ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 12:02
المحور:
كتابات ساخرة
لا تذكر مؤسسة المدى الا ويذكر فخري كريم ,فالرجل هو المؤسسة مع اكبارنا لجهود كل العاملين في هذا الصرح الثقافي الكبير, وماليء الفراغ الذي خلفه غياب وزارة للثقافة زمن الاحتلال بسبب تسخيفها (وهي وزارة البنى الفوقية )بالمحاصصات الطائفية وجعلها وزارة (عوازة )ولكن ليس على (مزة طازة) فحق على من يستوزرها قول الشاعر :
ما زاد (حنون )في الاسلام خردلة ****ولا النصارى لهم شغل بحنون
و(حنون )هنا هو الاسم الحركي لكل وزير ثقافةسابقا ولاحقا ..
ومناسبة هذا الحديث هو ما مر علي وانا اطالع الحملة الاستنكارية التي نظمها موقع الحوار المتمدن تضامنا مع جريدة (المدى )الغراء ضد انتهاك حرمتها من قبل قوات الاحتلال ,حيث قرات لاحد الاخوة اعادة لتلك الاسطوانة ,ما غيرها ,التي ساحدثكم عنها ,فقلت لنفسي انظر (عرب وين .....طنبورة وين ؟)فالاخ لم يجد مكانا يشنع فيه على صاحب مؤسسة المدى غير قائمة المحتجين على اقتحام مقرها !
والحكاية ليست سرا فهي ببساطة تقول ان السيد فخري كريم قد سرق (مالية )الحزب الشيوعي العراقي واسس برصيدها مؤسسة (المدى )للثقافة والفنون !
وقد تكرر طرح هذا الاتهام مرارا من شخوص كانت (المدى )قد كشفت بالوثائق عن تورطهم في ما يعرف بقضية (النفط مقابل الولاء )وحين تعرف ان مرددي هذه الاسطوانة هم من طراز (نجاح واكيم )و (معن بشور )فلا تجد مسوغا للانشغال بالتحري عن صدقية هذه القضية عملا بحكمة المتنبي :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ***ولكن عين السوء تبدي المساويا
وتكرر (وربما صار هذا التكرار صدى لاقوال من ذكرت )على السنة( عواذل )وبالطبع فقد زاده العواذل فلفلا..
غير ان الامر كله من مبتداه الى منتهاه لم يرد ولا حتى تلميحا من المعني الاساس بالقضية وهو الحزب الشيوعي العراقي !
ولهذه النتيجة احتمالين :
فاما انها ملفقة من الاساس فتعالى الحزب الشيوعي عن الخوض فيها
او ان قيادة الحزب الشيوعي قد قبضت حصتها من السرقة المزعومة فسكتت تواطا..
وللاحتمال الاول احتمالين ايضا :
فاما ان صمت الحزب الشيوعي عن هذه القضية هو من الطبيعة الملائكية لهذا الحزب فهو صامت بطبيعته عن كل شيء..
او ان صمته بسب التكتيك الحاذق الذي يلعبه الشيوعيون بان يدفعوا كل (مالية )الحزب لشخص يدير مؤسسة تحل محل الحزب اثر فقدان سمعته ووجوده ,وهذا التاويل مستبعد , فرب قائل خبيث سيقول :اذا كان الجماعة بهذه الحذاقة فلماذا اذن ...
لا نريد ان نكمل التساؤل لان الطعن في الميت حرام .
غير اننا لا نرجح اي من احتمالات المتقولين المذكورة انفا لاسباب كثيرة منها :
ان الحزب الشيوعي لا يمتلك (مالية )عليها العين ,فهو حزب الفقراء اولا ,وهو الذي ترك يتامى شهداءه يستجدون الخبز في عراق القسوة ولا اقول عن ارامل شهداءه اكثر من انهن عمين على ماكنات الخياطة من اجل ان يحفظن شرف الشهداء _ لا الحزب طبعا!_,وهذا ثانيا .
فان كان يمتلك مثل هذه (المالية )ويقصر فيها عن يتامى وارامل شهداءه فالف مبروك ليس على (فخري كريم )ان يسرقها فحسب ,بل الف مبروك على اي ساه لاه صائع ضائع ان يسرقها ويبعثرها شذرا مذرا على..............................
