ميزانية العراق وخروف الكردي

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:05
المحور: كتابات ساخرة
    

كنت قبل اصابتي بالجنون بنصف ساعة تقريبا اصغي لحديث اذاعي لمسؤول مالي عراقي يتحدث عن ميزانية العراق لعام 2008ضاربا عرض الحائط نصائح الاطباء بمخاطر الاصغاء لاحاديث السادة المسؤولين لما في ذلك من مخاطر على القولون وضغط الدم وحالات الاصابة بجنون البقر ..
واذكر بذلك العقل الفقيد رحمه الله انني سمعت هذا السيد المسؤول وهو يتحدث عن ميزانية حجمها 44 مليار دولار باعتبار ان سعر برميل النفط 50 دولارا , فقلت لنفسي ان سعر برميل النفط لهذا اليوم هو 88 دولارا هذا والشتاء لم ينقض بعد على حمران اوربا فكيف اذا ناء عليهم بثلجه ؟ سنتدلل عليهم حينها بنفط اجدادنا ونصر على 100دولار سعرا معقولا للبرميل ..
واحسب يا اخا العرق كم ستصبح ميزانية هذا البلد المعمور اذا اخذت بنظر الاعتبار اننا بلد لا يستطيع ان يودع ملايينه ببنك لان كل عيون المحرومين من جبال التبت الى جزر سليمان ستطالب بالتعويضات على اعتبار اننا ما تركنا دابة في الارض الا واذيناها وعليه فخطننا التنموية تقوم على اساس اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب ...فتاريخ العراق منذ ناظم باشا حتى بربوك باشا لم يشهد مثل هذه الميزانية الانتحارية ...العبوا بيها اولاد الملحة !
غير ان ما خربط عي الغزل وبدد احلامي هو قول هذا المسؤول نفسه في خاتمة حديثه بان ميزانية هذا البلد المنفوط كانت لهذا العام الذي يوشك ان يقضي نحبه كانت 41 مليار دولار !
فقلت لنفسي ان الفرق بين 41 و44 في حساب المليارات ليس بكبير
وقلت لنفسي ما الذي رايت يا ابن الخائبة من تلك الواحد والاربعين لتامل في هذه الاربع والاربعين ؟
وقلت لنفسي وحتى ان بلغ سعر البرميل من النفط 1000 دولار وهرينا لحوم هؤلاء الحمران استغلالا فماذا سيدخل كيسك واشباهك اذا كانت طرق صرف الميزانيات تتم على هذا النحو ...
ارقام وافلام واحلام !
يمضي العام وتسوى الحسابات ولاشيء على ارض النيام ..
وتذكرت خروف الكردي :
(فد كردي ماخذ خروف صوغه لصديق من اربيل لبغداد
باول سيطرة عسكرية بين اربيل وكركوك سالوه جنود السيطرة :
كاكه هذا الخروف مالك شنو توكله ؟
ضحك الكردي للسؤال وكال :كاكه خير من الله اني مرات ينطيه طحين مال حصة وما يخليه يجوع ..
هوه خلص حجي ولزموه الجنود مال السيطرة هي باط هي بيط ودك كتل وين يوجعك :
لك مخرب ...عميل ..البلد في حالة حصار وانت تنطي الطحين مال الحصة للخروف ؟
وبالشافعات والرشاوي خلص منهم .
بالسيطرة الثانية مابين كركوك وبعقوبة هم وكفوه الجنود وسالوه نفس السؤال ..
صاحبنا صار ذكي وكال الهم :
كاكه اني ما ينطيه اكل ..هو وين يشوف حشيش يروح ياكل ..واذا ماكو حشيش يصوم !
الجماعه هم لزموه دك هي باط هي بيط وين يوجعك :
كافر ظالم ..شلون تموت الخروف من الجوع ؟
وبالشافعات والرشاوي خلص منهم .
بالسيطرة الثالثة مابين بعقوبة وبغداد هم وكفوه وسالوه نفس السؤال
اخينه نفخ صدره وكال :
هااااه
شوف كاكه اني ما ينطي هذا الخروف اكل ...اني ينطيه فلوس وهوه يروح يشتري بكيفه ..)
ونحن يا حكومة العقلاء اليس من الاجدى ان تعاملوننا مثل معاملة ذاك الكردي لخروفه ...وزعوا علينا حصصنا من ميزانية العراق المنفوط بلا سارق ولا مسروق ....
28 مليون حرامي يسرقون انفسهم خير من 28 حرامي يسرقون الشعب ..

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل