أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي














المزيد.....

مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تعد الدكتوتاريات والحكومات الفاسدة خائفة من المثقفين بالشكل الذي كانت عليه خلال العقود الخمسة الماضية ...
وذلك , ببساطة , لان هذا المثقف لم يعد مخيفا ..
لقد تحول المثقفون الذين فقدوا , او الأصح , تنازلوا عن ثوريتهم إلى مقبلات على مائدة الحياة , غيابها لا يميت من الجوع , وحضورها مستلطف لمن لا مانع صحيا لمتناوليها !
كان حلا ذكيا وغير مكلف وليست له نتائج فضائحية ذلك الحل الذي ابتكرته هذه السلطات على مختلف أنواع مفاسدها ودرجاته ..
فقد عرفت لينة عريكة هؤلاء بسبب من هشاشة تربيتهم العقائدية , وكذلك ضعف إرادتهم أمام المغريات التي حرموا منها بسبب فقر الحاضنات الفكرية التي انشاتهم النشأة الأولى وافتقارها لها وتصويرها لهم على أنها الرجس , فما ان ذاقوا حلاوتها في احتضانات ودعوات واستضافات وجوائز ومكرمات ومحافل هذه الأنظمة , حتى أدركوا أنهم قد غرر بهم , وان في الحياة الدنيا من الأطايب ما لا تدركه مصاعب النضال ولا سبيل لنواله في صحف الفقراء ونشراتهم البائسة !
الحكومات الفاسدة تقدم الجوائز المغرية للمثقفين وهي تعرف انها تجعل بذلك من أعدى أعدائها وليا حميما ..وتقيم المهرجانات التي تتوقع ان تشتم عبرها , مدركة أنها أخر الشتائم ولا باس بذلك , اجل فالاستضافات الدسمة ستأتي أكلها بعد حين ويغدو كل شاتم صامتا كشيطان اخرس ..
وإلا هل محبة بالثقافة وإشفاقا على بؤس حال المثقفين تقوم مؤسسات هذه البلدان بصرف المال العام بلا وجع قلب جوائزا ومهرجانات ومعارضا وتكريمات لمثقفين لو كانوا من أبناء رعيتها لاسدلت عليهم ألف ستار وطمرتهم أحياء في غياهب النسيان والافتراء..
الأنظمة الفاسدة لا تكرم مثقفيها ..بل تكرمهم أنظمة افسد منها ..وهكذا في تواطؤ مضمر مثل تواطأت المقامرين ..يشترى صمت الجميع ضد الجميع .... ويبقى من( يشتم ) خارج الأسراب منبوذا من قبل .... زملاءه الصامتين المقرورين ... وموصوفا ..بالأحمق العتيق !
ويصبح تحت طائلة الإقرار بالجميل كل المنجز الثقافي (مؤدبا ) وغير محرض ...ووديع ..و(حباب )..وألا فمن يشتم ولي نعمته حتى وان كان غارقا بالفساد والقسوة والرذيلة ..وصوت ( العشيرة ) قد أبحته لذعات المشاريب الفاخرة في فنادق المؤتمرات التي لا يحضرها شعب ولا يدري بها جمهور ... بعض لبعض يقدمون نتاجا تهم المهذبة ,,,ويقبضون ..ويرحلون الى ملتقى آخر في فنادق أخرى !
المثقف الثوري صار مثقفا سياحيا يفخر بجولاته في فنادق العواصم المصرفية ,, وصار تعداد جوائز أنظمة الترضية وفخامة المطبوع هو شغله الوحيد ..
وصرت ترى بهيمة من آل ثاني أو نعجة من آل نهيان راعية لفكر الألفية الجديدة على لسان مثقفي يسار الفنادق ..
وصار من المحال أن تقرا رأيا صريحا عن مفاسد هؤلاء على السنة هؤلاء ولو تلميحا ..
وصار أميا أو أمية من بلدان هذه المشايخ هو المبدع الكبير إن شخبط حرفا وصارت حتى لضرطة هؤلاء دارسين وشارحين ونقاد ومفككين ...ولو تخليت عن سطوة جيوبهم وقرأت بضمير ما يشخبطون لوجدت ان ألاف أنصاف او أرباع الكتبة الفقراء في موريتانيا او العراق او سوريا او مصر يبزون أكبرهم إبداعا .. ولكن لا كرامة لمثقف من بلد فقير في عهد ثقافات التخمة ...
لو تتأمل أخبار مثقفي هذه الأمة الأمية لوجدتها قد انشغلت بمباهج الأسفار في مرابع الدولار اكثر من شغلها بعذابات بلدانها المنكوبة ..وان كتبوا لرفع العتب ..فعلى مناديل مراحيض الفنادق سوبر ستار ..
لا تموت الشعوب إن أحجمت عن قراءة ما يكتب هؤلاء ..ففي تراث البشرية من الأدب الحي ما يكفي لعمر إنسان مزمن للقراءة يمتد به العمر إلى اخر التعمير الممكن من الحياة ..
وليبق هؤلاء يكتبون بما يستجلب الأسفار ويديم الولائم ..وليكيلوا من التفخيم بعضهم لبعض ...
لقد نجحت –وللأسف – حكومات الهيمنة والفساد في إسكات الكثير من رموز الثقافة ...لكن الجيد في الأمر إن هؤلاء لن يعودوا رموزا ..
الشعوب الفقيرة تقرا الممحي ولو بعد حين .



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاسترقاق في بلدان الخليج النفطي ..وصمة عار في وجه الح ...
- السبع البواكي -7
- لاجل وثبة جديدة ...ضد بورتسموث جديدة
- الكحل والعمى في رد وزارة العدل السعودية حول جريمة اغتصاب فتا ...
- وينتقمون من الطير ايضا
- الحوار المتمدن : دارة الفلول النبيلة
- السبع البواكي - 6
- ساعدونا لنفهم ...الزوج (الزوجة ) والحبيب (الحبيبة ) بين سؤال ...
- (روبي )والتعويضات العراقية للكويت
- ان المشاعية فطرة ..
- اريد ان ابكي يا وطن
- السبع البواكي-5
- ثورة اقنان اسيا
- انحطاط المثقف العراقي ...مثقفون عراقيون يحرضون على قتلي صراح ...
- اكلما كبرت ..خربت ؟
- السبع البواكي-4
- ميزانية العراق وخروف الكردي
- السبع البواكي-3
- حين تصل (لاخوة موزة)بسبب تلوث ذمم بعض مؤسسات المجتمع المدني ...
- السبع البواكي-2


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - مفاسد الحكومات ودورها في تحويل المثقف الثوري الى مثقف سياحي