أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية














المزيد.....

امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 08:49
المحور: القضية الفلسطينية
    



أحيانا يشعر المرء بالخجل لأنة عاش ليشاهد المخيم الذي شكل عبر سنوات اللجوء القاسية محطة للعودة والتمسك بالحقوق التي قدسها اللاجئون إلى درجة الجنون ، قلت تشعر بالخجل لما آلت إلية الأوضاع في المخيمات الفلسطينية أو بعضها ليتحول اللاجئ إلى مجرد مادة للفرجة أو للدراسة من قبل جهات لا لون لها ، لدرجة انك كانسان يقيم في المخيم تشعر بالغربة جراء التزاحم الغير مبرر لأفواج الضيوف ألثقيلي الظل والذين يفرضون أنفسهم عليك تحت شعار التعاطف معك دون أن يطرقوا بابك ويحترموا خصوصياتك كانسان له الحق بان يقول لا للعبث في مخيمي أو حياتي وثقافتي وفقري.
للمخيم نكهة متميزة للذي يريد أن يفكر بمغامرة ما، فمثلا المخيم كنز لملتقطي الصور حيث المشهد المكتمل ، الشوارع الضيقة والأطفال في الشوارع ومجمعات النفايات بمحاذاة الشوارع الرئيسة والمتطوعين الجاهزين للمساعدة فهم يمتلكوا الخبرة والمعرفة بخفايا الأمور في المخيم وما يسعد ضيوفنا ألثقيلي الظل، قد يخرج علي احد ويقول أنت متخلف ودقة قديمة ولا تواكب العولمة والتطور والتبادل الثقافي بين الشعوب وخاصة تلك التي تتعاطف معنا، قد أكون كذلك ولكني اعتز بواقعي وبخصوصية أبناء جلدتي وبالتحديد الأطفال الذين هم المادة المفضلة للمتاجرة، ولا بد أن بكون واضحا للقارئ أن الأطفال وبالتحديد في فلسطين هم الضمانة الأكيدة للتواصل مع الذات والحقوق، وبالتالي نحن أمام وضع حساس وخطير، وحتى أتحرر من الطرح النظري أريد أن اعكس الواقع حيث أقيم"مخيم الدهيشة" الذي أصبح محجا لكل من هب ودب، بالأمس حيث كنت أعالج سطح منزلي من بعض ما لحق بة من خراب سمعت أصوات أطفال الحارة وبشكل غير اعتيادي، تطلعت وإذا بأربعة أشخاص يحملون الكاميرات يوزعون الشواقل عليهم في محاولة لاستقطابهم وخلق جو من التفاعل، المستفز أنهم دهموا حارتنا دون معرف وباشروا بالتقاط الصور دون ضابط وبطريقة تعكس احتقارا لهذا الواقع، خاصة أن الصور الناجحة للفلسطيني في الغرب هي الصورة الخارجة عن المألوف ، استمر المشهد لنصف ساعة وتجمع الأطفال الذي وجد ضيوفنا فيهم ضالتهم أكملوا شغلهم وغادروا الحارة وفي جعبتهم ما يرضي الجهة التي يعملون معها، غادروا الحارة وخلفوا ورائهم أطفالا غير مدركين بواطن ما يجري.
إنهم يجلبون إلى مخيماتنا لنعرض عليهم كبضاعة سهلة التسويق،أنا أتساءل لماذا نسمح لهؤلاء بالتحكم في حياتنا والتعامل معنا"كفئران لأبحاثهم" ومادة لإشباع غرورهم ، لا أريد أن أعمم هناك استئناءات، لكنني أقف أمام صورة لطفل لاجئي بجانب مجمع النفايات مطولا، لا أحبذ أن أرى أطفالنا تنتهك حقوقهم واستقطابهم بهدف الاستثمار، وخاصة في ظل الفوضى المنظمة والممنهجة للمؤسسات أو بدقة اكبر للدكاكين التي تدعي أنها تنشط للرقي بالأطفال، اوكد على بعض الاستثناءات، ولكني اشدد أن الأطفال والمرأة في فلسطين هدف للجهات الداعمة التي تدفع بدون حساب تحت شعار النهوض بواقع هاتين الشريحتين المسحوقتين قبل وبعد البرامج التي تدعي الاستهداف الايجابي لهما. وبصراحة نحن في المخيمات بحاجة إلى برامج تتقاطع مع ثقافتنا وواقعنا كلاجئين، لكن المشكلة تتمثل في أمراء التطبيع الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، أمراء التطبيع الذين لا ضابط لتعاملاتهم وعلاقاتهم وبرامجهم، المهم بالنسبة لهم التمويل وبعد ذلك فلتحرق البلاد والعباد، أمراء التطبيع يتكاثرون كما الفئران ومع كل يوم يمر يهبط مستوى أداءهم ويصبح همهم زيادة الحساب في البنوك، لقد تحدثت في مقالة سابقة عن احد أمراء التطبيع الذي سرق وعلى عينك يا تاجر ما لا يقل عن 200 ألف دولار من إحدى المؤسسات الفاعلة في إحدى مخيمات بيت لحم، استغرب لما يصمتون عنة رغم امتلاكهم وثائق تدينه رغم أن كافة حساباته في البنوك الإسرائيلية كما أكد لي مسئول في داخلية المحافظة.
من حق كل فلسطيني يقيم في تجمع تنشط فيه مؤسسات غير حكومية أن يقف على نشاطها، ومن واجب القائمين على هذه المؤسسات أن يعتمدوا الشفافية في نشاطاتهم وتعاملاتهم، وبالضرورة أن يقف المجتمع المحلي أمام المؤسسات المغلقة والعائلية وسياسة التوريث في هذه المؤسسات، من حقي وحقك عليهم أن يحافظوا على خصوصياتنا ولا يسمحوا لأي كان التجول في شوارعنا واستغلال الحاجة عند بعضنا، من حقنا أيضا أن نقول للبعض الناشط في مؤسسات المجتمع المدني من أين لك هذا، ومن واجب سلطتنا ضبط أوضاع المؤسسات التي ضاق سماء المخيمات بها ، يجب أن تكون هناك ضوابط وتنظيم حتى لا نصحو في يوم ما لنجد أنفسنا محاصرين بالعلب الإسمنتية التي يشكل المخيم أرضية خصبة لها، وقد يكون الوقت مناسبا لنرفع الصوت في الوطن والشتات في وجه كل من يعمل على استغلال شعبنا وإخضاع مؤسسات المجتمع المدني لرقابة دقيقة وفرز الغث من السمين ونبذ أمراء التطبيع.






#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الجوع والموت والاستزلام في زمن الحصار
- الأسرى في السجون الفلسطينية والتعتيم الإعلامي
- الممنوع والمسموح في زمن الانقلاب
- الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
- ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
- هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
- مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
- غزة والضفة والسنوات العجاف
- انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
- يهود اولمرت شكرا لك
- حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
- مبروك للطخيخة
- دور التطبيع دولارفي الازمة الفلسطينية
- السماء تمطر مراسيم وفرمانات


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - امراء التطبيع والعبث بالمخيمات الفلسطينية