أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - إستغلال التحسن الأمني لتسجيل نقاط عراقية















المزيد.....

إستغلال التحسن الأمني لتسجيل نقاط عراقية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية بعد محادثات مع الزعماء الأكراد في منتجع بالقرب من أربيل ان زعماء العراق يحتاجون الى الاستفادة من المكاسب الامنية من خلال احراز مزيد من التقدم السياسي وخاصة باصدار قوانين اساسية لتعزيز المصالحة الوطنية.
لكن المتابع لتصريحات الساسة الأمريكان يجب ان لايأخذ الكلمات بلا تمعن، فلها احياناً بل غالباً معان لاتشابه كثيرا المعنى الذي يعرفه.
.
خلال الحملة الأمريكية لإحتلال العراق، رفضت شعوب العالم، عدا استثناءات نادرة، الطريقة الأمريكية في اسقاط ربيبها السابق صدام حسين، وشمل الرفض الشعبي الدول التي ترتبط بعلاقة "اكثر من صداقة" مع اميركا، مثل تركيا ودول الإتحاد الأوربي. رفض الشعب التركي بنسبة تقارب الـ 90% السماح للقوات الأمريكية العبور من خلال الأراضي التركية، ونفذت الحكومة التركية رغبة الشعب على العكس من الديمقراطيات الغربية التي انصاعت للضغط الأمريكي رغم استبيانات شعوبها واحتجاجاتها.
.
ليس هذا حدثاً نادراً بالنسبة لأوروبا لمن يقرأ التأريخ الحديث، ولكن اطرف ما فيه ان سفير اميركا في تركيا مورتون ابرامووتز، احتج على اساس ان ذلك يبين ان الحكومة التركية "تفتقد الى المصداقية الديمقراطية"!
وضح ابرامووتز وجهة نظره قائلاً: "قبل عشرة سنوات كان غالبية الشعب التركي، كما هو الآن، ضد تورط تركيا في حرب على العراق"، لكن في ذلك الوقت كان هناك فرق اساسي وهو الرئيس المؤمن بالديمقراطية "تركت اوزال" والذي لم يكن ليهتم بالإستبيانات! "للآسف" يضيف ابرامووتز، "ليس لأميركا الآن (في تركيا) ديمقراطيين حقيقيين تعتمد عليهم!
أيد هذا التعريف المدهش للديمقراطية نائب وزير الدفاع الأمريكي وقتها بول ولفويتز، احد اشد المتحمسين لإسرائيل وانتهى مثل العديد من موظفي بوش الى فضيحة في البنك الدولي، حين عبر عن خيبة امله من القادة العسكريين الأتراك لعدم "تصرفهم" وقال: "كنا نتوقع منهم مبادرة اقوى"!#
.
اعادة تعريف الكلمات هذه تساعدنا على تفهم كلام نيجروبونتي. فلم يعد خافياً على العراقيين ان "المصالحة الوطنية"، كما يفرضها نيجروبونتي، مدير الإرهاب الأمريكي في هندوراس واميركا الوسطى بلا منازع، في عقد الثمانينات الريكاني، وكما تفهمها ادارة بوش، هدف امريكي الغرض منه اعادة الجلادين الى السلطة الأمنية بالضغط، تماماً كما كان يفعل نيجروبونتي نفسه حين تسفر الإنتخابات في "الحديقة الخلفية" لأميركا عن حكومة لا تروق له *.
.
قال نيجروبونتي "اننا نأمل في ان يتم احراز تقدم على الجبهة السياسية في العراق يعادل المكاسب الامنية التي تحققت في الشهور الاخيرة."
.
والتقدم "على الجبهة السياسية" كما نريده ونفهمه هو تقدم الحكومة المنتخبة في تحقيق الأهداف التي يطالب بها الشعب الذي انتخبها. التقدم في مصداقية تمثيلها لشعبها, وليس بالضرورة التقدم فيما تراه اميركا مناسباً.
"التقدم على الجبهة السياسية" هو ان تستلم الحكومة المنتخبة سلطاتها السيادية وتتمكن من حماية شعبها ممن يجد نفسه مخولاً لقتله حتى للتسلية. "التقدم على الجبهة السياسية"هو ان تتمكن الحكومة من تنفيذ احكام القضاء العراقي على المجرمين بدون شروط من قوات الإحتلال. هو ان تتصرف الحكومة كما يطالبها الشعب ان تفعل بإخراج القوات المحتلة فوراً وبلا حجج، او على الأقل جدولة خروجها. لكن مثل هذا "التقدم علىالجبهة السياسية" لن يروق لك بلا شك وستعتبره بنفس قياس ابرامووتز "تراجع سياسي".
.
يضيف سعادة السفير السابق في العراق "والان يوجد الامل في ان يحدث تقدم مواز في الساحة السياسية وخاصة من حيث تحقيق الاجزاء المختلفة لتشريع المصالحة الوطنية بشأن امور مثل النفط والحكم الاقليمي وهكذا."
وكل قضية لها اكثر من وجهة نظر. فـ "النفط" من وجهة النظر الأمريكية هو "عقود مشاركة انتاج" يكملها اتفاقية استعمارية لتفضيل الشركات الأمريكية او كما قال مراسل للهيرالد تريبيون تحويل العراق الى "حقل نفطي امريكي مخصخص". اما وجهة النظر العراقية فهو "عقود خدمات" حرة لتختار من يقدم افضل العروض ولا يشكل خطراً على البلاد، بتقييم تأريخه وقوته ومواقفه في الماضي القريب.
.
يذكرنا هذا الكلام بالـ "امتحان" الذي اجري على المالكي وحكومته ليعطيها بترايوس النقاط حسب "انجازاتها".
في وقتها كان المبرر الرئيسي لتسجيل تلك "النقاط" هو "الوضع الأمني المتدهور", وكان مؤيدوها يقولون: "صحيح انها ليست كما يريد الشعب ويريد القانون وتريد الديمقراطية، لكن ظروف البلد الأمنية القاسية تتطلب ذلك." والآن يقول لنا نجروبونتي: "افعلوها لأن ظروف البلد الأمنية بخير نسبياً" فما الأمر؟

إذا كانت "الظروف القاسية" تتطلب نقاطاً امريكية فالظروف الأفضل تسمح بنقاط عراقية! لذا دعني اقترح عليك ايها المالكي استفادة من تحسن الظروف الأمنية تسجل بها نقاطاً عراقية بحتة:
تقديم قانون النفط الى البرلمان كاملاً مع الملحقات وعدم التهرب منه وبدون الاعيب "التصويت السري" حتى ان كان سيرفض، فيعدل ويعدل حتى يقبله البرلمان علناً كما يريده الشعب, ولك نقطة كبيرة...
أن تكون لك الجرأة لإلغاء اتفاقيتك الأخيرة التي ستكلف الشعب دماءً غالية في سعيه لإستقلاله والتي ستنزل بك الى الحضيض ولن ينجو من سمعتها احفادك، كأحد العملاء في تأريخ العراق كنوري السعيد وعبد الإله بل وربما أسوأ.
أن تصر على تنفيذ القانون على "بلاك ووتر", واشهد انك لم تتراجع في هذا حتى الآن, وايضاً على مجرمي الأنفال المحميين بالأمريكان وان تفتح تحقيقاً بشأن الساسة الكبار المتهمين ايضاً بالكبائر.
واخيراً اقترح عليك ان تستغل تحسن الوضع الأمني لإجراء تحقيق في جريمة قتل اكثر من 30 من اطفال النعيرية من "احفاد رسول الله"، خاصة وان الشهود مازالوا احياء ومازالت ذاكرتهم واضحة. @
.
هذه وامثالها ستكلفك طبعاً الكثير من النقاط الأمريكية, ولكنها ستسجل لك نقاطاً عراقية والمفاضلة والخيار لك.
.
.
.

# جومسكي: ( Hegemony or survival ) الفصل الخامس
* http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=108161
@ http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=99928



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس لحكومة منقوصة السيادة ان تفاوض على مستقبل البلاد والشعب
- فيروز... افيون الشعوب!
- الأخبار في الإعلام العراقي: -المصدر الموثوق- لايستحق الثقة و ...
- هل اصابنا الهبل لنقبل هذا؟؟
- الإنتقام من الظاء
- معالجة ضمور الشخصية لدى البرلمانيين العراقيين بواسطة التصويت ...
- عن العيش تحت مستوى سطح البقر
- شعوب العالم تناصر القاعدة
- اللوبي الكردي في واشنطن والطموح الى مكانة اسرائيل
- صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد
- عراق الحكيم وكاكه ئي وعدنان ام عراق فالح وسيار وكاترين؟
- دحض حجج دعاة التصويت السري في البرلمان العراقي
- البرلمان العراقي في خطر!
- مؤامرة لإقصاء البرلمان يقودها 100 نائب عراقي
- بوش يبحث عن مانديلا
- علاوي: قصة انفجار وهم
- ليس رداً على ياسين النصير لكن رفضاً لمنطق الخوف والإحتلال وا ...
- إنتبه فلربما يتناول اطفالك في العراق منذ سنين سموم الزئبق مع ...
- ضياع المنطق ونتائجه الخطرة في تحليل ياسين النصير
- 11 سبتمبر: الحقيقة بين عشق -نظرية المؤامرة- والخوف من وصمتها


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - إستغلال التحسن الأمني لتسجيل نقاط عراقية