت أكثر من 10 دقائق للإجهاز على كل الضحايا. المحكمة في الأسبوع الماضي حكمت على الشاب مرتكب المجزرة بالسجن لمدة 10 سنوات بواقع سنتين على كل ضحية (الشقيقات الأربع والجنين) بعد أن تنازلت الأسرة عن الشكوى.
إحتراما لتقاليد الأسرة في الأردن وعدم التدخل في الخصوصيات رفضت الصحافة الناطقة باللغة العربية الإشارة إلى تفاصيل مؤلمة عن حوادث وقعت قبل الجريمة وشكاوى تقدمت بها الضحايا الأربع ضد أفراد من الأسرة بتهم مختلفة، ولم يتم التعامل قضائيا بجدية مع شكاوى الشقيقات إلى أن تم إرتكاب الجريمة الإنتقامية غير المرتبطة ابدا بالشرف، ولكن تبرير الحكم جاء على خلفية "فقدان الأعصاب" والذي تضمن كما اسفلنا بندقية محشوة وإطلاق النار على أربع ضحايا في فترة تزيد عن 10 دقائق. ولكن حتى في حال أن المحكمة قررت أن تحكم بالسجن المؤبد على الشاب فإن تراجع أهل الضحية عن الشكوى، وهو قرار عائلي خاص ينبغي احترامه مهما كانت رؤيتنا له ساهم في تخفيف المدة إلى 10 سنوات.
لم يعد المجال ممكنا للإستمرار في هذه الحالة من إنفصام الشخصية. إما أن نعترف بأن الأردن لا يزال دولة في العصور الوسطى وتشريعاتها تصب في مصلحة الجرائم المرتكبة من قبل الذكور ضد الإناث معهما كانت فظاعتها وإما أن نتجرأ في المطالبة بتغيير كل هذه التشريعات لتصبح جرائم قتل من الدرجة الأولى يحكمها القانون المدني ولا تسمح حتى بسحب الإدعاءات من الأهالي وبالتالي إيقاع الجزاء العادل على كل المجرمين بدون وجود اي مخرج للهروب.
أما هذا الحديث غير المنطقي عن الصهيونية ودورها في تفكيك الأسر الأردنية من خلال المعاهدات الدولية لحماية حقوق المرأة فلا يمكن الإستمرار به لأن غير صحيح وغير منطقي لأن هذه المعاهدات تم تطويرها من قبل الفكر الإنساني العالمي وليس من قبل الصهيونية وهي إختبار لقدرة المجتمعات والتشريعات على الإرتقاء إلى مستوى العدالة والضمير وهي نفس القيم التي نادي بها الإسلام الذي قدم الاحترام للمرأة وأخرجها من العبودية والوأد وكل هذه الجرائم ضد النساء في الأردن لا يمكن تبريها إسلاميا بأي حال من الأحوال فهي نتيجة تقاليد بالية وتشريعات متأخرة حان الوقت لتغييرها.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس صدمات ثقافية من برلين
- الكونفدرالية؟ لا نريد الحديث حولها، ونرفضها للأسباب التالية!
- عندما تغطي قناة الجزيرة حدثا في الأردن
- جدل الديمقراطية والإرهاب في الأردن: ما هي حدود حرية التعبير؟
- امتحان لجدية الدولة الأردنية في الالتزام بحقوق الإنسان
- الإعلامي الأردني...رهين الخمسة محابس!
- قراءة في استطلاع الرأي العام اللبناني حول الحرب
- مناهضة منتدى المستقبل بلغة الماضي في الأردن
- الديمقراطية الاجتماعية: فكر يجمع الليبرالية السياسية مع العد ...
- متى يصبح الأردن جاهزا لمحاربة إسرائيل؟
- ساحة حرية في الأردن: هل نضحك على أنفسنا؟
- مبادئ وأفكار حول -الجهاد المدني- ضد إسرائيل والإدارة الأميرك ...
- بعد قانا: نهاية الإنسان العربي المعتدل!
- أنا في حالة حرب مع إسرائيل
- لماذا لا يتعلم حزب الله والشارع العربي الحكمة من سوريا؟
- بروتوكولات حكماء الأخوان المسلمين
- حكايتان من -التجربة الدنمركية-!
- عندما تصبح العلمانية عقيدة متعصبة
- أسلحة العولمة في المواجهة الإسلامية- الدنمركية
- السلطة التنفيذية حق مشروع لجبهة العمل الإسلامي...ولكن!


المزيد.....




- الداخلية الكويتية تعتقل متهما من الأسرة الحاكمة هاربا من تنف ...
- رويترز: العراق ملجأ اللبنانيات البديل للولادة
- السحر ينقلب على الساحر.. نجم ميلان يفند ملابسات اتهامه بالاغ ...
- تفاصيل جديدة بعد مقتل مصري في أستراليا على يد زوجته على طريق ...
- علاجات سرطان الثدي الشائعة وعلاقتها بشيخوخة النساء
- استفيدي بالدعم .. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت با ...
- سن التقاعد الجديد للنساء في الجزائر! وزارة المالية تُعلن تعد ...
- ناشطة في حقوق المرأة والطفل تندد بتعديلات قانون الأحوال: تتع ...
- تايلور سويفت تصبح أغنى امرأة في عالم الموسيقى
- جرائم الرفض.. فتاة مصرية تتعرض للاغتصاب الانتقامي


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - باتر محمد علي وردم - القوانين تحمي العنف ضد النساء في الأردن