أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!














المزيد.....

نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1643 - 2006 / 8 / 15 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الشعور بالمسؤولية ، جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان ، بغض النظر عن موقعه في المجتمع ، إلا أن هذا الشعور يزداد ويتعاظم ، عندما يشغل الشخص المعني موقعا مسؤولا ، عاما ومؤثرا في حياة المجتمع ، فحينئذ تكون المراجعة والتقييم ليست ضرورية فقط ، لكل مرحلة اجتازها هذا المسؤول في موقعه ، وإنما لمراقبة كل خطوة خطاها ، ومدى تأثيرها على حياة الناس ، سلبا أو إيجابا ، ولا عيب أو ضررا إن جاهر ، هذا المسؤول أو ذاك ، في نقد ذاته إن كان قد أخطأ ، أو أساء التقدير ، في هذا الموقف أو ذاك ، فالنقد للذات ، والإعتراف بالخطأ ـ وهو فضيلة كما يقولون ـ دليل عزم على تصحيح مسار ونهج خاطئ ، ما كان له أن يكون . .

السيد عدنان الباجه جي ، أحد السياسيين والمسؤولين العراقيين ، الذين ساهموا في حكم العراق بعد سقوط النظام ، من خلال مجلس الحكم الذي أقامته إدارة الإحتلال الأمريكي ، يوجه نقدا جريئا لنفسه ـ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية ليوم 12 آب ـ إذ يقول كان مجلس الحكم قائما على أساس طائفي ، وقد حذرت وقتذاك من موضوع المحاصصة الطائفية ، ثم اختاروا لعضوية المجلس الأحزاب السياسية الطائفية التي قامت على أساس طائفي ، بل وتعتمد على الطائفية لبقائها ونموها ، وأنا شخصيا ألوم نفسي لعملي في مجلس الحكم ، بالرغم مما قدمته من نصائح وملاحظات وتحفظات واعتراضاتي على بعض القرارات ، وكنت أعتقد باني سأستطيع أن أخدم البلد من داخل المجلس ، لكن وجودنا نحن التيار الوطني التحرري الديموقراطي الوسطي نشكل أقلية داخل المجلس .. ..الجرأة التي يتحلى بها الباجه جي بلوم نفسه بنقده لمشاركته في مجلس الحكم ، وهو شخص فرد ، يفتقر لها الكثير من قادة الأحزاب ، وأحزابهم الوطنية والديموقراطية ، التي تؤمن ! بمبادئ النقد والنقد الذاتي ، في الكشف عن الأخطاء التي مارسوها خلال هذه الفترة ، وخاصة المشاركة في مجلس الحكم ، بإدارته الأمريكية ، ولاحقا بمساهمتها في تشكيلة الحكم الحالية ، الطائفية والعنصرية ، من خلال لملوم قومي ـ ديموقراطي غير متجانس ، فيه حتى قتلة رفاقهم ، مما أفقدهم مصداقية شعاراتهم الوطنية والسياسية التي يرفعونها ، وبالتالي تخلى الكثير من قطاعات الشعب عن دعمهم ومؤازرتهم ، وحتى بعض رفاقهم وأصدقاءهم .



إذا كان السيد عدنان الباجه جي جريئا وصريحا في نقده لذاته ، لمشاركته في مجلس الحكم ، الذي أقامته إدارة الإحتلال الأمريكية ، وللحكم الحالي باعتباره طائفيا ، فرئيس مجلس النواب ، السيد محمود المشهداني ، يشارك الباجه جي هذا الرأي ، إلا أنه أكثر جرأة وصراحة في تبيان حقائق ، لم يعلن عنها مسؤول غيره بهذه الصراحة بعد ، وتسميته للأشياء بمسمياتها ، على غير ما عهدناه به ، خلال مراسيم تسميته وتنصيبه رئيسا لمجلس النواب ، عندما كان يتحدث وكأنه في مقهى 14 رمضان ، كريهة الاسم والمحتوى ، أو في أحد مضارب عشيرة من عشائر الدليم ، ولكن ِلَم العجب ، فالمنصب والمكان والاختلاط بالغير ، المغاير والمشابه ، ُيََغٍِير ليس الهيئة والهندام ، وإنما يهذب المنطق والتفكير ، وهذا ليس غريبا علينا نحن العرب ، فشاعرنا العباسي ، علي بن الجهم ، ابن بيئة قاسية المناخ ، بدويا ، خشن الطبع ،غليظ اللفظ ، وحشي المعنى ، يستمد شعره ومعانيه من بيئته ! ومحيطه ، فعندما مدح المتوكل الخليفة العباسي قائلا : أنت كالكلب في حفاظك للود ، وكالتيس في قراع الخطوب. انتقده سامعوه ، لتشبيهه الخليفة بالكلب ، والتيس ، وهي ألفاظ نابية ، وغريبة على سمع من يسكن حاضرة العلم والتمدن ، بغداد ، ولا تقال في حضرة خليفة المسلمين ، وقد حاول ، البعض أن يستعدي المتوكل عليه ، لمزاحمته لهم ، أو مشاركته إياهم بعطاء الخليفة . قال المتوكل : اسكنوه قصرا مطلا على دجلة ، وقريبا من الجسر ، وأحيطوه بكل وسائل الترف والعيش الهني ، وما هي إلا أسابيع انقضت ، حتى وقف هذا الشاعر ثانية ، ليقول شعرا ، في حضرة الخليفة ، ألطف من نسيم النهر معنى ، وأعذب من ماء دجلة لفظا :

عيون المهى بين الرصافة والجسر **جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

، وهذا هو حال رئيس هيئتنا التشريعية ، بعد أن تسلم زمام الأمور ، واختلط بالدبلوماسيين ، وزار رؤساء الدول ، من عرب وأجانب، تغيرت الأحوال ، فعندما تحدث عن الوضع السياسي العراقي ، كان صريحا وواضحا في تشخيصه ، دقيقا وصائبا في تحليلاته ، أكثر من أي مسؤول آخر ، فإذا كان البعض يعتقد أن حل المشاكل الأمنية والمعاشية التي يعاني منها الشعب العراقي ، بيد الحكومة الحالية ، والحل هو كما يعتقد أرباب الحكم تكمن في توحيد الخطاب السياسي العراقي من جميع الكتل والشخصيات السياسية وعدم مهاجمة الأجهزة الأمنية .. التي تتكون من وزارة الدفاع والداخلية ، فالمشهداني له رأي آخر ، يتطابق مع واقع الحال ، لكونه يعيش الأجواء التي ترسم وتخطط للمعاناة العراقية ، فهو يعتقد أن حل المليشيات يعني حل وزارتي الداخلية والدفاع ..وحل الجهات التي تمول المليشيات فعليا في الوزارتين ، والتي مقرها (هذه الجهات ) بالمطار وليس في المنطقة الخضراء ..والعملية! السياسية في العراق في خطر بسبب الإحتقان الطائفي والذي هو أجندة أجنبية 100%... حتى الآن لم يسمعنا مسؤول في الحكم أو معارض ، مثل هذا القول الصريح والواضح ، فالمليشيات قيادة وتمويلا أمرها خارج نطاق السيطرة ، وقياداتها ، كلها ، دون استثناء ، خاضعة لقيادة الإحتلال الأمريكي ، التي يأتمر بأمرها قادة المليشيات الشجعان ، من كل القوى التي تساهم في حكم العراق ، وتغذي الاقتتال بين مكونات شعبه ،وهذا القول ليس رجما بالغيب وإنما قول مسؤول مطلع ، تمر كل القرارات عبر مؤسسته ، التي يشارك فيها كل أمراء الإرهاب .



14 آب 2006



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار وتموز ..وقصة الخلق العراقية ..!
- أمريكا عدوة الشعوب ..!
- الكورد الفيلية ..والمحكمة الجنائية العراقية العليا ..!
- من الذي شبك سيار الجميل ..؟؟
- في الذكرى الثامنة والأربعين لثورة 14 تموز ..!
- الكورد الفيلية ضحية حكم عنصري وفاشي ..!
- !...خاطرة / عن حسن سريع ..وقطار الموت
- ثورة العشرين ..وواقعنا الراهن ..!
- علمانية الدولة ضمانة للديموقراطية..!
- لحية العنزة ..والسروال الشرعي ..!
- الحكومة وخططها الأمنية ..والمليشيات ..!
- عن صراحة ابن عبود مؤتمر اتحاد كتاب السفارة العراقية في السو ...
- الزرقاوي والمتياسرون ..!!
- المليشيات ..ووعود المالكي ..!!
- ..!أمجاد نعاديها
- الطبقة العاملة ..وطموح حزبها السياسي ..!!
- الشخص المناسب في المكان المناسب ..!
- الديموقراطية والواقع في العراق ..!
- الذاكرة العراقية ..!
- الأئمة من قريش ..!!


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - نقد الذات ..وصراحة المسؤول..!