ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 03:16
المحور:
الادب والفن
كان ابي مرارا ما يكرر علي بعد ان يقرص اذني :
اكلما كبرت ..خربت ؟
نعم يا ابي يبدو انني ساظل هكذا .
ما من احد يسعى لخراب مباهجه ,غير ان الحياة زقاقية ,تمضي بها لزقاق مامون فتنحرف بك الى المكيدة ..
في الطريق بين بعقوبة وبغداد ,وقريبا من مدينة الشعب ,تعطلت بنا السيارة القادمة من بعقوبة صوب بغداد ..
فوجئت ان سيارة عسكرية اللون وبلا ارقام اصطفت خلفنا ,برز منها سافلان شبيهان بالجن يعرضان خدماتهما علينا :
الايصال للجهة التي نريد ..
كنا خمسة بنية السفر الى عمان ,اربع رجال وامراة
كان زوج المراة التي هي زميلتي قد اوصاني ,وقلت له ..هي في عيني .
يا سيدنا ...يا سيدنا ....يا سيدنا !
هكذا سمعت ام( اوج )نداء الذئاب ,حين القيت نفسي امام سيارة عابرة لسائق شجاع لم يابه لتهديدهم واستلنا منهم مسرعا ..
قلت لابي (اوج )حين عدنا :
لقد عدنا معا ..لن نعود بدون احد !
الذي قرا (الشمال )امس غير شمالي انا ,والذي قرا (الجنوب )امس غير جنوبي والذي قرا (مقام )بغداد بلؤمه وفسره بمرضه الشخصي عقابا (فنيا )صبيانيا ............لن يعنيني كثيرا
الشجرة الطيبة لن تفكر في جذور قديمة مثل الشجرة الخبيثة . انها تفكر بالثمر والظل فحسب ..اما الجذور فتلك بغية العشابين التائهين
كانت عقوبة وسخة .. ادركها غيري قبلي لانهم مثلي يدركون ان لا كبر الا للمعنى لا للمقام .
ادركت متاخرا ان لا اخلاق السكسون ولا امبريقية الاسكندناف ولا جماليات الاغريق ولا قوانين الرومان ولا حكمة الصين يمكن ان تطهر قذارة اعرابي يرسف في دناءته ..
الشجرة الخبيثة ..تبحث عن افعى لاجل دود القز الذي لا يفكر بهندسة حين ينتج النسيج ..
كان قروي ياتي المدينة مرة كل موسم ,وكان شانه شان كل قرود القرى لا يفرق بين المواسم ,وحين جاء صيفا وباع بضاعته الوسخة من جلود خراف واسمدة اشتهى في السوق ثمرا اصفرا يقال له المشمش ,فاشتراه وذاقه واستطاب طعمه ..
وعاد شتاء ليبيع قذاراته ايضا ,وبعد بيعها جال في السوق فصادف ثمرا اصفرا لكنه اضخم من ثمر الصيف فاشتراه وذاقه ..
فكان مرا جدا ..لانه النارنج وقد حسبه ذلك المشمش :
اكلما كبرت ..خربت .؟
لن يغوي الغلمان بالاعيبهم حزني المتعالي عن هرير الديكة
ولن ابيع النارنج بمعيار المشمش ايها السيئون الظنون المستديمون على خبث القرى
بامراض عقولكم تفسرون صحة الحزن والسخرية .........
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