أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - هادي فريد التكريتي - سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!















المزيد.....

سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:41
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


قراءة مبسطة للتاريخ الإسلامي ـ العربي ، منذ سقوط دولة الخلفاء الراشدين ، الأربعة ، مرورا بالدولة الأموية والعباسية ، وحتى سقوط الدولة العثمانية ، وريثة دولة الخلافة الإسلامية ، يتبين لنا أن هذه الدول تشترك فيما بينها ، بأكثر من سبب من الأسباب التي أودت بسقوطها ، ودولة حزب البعث في العام 1968 ـ 2003، ليست استثناء من سمات السقوط المشتركة بين هذه الدول ، فالصراع الداخلي على السلطة ، وسلب حقوق الشعب ، وقهر الشعوب والقوميات المطالبة بحقوقها ، والتضييق على الحريات العامة والخاصة ، ومحاولة التوسع عن طريق الحروب ، وفرض أنظمة شمولية ودكتاتوريات باسم الدين والقومية ، كلها عوامل من القواسم المشتركة لسقوط تلك الدول التي تعاقبت على حكم المنطقة العربية والإسلامية ، وهذا ما ينطبق على الدولة العراقية حاليا ، لأجل مؤجل .
سقوط حكم النظام البعثي في العراق ، بدأت " تباشيره " الأولى ،في منتصف سبعينات القرن الماضي ، عندما شن النظام حربه على الشعب الكوردي ، وعلى كل القوى السياسية العراقية ، الوطنية والديموقراطية والقومية والدينية ، التي كانت تقف موقفا معارضا لنهجه وسياساته المدمرة ، الداخلية والخارجية ، والتي هيأة لمساراتها تلك ، طموحات قومية غير مشروعة ، وأوهام تفوق عنصري ، غذتها مصالح دول أجنبية ذات نفوذ في المنطقة ، ساعدت نظام الحكم االبعثي العراقي ، على تعميق نزعته القومية ، وتعزيز نهجه الفاشي في مؤسسات الدولة ، وإقامة نظام حكم ديكتاتوري يخدم توجهات المرحلة اللاحقة ، للوقوف بوجه ما تحمله الثورة الإيرانية من شعارات دينية ـ طائفية ، ُمعدة للتصدير ، تهدد مصالح الدول الغربية وأمريكا في المنطقة .
تعاونت كل الدول الغربية ، وعلى رأسها ، أمريكا ، مع النظام الفاشي ، على بناء أضخم جيش عراقي في المنطقة ، لتقود النظام وقيادته ، لاحقا ، إلى حتفهما ، عن طريق تنفيذ مهام عسكرية ـ لوجستية لصالح تلك الدول ، أدت لإشعال حرب مع إيران دامت ثماني سنوات ، لا مصلحة فيها للعراق ولا لشعبه ، وما كان القائد الهمام " صدام " يجهل هذه الأسباب ، بل كان يهدف ، واهما ، لأن يكون ندا لقادة هذه الدول الكبرى التي تدعم نظامه ، لتُطلق يده وحزبه في المنطقة ، إلا أن حساب السوق لم يتوازى مع محصول البيدر، ليحصد النظام خيبة مريرة ، وفشلا قاتلا ، بعد دخوله الكويت ، بإشارة ملتبسة من أقوى وأكبر الحلفاء له " أمريكا " ، وخروجه من الأرض الكويتية منهزما ، تطارده قواتها ، حيث بداية النهاية ، وتزامنا مع مطاردة القوات الأمريكية لجيش الدكتاتورية ، المهزوم ، وبدخول أول دبابة عراقية سليمة ، لأرض العراق، اندلع لهيب انتفاضة آذار ـ1991 ، من وميض أول قنبلة باتجاه صنم الطاغية في البصرة ، لتعم العراق كله ، وكادت الانتفاضة أن تحقق نصرها ، لولا أن القوات الأمريكية ، حليفة النظام ، أيام حربه مع إيران ، عز عليها أن ترى حليفها المهزوم ، صدام حسين وهيئة حكمه ، ينالون جزاءهم العادل ، بأيدي ضحاياهم العراقيين ، الذين أذاقهم النظام المر والعلقم ، وجرعهم كؤوس الذل والهوان ، فتعهدته إدارة بوش الأب وجيشه لتحميه ، من غضب العراقيين وثورتهم الممتدة من أقصى الجنوب العراقي وحتى أبعد قرية في شماله ، وبهذا حالت دون إسقاط نظام الطاغية ، وأنقذته من مصيره المحتوم ، مطلقة الحرية " للقائد " المهزوم وعساكره ، عن قصد وإدراك متعمد ، لأن يستخدم مروحياته في قمع الإنتفاضة ، بعد أن حظرت ، القوات الأمريكية ، كل فعالية لطيران النظام ، فحرية الطيران ، بعد حظره معناه إباحة قتل المنتفضين من أبناء الشعب العراقي ، أينما كانوا ، ولم يسلم من القتل والملاحقة حتى أولئك الذين التجأوا إلى دور العبادة والعتبات المقدسة ، من شيوخ وأطفال ونساء ، فضحايا الانتفاضة ، وقبورهم الجماعية لم تكن جريمة النظام الفاشي لوحده ، بل ساهمت بها إدارة بوش الأب وقواته التي شارفت حدود العاصمة بغداد لتحمي قيادة النظام ، وبذا حالت دون أن تحقق الانتفاضة أهدافها ، مطيلة أمد عذابات العراقيين اثني عشر عاما ...
