اريد ان ابكي يا وطن

ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    

( اريد ابجي .........واخافن لومة اللايم )
تلك اغنية ليلية تصدع راسي هذا الصباح , احزن لكلامها لاول وهلة , ثم اضحك بعد ان اتامله ! انه كلام قديم حقا , فما من احمق يلوم عراقيا ان بكى ..
فان كنت عراقيا من اهل الجنوب وخطر لك ان تزور عاصمتك بغداد , او بعضا من حواضر الوسط ....فعليك ان تكتب وصيتك وتسدد ديونك قبل الرحيل ...
وان كنت من اهل الشمال واردت زيارة عاصمتك بغداد ومنها الى حواضر الجنوب فعليك ان تلبس طاقية الاخفاء كي تصل لمبتغاك سالما ..
وان كنت من اهل الوسط وفكرت بالسفر شمالا او جنوبا فعليك ان تحج حجة الوداع وتصلي صلاة الجنازة , لان بين كل مدينة واخرى مليشيا ..
(والمليشيات لم تعد طائفية فحسب , بل هنالك مليشيا مناطقية واخرى عشائرية وثالثة مهنية _بمعنى انك لو كنت بقالا مثلا واصطادتك مليشيا الفلاحين فستقتل على مبدا تنازع المهن , وان كنت معلما ووقعت بايدي مليشيا طلابية فستقتل وفقا لمبدا اتق شر من احسنت اليه ... وهكذاوصولا الى مليشيا جنسية قد تكون ربما احصت عليك غزواتك على الجنس الاخر .. وحان عندها يوم الحساب ورد السيئات بعشرة امثالها !
ماذا تفعل اذن بايامك الثقيلة ؟
تجلس في البيت ؟
طبعا ... تجلس في البيت !
ولاشيء سوى ذلك !
ولاباس ان تتسلى بدروس الطبخ التي تبثها الفضائيات ودروس التنظيف التي تبثها قنوات الغسيل , وتمضي العطل بين خراء الاطفال وهراء الحديث الزوجي ...

وماذا ان طفرت روحك من الملل , ماذا ستفعل غير ذلك في البيت ؟
تشاهد الفضائيات ؟
لا !... الاخبار مقبضة والافلام معادة والمسلسلات سخيفة والاغاني تحرك (اللواعج النائمة )..
تمارس الرياضة ؟
لا ! .... فقد وهن العظم منك منك ...
تقرا ؟
لا ! .......فالعيون تعبى والنظارة لم تعد تجد نفعا واخر حكيم عيون فر الى عمان نافذا بجلده ..
تجلس في الحديقة ؟
لا !..فالهليكوبترات الامريكية تطلق النار على كل هدف مشبوه .... وشخص يعد النمل في حديقته المنزلية هدف مشبوه ..
تغني ؟
لا !.. فعلى امتداد دور الجوار ماتم وعزاءات ...
تسبح ؟
لا !..الماء شحيح وبالكاد يكفي الغسول والشرب ..
تتصفح الانترنيت ؟
لا !...ستمر المدرعات الامريكية وينقطع البث في عز تواصل الوداد ..
تتصل بالموبايل بمن تحب ؟
لا !.الشبكة مثقوبة بفعل اطلاق النار العشوائي ...
تختلق ثرثرة معها ؟
لا ! .لقد اغلقت ملفات الحديث منذ اكتشفنا اننا قد قلنا كل شيء ..
تنام ؟
لا ! ... السرير لحد والاحلام يتامى وجماجم ..
ماذا تفعل اذن ؟
تبكي ؟
اجل تبكي !
فحينها ستمارس حقك المتاح الوحيد كانسان عراقي ...
فالدولة تبكي وتلطم والناس تبكي وتلطم والاعلام يبكي ويلطم والسماء تبكي وتلطم..
فابك مثل الجميع .... وتذكر ذلك البدوي العابر الذي سمعته طفلا وهو ينوح مثل ذئب غريب وجائع في براري الله :

انه ظليت مثل الجمل اصرج عله نيابي
لا الجرح يبره ولا الجمال يدرا بي

#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل