(روبي )والتعويضات العراقية للكويت

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

اعرف كما يعرف غيري ان ( للمطربة ! ) روبي مؤخرة جميلة , وبنت الحلال هذه تعرف ايضا قيمة مؤخرتها , فهي تؤدي اغانيها بها ويعلم الله انني لم اصغ يوما لصوتها وكنت احسبها من المغنيات الخرساوات اللواتي منحهن الله ما يغني عن جمال الصوت وهن كثيرات ,فمن تغني بصدرها ومن تغني بخصرها ومنهن( روبي ) هذه التي تغني بمؤخرتها ..
وقد قرات ان بعضا من اغنياء الكويت (واغنياء هذه البلد هم سادته ) قد تطوع من اجل دفع بوليصة التامين على مؤخرة الانسة (روبي ) ولا اعرف سر ولع الاخوة الكويتيون بمؤخرات الفنانات فكنت قبل اعوام قد قرات ان الفنانة (ليلى علوى )قد احتجت عند تصوير احد المسلسلات على قيام المخرج بالتركيز اكثر مما يتطلب المشهد على مؤخرتها وهددت بترك العمل في المسلسل حتى افهمها المخرج بان ذلك من متطلبات تسويق العمل خليجيا وكويتيا بالاخص ..فاقتنعت بهذا الاستثمار الغريب لراس المال ...
ولا يظن احد ان تكاليف التامين على ثروات كهذه هينا فالاماراتيون كانوا قد عرضوا من قبل مليار دولار للتامين على جسد (هيفاء وهبي ) وهو للحق يستاهل مبلغا كهذا , فلم لايزايد ساسة الكويت على اخوانهم ويؤمنوا بمثل ذلك المبلغ وربما اكثر خصوصا وان ما يتم التامين عليه ليس شيئا هينا ..فهو مؤخرة (روبي )..
بالامس ذكر السيد محمود عثمان عضو البرلمان العراقي بان مجموع ما دفعه العراقيون للكويتيين من تعويضات عن اضرار حرب الخليج الاولى قد بلغ 25 خمس وعشرون مليار دولار !
والان ونحن نبكي هذه السطور نقرا ان حكومة الكويت الشقيقة رفضت طلب اعفاء العراقيين من سداد تعويضاتهم الابدية لدولة الكويت والغاء الديون المترتبة من ذلك ,وهو الطلب الذي تقدم به رئيس العراق جلال الطالباني في زيارته الاخيرة للكويت وكان مسؤولون عراقيون سابقون كثر قد تقدموا بمثل هذا الطلب ورفض باصرار عجيب من سادة الكويت ..
للتذكير فقط نقول ان جمهورية فيتنام الاشتراكية الشعبية كانت من الدول السباقة لاعفاء العراق من مديونيته اليها ...كوبا فعلت ذلك ايضا وبلغاريا والهند ودول اخرى اكثر فقرا ..
ولكن يبدو ان الاخوة الكويتيون اكثر حاجة للمال من شعوب الدول التي ذكرنا ..ويبدو ان الخمس وعشرين مليار دولار التي ذكر السيد محمود عثمان ان العراقيون قد دفعوها لهم حتى الان لم تكفي لاشباع غريزة الانتقام البدوي ويبدو ان حال العراقيين في بلدهم والمنافي لم تصل للحد الذي يشفي غليل سادة الكويت ..
نقول هذا ونحن مثلما نتاسى على حال شعبنا فاننا بالمثل نتعاطف مع ماجرى للكويتيين الذين لايزيد عددهم كثيرا عن الفلسطينيين والاسيويين الذين كانوا يعيشون في الكويت والذين تم طردهم شر طردة بعد انسحاب القوات العراقية من الكويت في حرب الخليج الاولى ..دون تعويضات عن اعمارهم الضائعة في خدمة اهل هذه الامارة ..
نعم للكويتيين متطلبات حياة ذات طبيعة خاصة يبدو ان اموال النفط لم تعد تلبيها وهي غير متطلبات الفيتناميين والكوبيين والبلغار ..بل هي غير متطلبات شعوب العالم اجمع ..ومن هذه المتطلبات هي الاستعداد لدفع التامين عن (حياة )مؤخرة روبي ..
يبقى ان اقول ان الحكومات العراقية التي تعاقبت على دفع هذه التعويضات (الخاوة )هي من الغباء الفقهي بمكان !
فقد قرات اكثر من مرةفي اكثر من كتاب تراثي ان اكثر من قاض قد حرم وارثا من ارثه ببينة ...سفاهته
وكما ان السفيه لا يورث فهو لا يعوض ايضا ! .. على مذهب اهل القياس الذي هو مذهب عامة اهل العراق ..
ومن يمتنع عن دفع التعويضات لسادة الكويت فلا اثم عليه ..فلم يدفعون ومم يخافون ؟؟

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل