سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 2111 - 2007 / 11 / 26 - 09:08
المحور:
الادب والفن
قلت لي
: المقال سيكون رائعا لو وضعنا صورتك ، أجل للصورة أكثر من معنىً وأكثر من أُفق ، فالصورة تجسيد للحظة راهنة سرعان ما تصبح ضمن الذاكرة ولكنها تواصل حياتها لتلك الهنيهة .
في بدء الحياة أي في الطفولة والصبا تكون الصور جميلة ، منبسطة الأسارير، نَظِرَة السحنة ، طيبة الملامح ، لم تدنسها رؤية المقابر الجماعية والجنود العائدون من جبهة القتال محمولين على الأكتاف ، وموت الأطفال لنقص في الدواء والغذاء ، ورؤية عشرات الجرحى والموتى بالمفخخات .
أريد صورة مزدانة بالحب والأمل والمودة ، وبأحلام لم تدنسها هموم الكهرباء والماء الملوث ، والبضائع المعروضة المشتهات والناس جياع ، صور ليس فيها وجوه امهات فقدن أعز أحبتهن في زمن ضاعت فيه أبسط متطلبات الحياة ، فأصبح رغيف الخبزمرهونا بسعر برميل النفط الذي تصاعد ولم يهبط بل مازال يتصاعد الى ما لا نهاية الأيام والأرقام .
أريد صورة خالية من هموم المؤتمرات التي تعقد بين كل ساسة العالم دون نتائج ملموسة . صورة خالية من خيانة الأصحاب والأزواج والأحبة ، صورة فيها كتاب مقروء ، وربيع مختار من بين كل فصول السنة يُسْتشعر فيه دبيب الحياة والحب والإلفة بين كل سكان الأرض ، ذلك الربيع الذي يتخاتل فيه النسيم وشقائق النعمان على سفوح الجبال وأهوار الجنوب بلا مدججين بالسلاح أو عابرين لنقل الموت والدمار .
أريد صورة لأرض معشوشبة من ماء دجلة والفرات ومما تجود به السماء من أمطار ومزن ، لا صورة أرض رويت بدماء أبنائها .
أُريد صورة تطل فيها البسمة من عيون الصغار وهم يحملون حقائبهم كل صباح كي يتلقوا ويتعرفوا على آخرما يتوصل اليه العالم من علم ومعرفة ، لا أن يحشروا في قواعد ومفاهيم ومناهج عفا عليها الزمن .
أ سَتُلتقط لي يوما هذه الصورة ؟
إني أنتظر .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