أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عطا مناع - الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة














المزيد.....

الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


لفت نظري خبر نشرة احد المواقع الالكترونية يفيد أن الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة قاطعت مأدبة إفطار للصحافيين نظمه المكتب الحكومي في غزة بحضور السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال، وجاءت المقاطعة احتجاجا على العنف التي استخدمته غزة ضد الصحافيين الفلسطينيين بهدف(تأديبهم) ليعرفوا أن هناك(حدود) لا يمكن تجاوزها، على اعتبار أن نشر الغسيل الوسخ أو بشكل أدق الممارسات الوسخة(حرام) ويعاقب عليها(القانون) بالضرب بالعصا لان العصا وحسب القول المأثور لمن عصا، والصحفيون أو بعضهم عصاه (يستحقون) الضرب والرجم والجلد وإذا( لم يستقيموا) فهناك القنينة)، اوليس القنينة مصدر رئيس لثقافة القمع السائدة لدى أولي الأمر الذين اقلقوا راحتنا في الحديث عن الديمقراطية والحريات التي هي الطريق الوحيد للوطن المنشود.
كان للعصا مفعول سحري، وخاصة أن عمليات الضرب والشتم قد(توقفت)، ليخضع الصحفي نفسه لرقابة ذاتية تضاف للرقابة الأمنية وموضة التهديدات عبر الهاتف النقال ومنع الصحف من التوزيع وملاحقة كل من تسول نفسه أن ينطق بحقيقة ما يجري في الشارع( ألغزي والضفاوي) لان هذا السلوك يعقب علية القانون ميدانيا، وإذا لم تصدقوا اسألوا المصور الصحفي يسري الجمل وعماد برناط اللذان تعرضا للضرب الشديد في غزة والخليل، وإطلاق الرصاص على الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور ومنع برنامج خطا احمر ألذي يقدمه المفكر الفلسطيني حسن الكاشف عبر تلفزيون فلسطين، ناهيك عن اعتبار بعض الصحف محظور مثل صحيفة فلسطين ومنع البعض الآخر من التوزيع ، والسطو على مكاتب صحيفة دنيا الوطن وصحيفة الاستقلال(وسرقة) أجهزة الحاسوب، مما يوكد أن الجهات المناهضة لحرية الإعلام تستخدم طرق ملتوية في ملاحقة المنابر الحرة التي تفضح ممارسات المليشيات وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني الذي يهيش أسوء ايامة.
وفي ظل هذا القمع الغير مسبوق للصحافيين الفلسطينيين، يعيش الجسم الصحفي الذي يتضامن معه العالم في يومه انقساما حادا في المواقف وترجمتها على الأرض، والانخراط في الظواهر الانقسامية لندخل دوامة التفريق بين الصحافي الحمساوي والفتحاوي ، لتصبح هذه المهنة أسيرة للتوجهات السياسية والمصالح الفئوية المقيدة بالشعارات الانقسامية التي طالت المؤسسات والأجسام النقابية بدون استثناء،مما يتطلب ممارسة ديمقراطية تحمي نقابة الصحافيين من الانقسام التي بدأت تظهر معالمه على شكل المطالبة بالانتخابات والتخلص من احتكار مجموعة للقرارات والمواقف والبيانات الانتقائية التي لا تعبر عن المجموع الصحفي.
إن حالة الترهل والانقسام في الجسم الصحفي الفلسطيني الذي يسير على طريق الخصخصة والتبعية ستقود لمزيد من الانفلات في أوساط المليشيات والأجهزة الامنينة على اختلافها ، بسبب إدراكها للتناقضات التي يعيشها البيت الداخلي للصحفيين الذي يتعاملون بانتقائية في فعالياتهم الاحتجاجية التي تفتقر إلى التنظيم والجماعية والتواصل والحسابات المهنية والسياسية، التي تحول دون الدفاع عن حقوق الصحفيين ومواجهة الأطراف التي تكمم حرية الصحافة والإعلام في فلسطين، ليصار إلى تعرض الصحفيين الفلسطينيين إلى القمع المركب وليطحنوا بين مطرقة الاحتلال وسنديان عصا المليشيات والأجهزة التي اتضح أن لديها أرضية ناضجة لممارسة أبشع أنواع العنف.
وفي اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، وفي ظل عمليات الملاحقة والضرب والاهانة للصحافيين في شطري الوطن، ليصار إلى الاكتفاء بإصدار البيانات الاستنكارية من رام اللة وغزة والمنظمات الحقوقية العالمية التي طالبت باحترام حرية العمل الصحفي في أكثر من مناسبة، إلا إن الأوضاع بقيت كما هي رغم حالة الهدوء الخطير الذي تشهده فلسطين المحتلة تجاه حريةالتعبير عن الرأي، مما يفرض على القوى التي تتشدق بالحرية والديمقراطية اعادة حساباتها ورص صفوفها في مواجهة النهج الدكتاتوري الذي لا يهدد الصحفيين فقط، بل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني .
وقد يكون يوم التضامن مع الصحفي الفلسطيني مناسبة للتفكير مليا بالوضع الذي آلت إلية الصحافة الفلسطينية بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام، لنعترف أن الممارسة الديمقراطية تحتاج إلى تضحيات ومواجهة للقوى المتنفذة التي تمتلك وسائل وأدوات القمع، وبدون المواجهة وفضح الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي والمواطن على حد سواء سننحدر إلى القاع، لان كل المقدمات تشير إلى تردي الحريات في فلسطين التي تحولت إلى مجرد حزمة من العصي في أيدي المقنعين الذين يجوبون الشوارع تحت شعار الحفاظ على امن البلد المنتهك ممن يعتقدون أنهم أسيادة
عطا مناع- صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة





#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب غزة وخريف رام اللة وجهان لعملة واحدة
- ان لم تشرب غزة لا سقط المطر
- هل ستطلق رصاصة الرحمة على الاعلام العربي
- مؤتمر الخريف والحرب التحريكية
- غزة والضفة والسنوات العجاف
- انعدام الامن وسقوط القلاع في زمن الرويبضة
- يهود اولمرت شكرا لك
- حماس من قوة الحضور الى حضور القوة
- مبروك للطخيخة
- دور التطبيع دولارفي الازمة الفلسطينية
- السماء تمطر مراسيم وفرمانات


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عطا مناع - الصحافة الفلسطينية وسياسة العصا بدون الجزرة