أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي فريد التكريتي - الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!















المزيد.....

الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:51
المحور: كتابات ساخرة
    


تحدثت كثيرا أجهزة الإعلام العراقية ، والناطقين باسم حكومة المالكي ، عن نجاحات حققتها الحكومة ، ومن بينها الأكثر أهمية، عودة الأمن والاستقرار ، لبعض مناطق العاصمة العراقية بغداد ، و بعض مدن أخرى كانت مغلقة لقوى الإرهاب والتكفير السلفية ، ولفصائل " المقاومة الشريفة " وضربت مثلا عن هذا التحسن تنقل السيد " عمار الحكيم " ، عبر بغداد إلى مدينة الرمادي والبقاء فيها لمدة ثلاثة أيام بضيافة مشايخ " الصحوة " وقيادة قوات الاحتلال التي أسستها .
التنقل بين الأحياء والمدن مبعث اطمئنان وأمان للمواطن ، والزيارات المتبادلة بين المواطنيين بحد ذاتها ، تعطي الدلالة على سيادة الأمن والاستقرار في البلد ، إلا أن وسائل الإعلام الحكومية ، تناست أن تخبرنا، بصدق ونزاهة ، كيف يتنقل المواطن العادي في بغداد ، ومن حي إلى حي أو في ضواحيها ، ناهيك عن التنقل بين المدن العراقية ، وهي أيضا ـ وسائل الإعلام ـ لم تخبرنا كم هو عدد المسلحين الذين كانوا في حماية هذا المواطن " السيد " ، وكيف كان تنقله بين " ميليشيات الصحوة " وقوات الاحتلال ، وما سبب زيارة " السيد " المفاجئة لهذه المنطقة ، أهي للمجاملة وللتهنئة بالنجاحات التي حققتها الصحوة ..؟ أم جاءت هذه الزيارة الغريبة عربونا للمصالحة عن فتنة ، أججتها نيران " مرجعيات طائفية " متناحرة من " سنة " و" شيعة " ؟ وربما هي لتقديم الشكر والامتنان لقيادة الاحتلال في الرمادي ، على مبادرتها لتشكيل ميليشيات " الصحوة "، وتقديم التهاني للمشايخ والقادة الجدد لهذه "الميليشيات"، باعتبارهم القادة المنتظرون لإقليم "عراقي" جديد ، ترتيبه الثاني أو الثالث ، أو...( إن تمسك قادة هذه الأقاليم باسم العراق ) حيث ستربطهم بإقليم السيد " الحكيم " المنتظر ، علاقات أمن وسلام ( للكشر) ، إن تحقق مشروعهم ، مشروع مجلس الشيوخ الأمريكي ، بتقسيم العراق إلى أقاليم ثلاثة .

كل الدلائل تشير إلى أن السيد "عمار الحكيم" (خليفة ومبعوث أبيه ، في قيادة المجلس الإسلامي الأعلى ) جاء ليطمئن أولا : إن كان المشروع الأمريكي مقبول من قبل " مشايخ الصحوة وقادة المليشيات " ، بكل فصائلها الممثلة والمشاركة في مجلس النواب والحكومة ، وثانيا ليتأكد: من أن الإعداد لهذا المشروع يجري وفق مواصفات " إعلان مبادئ الصداقة والتعاون الطويل المدى بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية " التي تمت مناقشتها مع ممثلهم ، المالكي ، رئيس وزراء العراق ، ورئيس الإدارة الأمريكية " بوش" ، في الدائرة التلفزيونية المغلقة بينهما ، دون معرفة بنود هذه المبادئ من قبل الشعب العراقي وممثليه ، في مجلس النواب . ثالثا : جاء" السيد عمار " ليعرض تجربة قيادة الائتلاف وميليشياته المتعددة ، وأساليب سيطرتها على المنطقة الوسطى والجنوبية ، وما يعانيه سكان هذه المناطق من ارهاب وقتل وتهجير ، وللتأكد من أن الأشقاء المتحدثين ( زورا ) باسم الطائفة " السنية"، هم أكفاء له ، قادرين ومقتدرين مثله ، لأن يكونوا أهلا للحكم في مناطقهم ، ويوافقونه على تقسيم العراق ، إلى كيانات وفق عدد الرؤساء الجدد !..

قيادة قوات الاحتلال الأمريكية في العراق ، أعلنت عن تأسيس خمسة عشرة قاعدة كبيرة ودائمة، تم الاتفاق عليها مع حكومة المالكي ، وتم اختيارها من مختلف المناطق العراقية، وبنفس الوقت أعلنت عن نيتها لسحب قواتها من داخل المدن العراقية في العام 2008 ، لتنفيذ مهام وواجبات أخرى تتعلق بمصلحة الأمن القومي الأمريكي ، وهذا يعني أنها ستكون بحاجة لقوات بديلة وموالية بالمطلق لها ، تقوم مقامها بحفظ الأمن والسيطرة على المدن العراقية ، عوضا عن قواتها المنسحبة إلى قواعدها الداخلية في العراق ، أو تلك العائدة إلى وطنها ، لذا أقدمت هذه القيادة ،على تأسيس ميليشيات الصحوة من عشائر محافظة الأنبار، وأناطت بها مسؤولية حفظ الأمن والسيطرة على كل المنطقة الغربية ، دون إشراك أو تدخل من الحكومة العراقية ، أو أجهزتها الأمنية ، عند تنفيذ هذه المليشيات للمهام الموكلة لها ، حتى ولو من باب معرفة الغاية أو الهدف ، وهذا يعني خضوع، هذه المليشيات، وهي عراقية ، بالكامل للقرارات الأمريكية ولتنفيذها ، مع استبعاد كلي للدولة وهي صاحبة "السيادة " على الوطن !! وبالتالي سيكون أمن العراق ومصير مواطنيه رهين هذه المليشيات .

ما تحدثت عنه وسائل الإعلام، من استتباب الأمن في بغداد وبعض ضواحيها ، الذي أدى إلى تضاؤل ، وقتي ، في حوادث التفجير والقتل والاختطاف ، ارتبط بظهور تشكيل جديد من الميليشيات في المناطق " السنية " باسم " فرسان الرافدين " بقيادة المدعو " أبو العبد " تتولى قواته مهام حفظ الأمن في أحياء بغداد الشعبية ، قُدر عدد هذه المليشيات ب 80 ألف مسلح ،َكَونت هذه المليشيات ، وأشرفت على تسليحها وتدريبها وتجهيزها وصرف معاشاتها، قيادة القوات الأمريكية ، وهي ترتدي زيا موحدا ومميزا، عن القوات الحكومية أو الأمريكية ، يقوم " أبو العبد " قائد هذه المليشيات ، بتنفيذ المهام الموكولة إليها من قبل قيادة القوات الأمريكية ، هوية هذا القائد الجديد! والذي تحتل صورته موقعا متميزا إلى جانب صورة الجنرال الأمريكي " ديفيد بتريوس " ، مجهولة و تثير الكثير من التساؤل ، حيث يصف البعض شخصيته " من أنها ليست نقية تماما ، و يشبهه البعض بزعماء المافيا .." إلا أنه يحظى باهتمام وتقدير القيادة العسكرية الأمريكية في العراق ، نتيجة لنشاطه وأدائه المميزين ، وصدق مشاعره المخلصة نحوهم ، وهذا هو المهم ..

الإدارة الأمريكية والقيادة العسكرية في العراق ، جادة في تنفيذ مشروع " المصالحة " وفق رؤيتها وسياستها التي تحقق لها أهدافها في العراق والمنطقة ، وهي ترى : أن حكومة المالكي ، غير قادرة على تنفيذ بيانها الوزاري الذي كان من بنوده الرئيسة ، نزع سلاح كل المليشيات ، وبسط الأمن وحفظه ،وإقرار المصالحة وغيرها ...وبما أن هذه وغيرها من بنود لم يجر تنفيذها ، لعدم الانسجام بين مؤسسات الدولة المختلفة ،من جهة ، وفقدان الثقة المتبادلة بين أعضاء الحكومة ، من جهة أخرى ، ولأن المالكي غير قادر بمفرده على التعامل مع بيان الحكومة وتنفيذه ، دون دعم من شركائه وبما أن أمريكا تستعجل تحقيق أهدافها وحماية مصالحها، في العراق والمنطقة ، والوقت عامل حاسم في تحقيق الهدف ، لذا لجأت إلى تشكيل " ميليشيات " فاعلة ، خاضعة لقيادتها بالكامل ، وموازية ليس لمليشيات القوى والأحزاب المؤتلفة بالسلطة ، وإنما لتضاهي قوة الجيش والشرطة معا ، لأن " ميليشيات صحوة الأنبار " و ميليشيات " فرسان الرافدين " لا مرجعية لها غير القيادة الأمريكية ، في المرحلة الأولى من التأسيس ، على الأقل ، وليس أمام حكومة المالكي ، أو أية حكومة قادمة إلا التعامل مع قيادة هذه " المليشيات الأمريكية "، المخلة بالسيادة العراقية ، وبعكسه يتطلب الأمر حلا عاجلا لا يقبل التأجيل ، إما حل كافة المليشيات ،ونزع أسلحتها ، بما فيها تلك التي تسيطر عليها قوى الحكم ، وإما الخضوع للمخططالأمريكي بكل بنوده دون اعتراض ، وإلا فالقادم من الأيام سيكون أدهى وأمر على العراق والعراقيين، من كل ما مضى..فما نراه من انفراج أمني ، ما هو إلا ضوء فجر كاذب ، مرهون بتطور الوضع السياسي ، وعلاقة الحكومة اللاحقة مع قوات الاحتلال ، وقراءة الواقع يشيرإلى أن حسن الظن بنوايا حكم المحاصصة الطائفي لن يعجل بقدوم ضوء لفجر صادق ، ينعم به العراقيون ..



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المساءلة والعدالة : بين الحقد والمصالحة..!
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي..! / القسم الثاني ...
- بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ..!(1)
- المادة 142من الدستور ..عقبة في استقرار العراق ..!!
- عراق لكل العراقيين ..!
- السيد آرا خاجادور ..بيان محبوس ..وحقد أسود ..!
- ماالحل...عندما يتحول النقد إلى تشهير ..!!
- مع رابطة الأنصار الشيوعيين في مؤتمرهم الرابع .
- الحل السياسي ...نهاية المطاف ..!!!
- سقط النظام ..وماذا بعد يا مستأجرون ..!
- الحزب الشيوعي العراقي..ضمير وطن ..!
- ما كو شي ...والوضع في تردي ...!
- قانون النفط والغاز ..رطانة شهرستانية ..!
- سفاراتنا بين الأمس واليوم ..وطموحاتنا الوطنية ...!
- وطنية مجلس النواب على المحك ..!
- المرأة العراقية ...خيار مستقبلنا !!
- ا لمشروع الطائفي في العراق ... والمجتمع المدني المعاصر
- بوش والمالكي ..فرسا رهان خاسران ..!
- مصداقية حق المواطنة في الدستور العراقي ..!
- نمر من ورق ..!


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي فريد التكريتي - الإنفراج الأمني ..ضوء فجر كاذب ..!