أمريكا بعد طرد صدام من الكويت كانت قادرة على فرض أية عقوبة عليه وعلى نظامه ، نتيجة لجريمة غزوه للكويت ، بما فيها اعتقاله وتنحيته عن الحكم ، أو نقله إلى أي منفى مكانا لإقامته ، كما كانت تفعل مع االكثير من عملائها ، خونة أوطانهم ، التي تطاردهم شعوبهم ، إلا أنها لم تفعل ، بسبب حقدها التاريخي على الشعب العراقي ، ولا ، وثانيا ، أنها لم تكن قد هيأت بديل حكم ملائم يخدم مصالحها في العراق ، وفي المنطقة ، أكثر من صدام ونظامه ، وحتى يحين الوقت الملائم لجولة قادمة ، أبقته لتفرض على النظام ، عقوبات اقتصادية ، احتمل جريرتها الشعب العراقي ، وليس رأس النظام وأركان حكمه ، جراء الخراب الذي أحدثه بدولة الكويت ، أرضا وشعبا ، فنتائج العقوبات الإقتصادية ، كانت تدميرا متعمدا لكل البنى التحتية للمجتمع ، جراءها تدهور وانحطاط وسوء عيش ، وتفشي جريمة ، في كل مجالات الحياة ، جعل غالبية الشعب العراقي يعيشون دون حافة الفقر ، في حين أوغل النظام في حقده على الشعب ، بعد انتفاضة آذار ، بإهمال متعمد لكل الاحتياجات التي كان يعاني منها الشعب العراقي، وأنصرف لبناء قصور وجوامع تخلد ذكره ، وهذا ما زاد في اتساع الهوة بين غالبية الشعب العراقي ونظام الحكم ، الذي فقد كل شرعية لبقائه ، استغلت أمريكا هذا الواقع عندما قررت غزو العراق ، في العام 2003 متحدية مجلس الأمن ، وقرارات المنظمة الدولية المعارضة للحرب ، وبتعاون أمريكي ـ انكليزي تم غزو العراق ، تحت شعارات أحلاها كان أكذبها ، الديموقراطية للعراق والحرية لشعبه ، إضافة لأسباب أخرى لم ينطلي زيفها وكذبها على العالم ، فالحقيقة يملكها القوي ، عندئذ قررت إنزال قواتها ، في البصرة ، تحت سمع وعلم العالم المتمدن ..! .
دخلت القوات الأمريكية العاصمة بغداد في التاسع من نيسان من العام 2003 ، لتسقط الصنم ، رمز الذل والعار والهزيمة ، وبذلك سقط النظام وسقط جبروته الكاذب ، إلا أن فرحة العراقيين ، بزوال النظام ، لم تكتمل ، فالذي " حرر " بغداد من الفاشية ، سلط عليها مجرمون وقتلة من عصابات دولية منظمة ، أحرقت ذاكرتها وثقافتها ، ونهبت محتويات متاحفها ، وتاريخ تراثها ، الموغل في القدم آلاف السنين ، وبعد أن أنها المجرمون الحاقدون مهامهم بعلم وتوجيه القوات الأمريكية ، أسلمت بغداد، وكل العراق ، للقوى الدينية ـ الطائفية والقومية العنصرية ، لتكمل ما تبقى من حرق العراق ، عن طريق تسعير حقد الطائفي ، وعنف ديني وقومي عنصري ، لم ينطفئ لهيبه حتى اللحظة ، رغم مرور أربع سنوات ، تعاقبت على الحكم فيه حكومات ، محاصصة دينية ـ طائفية ، وقومية ـ عنصرية ، تأتمر بأمرها ميليشيات تسعر حمامات الدم ، زارعة الحقد والكراهية في المجتمع ، ومؤسسات دولة هزيلة ، حكومة ومجلس نيابي ، حتى اللحظة لم تحقق للعراقيين أمنا أو سلما أو لقمة عيش ، مؤسسات هذه الدولة العتيدة ، مشغولة بتشريع قوانين تجيزللشركات الأجنبية نهب ثروات العراق ، وتشريع قوانين نهب أخرى تحقق للحكم ورجاله حقوقا وامتيازات لهم ولعوائلهم يتوارثونها مدى الحياة ، لاحق لهم فيها سوى أنهم طائفيون وعنصريون يخدمون الأجنبي ، ما كان يحلم بمثلها، في زمان ما ومكان ما ، إنسان ما ، ومهما كان في هذا الكون ، دون أن يحقق هؤلاء الوزراء والنواب ، أي إنجاز للشعب ، بل على العكس ، كثروعم على عهدهم ، وفي كل مرفق من مرافق الحياة في العراق ، من شماله لجنوبه ، النهب والفساد والجريمة والقتل والتهجير ، دون أن يلوح في الأفق ضوء ما ينهي مأساة العراقيين ، ورحم الله شاعرنا العظيم الجواهري ما كان سيفعل أو سيقول ، لو كان بيننا هل سيقول، أكثر مما قاله عهد الحكم الملكي ::
مستأجرين يخربون ديارهم .......ويكافأون على الخراب رواتبا



