أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار














المزيد.....

العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 10:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


للوهلة الأولى اعتقدت وبسذاجة أن العنف الذي تمارسه حركة حماس في قطاع غزة لن يجتاز الحدود ليصلنا في الضفة الغربية، حاولت أن اقنع نفسي أننا في الضفة الغربية في مأمن من ممارسات العار التي شاهدناها عبر شاشات التلفزة حيث يتم التعامل مع الفلسطيني وكأنة"حيوان" يستحق ما يتلقاه من وجبات القمع بالعصي والجنازير والفلقة والاهانات والاذلاال الغير مسبوق، وكل ذلك باسم الوطن والوطن من هذه الممارسات براء
للوهلة الأولى شدني الخطاب الضفاوي المناهض لممارسات حماس في غزة، لدرجة أن المتابع البسيط يعتقد أنة يعيش في واحة الضفة الديمقراطية التي تستوعب كافة الأطياف السياسية والاجتماعية، وتتعامل مع المعارضة كظاهرة صحية يتوجب الحفاظ عليها للحيلولة دون تنامي حالة السقوط في وحل الدكتاتورية والتصفيات السياسية للأخر.
لقد أثبتت الضفة الغربية يوم الثلاثاء أي يوم انعقاد مؤتمر انابولس أن غزة والضفة وجهان لعملة واحدة،بمعنى لا فرق بين عصا الانقلابيين في غزة وجنازير حكومة رام اللة الذي قال وزير إعلامها أن المحتجين تحدوا قرار الحكومة ، وكان لسان حالة يقول"العصا لمن عصا وقد اعذر من انذر" ولذلك فليتحمل كل فلسطيني ما جنت يداه، لأننا نعيش في زمن الممنوع وحالة الطوارئ التي تفتح الباب واسعا أمام العنف المفرط بالقوة تجاه من يقول كلمة لا في وجه أسياد المرحلة.
إننا كفلسطينيين نعيش الظلم المركب الذي تفرع ليضاعف الشعور بالهزيمة والعار تجاه ممارسات لا ترتقي لمعاناتنا من الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يجد وسيلة قهر إلا وجربها فينا، إن العقل الفلسطيني يخضع لضغط هائل عندما تتقاطع الصورة ، ولا نستطيع أن نفرق بين قوانا الوطنية التاريخية التي تعتبر حركة تحرر وطني وبين قوى القهر التاريخي، هذا غير مقبول وطنيا لما لذلك من تفاعلات خطيرة على التكوين الفلسطيني وتعاطيه مع قضاياه المصيرية.
هناك فرق شاسع بين متابعة قمع المتظاهرين على شاشات التلفزة ومشاهدتها على ارض الواقع وبالعين المجردة، أن تشاهد بعينيك كيف تنهال العصي وأعقاب البنادق والجنازير على أخيك الفلسطيني مختلف، وخاصة انك تشعر بالعجز أمام هذا المشهد القاسي الخالي من أي معنى سوى العنف من اجل العنف، هذا يشعرك باليأس والإحباط والعار من انك تواجدت في المكان والتزمت الصمت سوى اضعف الإيمان، عار الصمت هذا يضاف إلى غار الهزيمة الداخلية التي ألحقها بك أبناء جلدتك ورفاق الأمس الذين تحولوا لماكينة خالية من أية مشاعر،ماكينة محكومة بقرارات جامدة لا حياة تفيها هدفها إفراغ ما تبقى فينا من إنسانية ، ماكينة تحولونا إلى جثث خالية من ابة تفاعلات إنسانية، تأكل وتشرب وتنام وتتكاثر بغريزية مقززة تنتظر رحمة اللة.
من المضحك ان نتحدث عن مستقبل للشعب الفلسطيني في ظل انتهاك كرامة وحرية هذا الشعب، لان فلسطين بدون الإنسان تصبح مجرد ارض مفرغة من مضمونها وضمانة بقائها، وقد يكون الوقت مناسبا أن تقف القيادة الفلسطينية بشتى ألوانها أمام نفسها لتقيم الورطة التي أدخلتنا قيها، هذه الورطة التي مست عصب الحياة في المجتمع الفلسطيني، نحن كشعب نعرف أن هناك مصالح وأجندة لاقطاب الصراع، اعتقد أن مصلحة الشعب بما فيهم عناصر الأجهزة الأمنية في غزة والضفة أن يرفض الغرق في عار الاقتتال الأهلي وسيادة شريعة الغاب وأمراء الحرب.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل إسرائيل العدو رقم واحد للفلسطينيين
- أيها اللاجئون .. عند ليبرمان القول الفصل
- هل سيفرطون بحق العودة؟ الجواب نعم
- امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
- الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
- ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
- هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
- مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
- غزة والضفة والسنوات العجاف
- انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
- يهود اولمرت شكرا لك
- حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
- مبروك للطخيخة
- دور التطبيع دولارفي الازمة الفلسطينية
- السماء تمطر مراسيم وفرمانات


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - العنف الفلسطيني وتنامي الشعور بالعار