أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - هادي فريد التكريتي - جرائم الشرف ..عار المجتمع الرجولي ..!!















المزيد.....

جرائم الشرف ..عار المجتمع الرجولي ..!!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:04
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


مثل صيني قديم يقول :"لا تضرب المرأة ولو بوردة "...هذا المثل يعبر عن احترام مطلق للمرأة ، كما أن هناك الكثير من الشعوب ، لا زالت تعبد وتقدس المرأة ، باعتبارها عنصر الخير والبركة ورمزا للحياة واستمراريتها ، وقد وصلت لمرتبة الآلهة في ديانات وادي الرافدين القديمة ، وفي الأساطير والديانات ، اليونانية والإغريقية ..
عرف العرب في جاهليتهم ، وأد البنات ، وكما يخبرنا القرآن ، إن وأدهن لم يكن لجريمة ارتكبتها المرأة الوالدة ، أو البنت المولودة ، إنما نتيجة لفقر العائلة ، وصعوبة الحياة المادية في مجتمع غير ذي زرع ، وحتى مع علة الفقر، الملازمة لمثل تلك المجتمعات، قبل الإسلام ، لم تكن كل القبائل تئد بناتها ،فالمجتمع المكي المتميز بالتجارة وسيادة ملاك العبيد ، كان سادة القوم وأشرافها أكثر انفتاحا على المرأة ، تسامحا معها مما عليه عرب اليوم ، فأشراف قريش وسادات المجتمع ، كانت تعترف بندية المرأة لهم ، في إدارة شؤون ملكيتها ، من عبيد وثروة وتجارة ، كما كانت تمتلك وتدير أماكن اللهو والراحة ، للتجار والمسافرين عبر مكة ، سواء أكانت المرأة من قريش ، أم من قبائل أخرى ، ولم يحدثنا واقعهم ، آنذاك ، أن شريفا منهم ، أو سيدا ، قتل ابنته أو أمه ، أو أية قريبة له ، غسلا للعار، كما هو الحال في مجتمعاتنا " المتطورة " ، وحتى عندما كانت تغزو القبائل بعضها لبعض، وتتقاتل ، كانت النسوة ، في بعض الأحيان ، هدفا لهذا الغزو والاقتتال ، وعند انجلاء غبار المعركة ، يجلس المتخاصمون للتفاوض ، لاسترداد ما أخذ منهم عنوة ، وكانت النسوة ، في مقدمة ما يتم التفاوض عليهن واستردادهن ، ولم يذكر لنا التأريخ قتل امرأة قد اسْتُردت ، من هذه القبيلة أو تلك ، نتيجة لشبهة اعتداء أو لاغتصاب وقع عليها ، عند الأسر والإقامة عند الطرف الآخر..كما عرف المجتمع الإسلامي ، شخصيات مرموقة هم أبناء سفاح ، و أنواعا مختلفة ومتعددة من أشكال الزواج ، منها تبادل الزوجات بين الأزواج ، أو استئجار أزواج لنكاح زوجاتهم ، ابتغاء الولد ، ولم تعتبرها تلك المجتمعات ، رغم قرب معاصرتها للدين الجديد ، انتهاكا لشرف شخصي أو حطا من كرامة المجتمع ..