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي..ضمير وطن ..!
- ما كو شي ...والوضع في تردي ...!
- قانون النفط والغاز ..رطانة شهرستانية ..!
- سفاراتنا بين الأمس واليوم ..وطموحاتنا الوطنية ...!
- وطنية مجلس النواب على المحك ..!
- المرأة العراقية ...خيار مستقبلنا !!
- ا لمشروع الطائفي في العراق ... والمجتمع المدني المعاصر
- بوش والمالكي ..فرسا رهان خاسران ..!
- مصداقية حق المواطنة في الدستور العراقي ..!
- نمر من ورق ..!
- وثائق مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي ..جرأة وحياء / الفسم الثان ...
- وثاءق مؤتمر الحزب الشيوعي العراقي..جرأة وحياء ..!
- العلم العراقي ..والسيد مسعود البزاني ..!
- الصابئة المندائيون ..ومسؤولية الدولة ..!!
- - معا إلى الأمام -...إلى أين ..؟!!
- الأنفال مجزرة الحقد العنصري ..!
- نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!
- عشتار وتموز ..وقصة الخلق العراقية ..!
- أمريكا عدوة الشعوب ..!
- الكورد الفيلية ..والمحكمة الجنائية العراقية العليا ..!


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف عن خطتها الجديدة للرسوم الجمركية.. ما أبرز ...
- لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
- حروب المناخ كارثة قادمة .. أن تشن إعصارًا فيردّ العدوّ بتسون ...
- ترامب: ما يحصل في غزة مفجع ومؤسف وعار
- لماذا قللت أمريكا من أهمية اعتزام بريطانيا وفرنسا وكندا الاع ...
- ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وحماس تشترط -وقف التجويع- لاستئناف ...
- سرايا القدس تبثّ -رسالة أخيرة- لأسير إسرائيلي في غزة: -أموت ...
- تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
- مفاوضات سوريا وإسرائيل: خلاصة الأخطاء والدروس
- مسرح أوروبا الدموي يعود من جديد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - هادي فريد التكريتي - سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!