أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - فيروز... افيون الشعوب!














المزيد.....

فيروز... افيون الشعوب!


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2112 - 2007 / 11 / 27 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


(لفيروز في عيد ميلادها)
.
عندما تنادي فيروز، تتوثب للرقس قلوب وكعوب اشد الرجال تصلباً وتديناً ووقاراً..
عندما تشدو فيروزتغمض الأعين مستسلمة للخيال وتلبس الدنيا روح فتاة تذوب في حبها الأول, ويهمس في الآذان سحر غريب:"لقد اكتمل العالم"!
عندما "تهذي" فيروز تترنح اشد الرؤوس ثباتاً. تنسحب الحقائق وتنحني المستقيمات باسمة ويستسلم المنطق مقراً بالهزيمة امام هذا الحصار الجمالي الذي لايترك مجالاً للمقاومة.
فبينما تتكفل الألحان والصوت بشل نصف ذهنك الأيمن، تقطع الكلمات الساحرة اتصالات نصفه الأيسر، فترى القمر "يرقص ويلعب عالشجر"، والناس ينسوا يكبروا.....والفيل يطير... والويل لمن يعترض!
.
كيف تستطيع اغنية سمعتها للمرة المليون ان تثير دهشتك وتتجاوز توقعك وتفتر ابتسامتك كأنك لم تسمعها من قبل؟ ربما.. لأن ذاكرتنا "الجمالية" تصل حدودها دون ان تستطيع الإلمام بكل خلجات صوت فيروز واداءها وكلمات شعرائها. و حين تشدو فيروز في المرة التالية نتمتع لأنها تتجاوز ما اختزنته ذاكرتنا من جمال، فنجد في كل مرة جمالاً جديداً لا نتذكر اننا سمعناه...فندهش ونهتف بحبور: "الله".
.
من لذاكرته ان تحتفظ بتفاصيل واجراس عالم "حلو كحلم العروس"؟ من لعقله ان يحتفظ بجمال منطق: يكتب اسم حبيبه ثابتاً "عا الحور العتيق"، بينما يمحو المطر اسمه المكتوب"عا رمل الطريق".
.
يهتف جبران بصوت فيروز معاتباً، يذكرنا اننا نسينا وعداً قطعناه لأنفسنا يوماً ان نتبع أحلام الشباب الجريئة، فنتبع السواقي ونتسلق الصخور، نفترش العشب ونتلحف السماء...لكننا استسلمنا، كغيرنا، لزحمة الحياة.
.
"كن مهذباً وانتظر نهاية الأغنية قبل ان تطفئ سيارتك وتنزل"، يؤنبك صوت في رأسك قبل ان تمد يدك الى المفتاح، فتنتظر راضياً...وحين تنتهي أغنية فيروز، ترن في اذنك بداية اغنية اخرى، اغنية محددة دائماً!
ذلك ان تلافيفك تذكر تسلسل اغاني فيروز في شريط قديم كنت تديره يوماً حتى اهترأ!
.
واغنية...تشعر بأن بها سحراً خاصاً وخيالاً غير اعتيادي, حتى بقياس اغاني فيروز نفسها....وتسأل نفسك لم؟ وتتذكر ان تلك الأغنية كانت الأخيرة في الشريط...وان الشريط انتهى بعد الجملة الأولى منها ليترك خيالك المتشوق يكمل طوافه السحري في عالم الأغنية الناقصة. ثم بعد سنوات، حين تحصل على تسجيل كامل للأغنية، لايختفي اثر النقص, بل يتمدد على طول الأغنية مانحاً اياها تلك الخصوصية المتحيزة.
.
وحين يطبق التشاؤم والقلق والإشمئزاز...لاتفشل فيروز في ان تأخذ بيدنا وتربت على اكتافنا بضربات صوتها المرح حتى تتراخى عضلاتنا المتصلبة المؤلمة... ويقنع الوحيد رغم الحاده، أن في صمت الكون المقفل، من يصغي له.
وحين تلح علينا حقائق الفلسفة المرعبة....ونبحث ونبحث فلا نجد للحياة من معنى...ونرتعد اننا لسنا باكثر من فقاعات تنتظر انفجارها...تأتي فيروز فإذا بنا نرضى بسريالية الحياة وفنائها ووهمها...ونهز رؤوسنا موافقين بأن "الناس سطوركتبت بماء" فنزهد لحظة "بما سيأتي" وننسى وهلة "ما قد مضى" ونراوغ هاتفين: "وما الداعي لأن يكون للحياة معنىً؟"
.
فيروز ...انت الحشيشة التي لايعاقب عليها لا القانون ولا الله, والخمرة التي لاتسبب الدوار بعد الصحو.. فيروز المخدر الوحيد بلا اثار سلبية جانبية، ولا حتى نعاساً...
فيروز...انت افيون الشعوب الجميل، و مدفأة الروح... نعبر بها شتاءات الحياة القارسة!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخبار في الإعلام العراقي: -المصدر الموثوق- لايستحق الثقة و ...
- هل اصابنا الهبل لنقبل هذا؟؟
- الإنتقام من الظاء
- معالجة ضمور الشخصية لدى البرلمانيين العراقيين بواسطة التصويت ...
- عن العيش تحت مستوى سطح البقر
- شعوب العالم تناصر القاعدة
- اللوبي الكردي في واشنطن والطموح الى مكانة اسرائيل
- صناعة القرار السياسي العراقي في حظيرة ملوثة بالفساد
- عراق الحكيم وكاكه ئي وعدنان ام عراق فالح وسيار وكاترين؟
- دحض حجج دعاة التصويت السري في البرلمان العراقي
- البرلمان العراقي في خطر!
- مؤامرة لإقصاء البرلمان يقودها 100 نائب عراقي
- بوش يبحث عن مانديلا
- علاوي: قصة انفجار وهم
- ليس رداً على ياسين النصير لكن رفضاً لمنطق الخوف والإحتلال وا ...
- إنتبه فلربما يتناول اطفالك في العراق منذ سنين سموم الزئبق مع ...
- ضياع المنطق ونتائجه الخطرة في تحليل ياسين النصير
- 11 سبتمبر: الحقيقة بين عشق -نظرية المؤامرة- والخوف من وصمتها
- تنزيلات هائلة في محلات بيترايوس
- القواعد الأمريكية بين قلق العراقي وضمير ممثليه!


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - فيروز... افيون الشعوب!