الثقة بالمرأة آنذاك ، كانت شبه مطلقة ، لأنها كانت تمتلك هامشا أكبر من الحرية ، مما نحن عليه اليوم ، افتقدته كله ، أو الجزء الأكبر ، منه بعد أن توطدت الدولة الإسلامية وتوسعت ، وكثر المال من ريع البلاد المفتوحة ، وسيطرت على مفاصل الحكم والتشريع عناصر غير مؤهلة لقيادة المجتمع ، فسرت آيات القرآن وسوره المتعلقة بالمرأة ، حسب حاجتها ، لحماية " ما ملك اليمين " ، من النساء والجواري ، حيث كانت قصورهم تعج بالمئات ، والبعض منهم كان يجهل العدد، وهذا ما يستوجب حمايته والمحافظة عليه ، فكان وجود المفسرين الفاسدين " من السلف" ضرورة لتفسير الآيات التي تنتقد مظاهر المرأة ، والتي هي بالأساس موجهة ضد نساء النبي ، تفسيرا يعمم كراهية المرأة ، في المجتمع ، ويحرض على قتلها ، وبنفس الوقت يخفف الجريمة عن القاتل ، إن لم يعتبره شهما وغيورا يستحق المكافئة ..لذا استغل الكثيرون من الحكام والقتلة ، مقولات غير معروفة مصادرها وأحاديث نبوية ،تعتبر : النساء ناقصات عقل ودين ،ولن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة ، ونقص في أهليتها وميراثها وحجب ولايتها عن أولادها الصغار..وغيرها من أحكام قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة ومزورة ، كلها تصب في التقليل من شأن المرأة وتحقيرها اجتماعيا، والقاء اللوم عليها ، في كل ما يحصل لها وعليها ، من انتهاك وإساءة ، ُتهيأ الرأي العام على تقبل الجرائم الواقعة بحقها ، حتى لو كان الرجل هو المعتدي ، ومن قام بها ضدها ، بشكل عامد ومتعمد ..

العرب والمسلمون ، هم وحدهم من بين أمم الأرض من يعتقد أن الشرف ، شرف العائلة ، أو شرف العشيرة ،ُينتهك ويلحق بهم العار ، عندما تفض بكارة المرأة الباكر ، اغتصابا أو رضا ، دون عقد نكاح ، ولا يلحق مثل هذا العار الرجل وعائلته ، عندما يعتدي و يغتصب المرأة ، فالقوانين والأنظمة تغض النظر عن مرتكب مثل هذه الجرائم ، لأنها جريمة " الرجل " ، وإن أدين ، لسبب ما ، فالحكم لا يمكن مقارنته بما يقع على المرأة المعتدى عليها ، أو الشريكة بالفعل .
إحدى جرائم الشرف، أو غسل العار ، ترتكب بحق المرأة ، من قبل ذويها وأقاربها ، عند اتهام الزوج لامرأته بالزنا ، وهو أمر وارد وشائع ، في المجتمعات العربية والإسلامية ، كما الطلاق غير المبرر، يثير شكوك أهل الزوجة بأخلاق ابنتهم حين لا يفصح الزوج عن دوافع وأسباب الطلاق ، والقاتل بهذه الحجة لا يتوسع القانون بالتحقيق معه عن الأسباب والدوافع ، لارتكاب جريمة " غسل العار " ، فهناك الكثير من الأسباب والمبررات التي يمكن أن يخفيها القاتل ، لأن القتل قام به مجرمون محترفون ، بعلم وتحريض من السلطة وتحت حماية أجهزتها الأمنية ، فنظام صدام الفاشي ، قتل الكثير من الناشطات السياسيات ضد نظامه ، وجير القتل لحساب " غسل العار " ، وهذا حصل ويحصل في وقتنا الحاضر ، وفق معايير دينية ـ طائفية ، كما في جرائم قتل النساء في البصرة ومدن أخرى من العراق ، وبفتاوى دينية ـ طائفية ، تتفق مع أهداف وتوجهات قوى الحكم القومية ـ العشائرية النزعة، المتحالفة مع القوى الدينية، التي تعتبر المرأة نجسة ودون مستوى الرجل " تكرم عن طاريها " ، هذا التحالف هو من يشرع القوانين اليوم التي تحد من الحريات العامة بشكل عام ، وتبخس حق وحرية المرأة ، وتفرض أحكاما متشددة عليها دون الرجل، بشكل خاص ..

الشرف في مثل أنظمتنا القومية ـ الإسلامية ، يمثله الجهل والتخلف ، فالشرف ، نتيجة لشبق جنسي عندهم ، يكمن في المرأة فقط وبالتحديد بين فخذيها ،..!وهذه هي مأساتنا ومأساة تخلفنا ..

الشرف الحقيقي ، والذي هو معيار مشترك لكل الأمم والشعوب المتحضرة والمتطورة ، يحمله ويغار عليه كل مواطن ، رجلا كان أو امرأة ، يكمن في عقله ، في ثقافته وفي وعيه ، في فكره ووطنيته ، فالتعليم شرف ، وممارسة المهن التي تخدم المجتمع شرف ، والقيام بخدمة الطفل ، تعليمه وتهذيبه لخدمة المجتمع شرف ، وإخلاص الجندي بالدفاع عن وطنه شرف ، وعدم غش قوت المواطن وعدم سرقته شرف ، ومطالبة المواطن لمجتمعه ، بأن يشرع قوانين تجيز للمرأة ما تجيزه للرجل ، من حرية وحقوق وواجبات ، ومساواة أمام القانون لوظائف الدولة ، أقصى موجبات الشرف ..هل نجد مثل هذا الشرف عند" ميليشيات الطوائف " أيا كانوا ، الذين يحرضون على قتل المرأة دون مبرر أو وازع من ضمير ، بحجة ارتداء أو عدم ارتداء لهذا الثوب أو هذاك ..؟ وهي في غاية الكمال العقلي والخلقي ، مخلصة في عملها متفانية في واجبها نحو شعبها ووطنها ، هل نجد مثل هذا الشرف عند رجال بأيديهم مصير شعبنا ووطننا ، يتعاونون مع الأجنبي ويسرقون معه ثروات البلد ويهربونها ، ويشرعون قوانين تمسخ شخصية المرأة وتقيد حريتها وتضيق على حقوقها ..تغيير هذا الواقع يتطلب إشراك المرأة في تشريع كل القوانين ، وخاصة قوانين الأسرة وتربية الطفل ،ومناهج التربية والتعليم، وتعديل الدستور بما ينسجم وتمتعها بالحقوق الكاملة التي يتمتع بها الرجل ،وبعكسه سيبقى المجتمع متخلفا ، والمرأة تلاحقها سكين قاتلها المتخلف ، تباركه وتحميه ، قوانين " ذكور " العشيرة والدين..!
وقد شخص لنا ، شاعرنا الوطني الكبير الرصافي ،داء التأخر والدواء ، ولا زلنا بعد مئة عام نشكو مما اشتكى هو منه :
نرى جهل الفتاة لها عَفافا كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائل لا لجُرم فنؤذيهن أنواع الأذاة
لئن وأدوا البنات فقد قَبْرنا جميع نسائنا قبل الممات
حجبناهن عن طلب المعالي فعشن بجهلهن مُهَتًكات
وتهذيب الرجال أجلً شرط لجعل نسائهم مُتهذبات

22كانون أول 2007


عضو اتحاد الكتاب العراقيين في السويد



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن ..مدرسة ومختبر ..!
- الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!
- قانون المساءلة والعدالة : بين الحقد والمصالحة..!
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي..! / القسم الثاني ...
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ..!(1)
- المادة 142من الدستور ..عقبة في استقرار العراق ..!!
- عراق لكل العراقيين ..!
- السيد آرا خاجادور ..بيان محبوس ..وحقد أسود ..!
- ماالحل...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!!
- مع رابطة الأنصار الشيوعيين في مؤتمرهم الرابع .
- الحل السياسي ...نهاية المطاف ..!!!
- سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!
- الحزب الشيوعي العراقي..ضمير وطن ..!
- ما كو شي ...والوضع في تردي ...!
- قانون النفط والغاز ..رطانة شهرستانية ..!
- سفاراتنا بين الأمس واليوم ..وطموحاتنا الوطنية ...!
- وطنية مجلس النواب على المحك ..!
- المرأة العراقية ...خيار مستقبلنا !!
- ا لمشروع الطائفي في العراق ... والمجتمع المدني المعاصر
- بوش والمالكي ..فرسا رهان خاسران ..!


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - هادي فريد التكريتي - جرائم الشرف ..عار المجتمع الرجولي ..!!