وان كان حقا يمتلك مثل هذه المالية فمن اين جاء بها ؟
هل هي مثلاثمن الجبهة الوطنية المدفوع سلفا ؟
هل هي هبة العمال السوفييت التي اغتصبها بريجينيف لصالح تلميع احزاب التحالفات الطبقية ,نظريته المقبورة ؟
وان كان كل ذلك واردا وصحت فكرة الكنز الشيوعي المسروق ,فمن المعلوم ان من يطمع بمال يكون حريصا عليه ,حيث ان كل طماع هو بخيل ,فلم يكلف فخري كريم نفسه عناء الاشتغال بها في (كروة خسرانه1000%)مثل موضوعة التنمية الثقافية التي تتبناها مؤسسة المدى ؟
يستطيع الرجل ان يستثمرها استثمارا بنكيا سريا مريحا ويقيم في جزيرة ساحرة بعيدا عن قيل وقال اهل وسط الثقافة والاعلام الثرثار!
ما الذي يجبره على هذه الدوخة وهذا الضجيج ؟
بعد ان تحرينا في مسقط راس الرجل اثر سماعنا عن اشاعة سرقة (بنك الحزب ! )اكتشفنا ان الرجل منحدر من عائلة غنية اصلا ,اي انه بالتوصيف الشيوعي (منسلخ طبقيا )واحتمال غناه ليس بدعا ,بل ان هنالك من صغار الشيوعيين وكبارهم من يمتلك اضعاف ما قد يمتلكه فخري كريم زنكنه,ولكنهم من البخلاء الاغبياء الذين لا يجيدون من نعمة الثراء الا فن الحساب ,ويموتون (هم الماديون ,فتامل!)تقتيرا لينعم بما خلفوا من سفهاء بمواريثهم !
فهل ان استثمر شيوعي منسلخ طبقيا ماله في تجارة الثقافة (وهي والله كمن يتاجر بالجوزيجمعه من اسواق البصرة ليبيعه في اربيل ثم يجمع بثمنه التمر من اسواق اربيل ليبيعه في اسواق البصرة )ينبغي ان نصدق اقوال لصوص كوبونات النفط وصائمي رجب الذين لا يعجبهم العجب ؟
ربما يتوهم مريض (وما اكثرهم )ان كاتب هذه السطور هو احد (محاسيب )فخري كريم ,ولا ادري ان كان للرجل محاسيبا ,غير انه يقسم على عدم رؤية الرجل ولا مرة واحدة في حياته ,بل ان الرجل حين كانت (المدى )في دمشق لم بنشر له في جريدته (خشية على سلامة ادباء الداخل كما قيل انه يقول !؟)وربما يكون كاتب هذه السطور قد نشر بضعة قصائد في جريدة (المدى )ولكنها على الاغلب كانت بطلب صديقه الشاعر (عبد الزهرة زكي )مدير تحرير الجريدة والذي هاتفه يوماعارضا عليه مساعدة (المدى )للادباء المحتاجين فشكر واعتذر معللا اعتذاره كونه موظفا ويتقاضى راتبا وان هنالك من زملائه الادباء من هم احوج لراتب (المدى )وعدد له اسماءا ربما هم الان في عداد من ترعاهم المدى برواتبها الذي هو للحق اجزل من راتبه الوظيفي ,وشهوده احياء يرزقون!
غير ان اكثر ما يؤلم هو ان هذا الرجل (فخري كريم )يفترى عليه دوما من اسماء كان لمؤسسة المدى دالة عليهم ..
ولقد استفزته مرة (عصبية )احد المواقع الثقافية المعروفة وهي تتوعد (فخري كريم )اللص ,العميل لعدة مخابرات (كذا !)بفضح كل اوراقه وبالوثائق في اعدادها القادمة وتدعو من يمتلك المعلومات (تؤمر سيدي!)للمساهمة في هذه الحملة ,ثم تتامل اعلى الصفحة فترى صورة شاعر هو الاكثر انتفاعا من المدى (ولاعيب )ضاحكا في اعلى الموقع (ممن يضحك ؟)وتمر رعدة الموقع ولا مطر (السؤال :هل بادر فخري كريم لشراء صمته عن توعده ,ام انه كان كاذبا بوعيده ؟)
ارجح الاحتمال الثاني ,وعلى متملقي صاحب هذا الموقع ان يتبينوا الفسق !
لقد قدمت مؤسسة المدى ما تعجز دولة ان تقدمه في مضمار الثقافة ,وليكن الحساب على البيدر لا على رومانسية الحقول .
وان كان (فخري كريم )قد وصل بالمدى هذا المدى (بمالية )الحزب الشيوعي ,حزب الكادحين كما هو معروف ,فلتكن كل القيادات الشيوعية العراقية بهذا المستوى من (اللصوصية ).
والا فماذا اضاف (الشرفاء )طاهري الايادي من رفاق (فخري كريم )ومن ابناء( دفعته )في سلالم الحزب الشيوعي العراقي غير الانكفاء والمكابرة تبريرا وادعاء (الاستقلالية )تكفيرا والعيش(عالة )بدلا من (اعالة )ثقافة العراق (اقامة ومنفى )من ثمرات (المدى )؟؟!
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