رائحة غاز !...نغروبونتي في المطبخ العراقي ..

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2120 - 2007 / 12 / 5 - 11:48
المحور: كتابات ساخرة
    

رجل المخابرات وسليل مافيا شيكاغو جون نغروبونتي رجل لا يأتي من مكان محدد لمكان أخر , شانه شان رجال الظلام مجيئه يتعلق بالتوقيتات لا بالأمكنة ,فربما يكون هابطا عليك بمظلة ...لم تلقها طائرة , وإنما الروح النحس !....
هذا النغروبونتي يجر دائما وراءه ذكريات الجثث الملقاة على قارعات الدروب فهو أول من ابتكر (تصنيع )فرق الموت اليمينية التي روعت السلفادور لعقود خلت يوم كان ضابط محطة السي .اي .ئي في السفارة الأمريكية في السان سلفادور ..
ولتاريخه المشبع بالمكائد وشد اللحى باللحى فقد اختاره سيده في الجريمة جورج دبليوسي بوش لمنصب أمير (سفير ؟) في الولاية الأمريكية العراقية ..وعقب وصوله بأيام حدثت سلسلة تفجيرات الحلة والعزيزية وكربلاء وردا عليها انبثقت فرق للموت شتى ..ومن كل الطوائف ..
خطورة دخول ال نغروبونتي عراب المكائد إلى المطبخ العراقي تكمن في هذا الهدوء النسبي –المصطنع – الذي تتنفسه بعض مدن وقصبات العراق .
فلابد لهذا السلام الاجتماعي –بالرغم من هشاشته الباطنة – من ثمن ..تقبضه صانعته وإلا ...؟
ربما ينقل نكروبونتي شيئا من ذلك الوعيد لمختلف الزعامات الطائفية والعرقية وهو يجول عليها بحوامته المايكرو ..وهذا الثمن معروف ومفضوح وسيطرح للمساومات قريبا بعد تأخير تكتيكي الغاية منه كانت هي المساومات أيضا !
انه إقرار صفقة (لا قانون)النفط والغاز ..
لقد تعب دبليوسي بوش من استنزاف المشرحة العراقية ويريد قبل رحيله كاسوا حاكم أمريكي أن يكسر من حدة عطن هذا السوء بهبة يقول للأمة الأمريكية انه قد حصل عليها من غزوة العراق ..
انه يريد عقد اتفاقية الحاقية استحواذية بين الأمة الأمريكية وخزانها الخلفي –مستعمرة العراق –قبل حلول ربيع 2008 يسترد فيها وعلى مدى ثمانين عام قادم (هذا هو النزر المتسرب من الاتفاقية النفطية المضمرة !) يسترد عشرات أضعاف ما خسره خلال غزو العراق ..فالثمن يجب أن ينتزع من جلود العراقيين كما لو إنهم حطوا بحميرهم وكناسة الروث غزاة في طرقات واشنطن ..
ويجب أن يسبق التوقيع على هذه الاتفاقية تحضير كعكة الاحتفال الكبيرة .. وليست هذه الكعكة إلا إقرار قانون النفط والغاز المنتقم والمستعيد لشرف أمريكي أهدره التأميم يوما !
نفطكم ليس لكم ..انه لنا ..نحن الذين اكتشفناه .. ونحن الذين نستثمره ...مقابل ...حمايتكم من بعضكم البعض !
ارايتم ما يمكن أن تفعلونه ببعضكم لولا وجودنا اللازم لفك الخصومات والمصالحة ؟
رجل المخابرات وسليل مافيات شيكاغو : ال نغروبونتي ..حين يطوف بطوافته المايكرو مجتمعا بالخصوم (ليس خصوم امريكا طبعا ..بل خصوم بعض !)فانه لا يستخدم دبلوماسية الساسة مطلقا ..كلا ! فرجال المافيا كما تنقل بأمانة سينما أمريكا هم يرفعون الإصبع فقط ويتوعدون :
احذروا ..هذا السلام هش جدا ..وكما صنعناه سنهدمه ..
إقرار القانون ..أولا
ثم ..الاتفاقية الإستراتيجية بعيدة المدى
ثم الانسحاب !
وبعدها فليغرق الجميع .. فان نجا احد بعد عناء تجديف لعشرات السنين نكون في حل من الاتفاقيات ..حيث لا نفط بعد ولا قانون !
نغروبونتي ....رائحة غاز في المطبخ العراقي ..من يشمها ؟

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل