أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - حواء وآدم والإرهاب














المزيد.....

حواء وآدم والإرهاب


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ذُقْ يا آدم هذه الثمرة، وقد ورد في الكتب المقدسة وفي غيرها من الكتب أن الفاكهة المحرمة ( تفاحة ) ، وفي روايات أُخر تينة، وفي رواية ثالثة إن الثمرة المحرمة هي الحنطة، النتيجة المؤلمة لعصيان أوامر الرب هو طردهما من الجنة، ولو لم يعصيا لما نلنا في دنيانا كل هذه المتاعب والآلام، ولأقتصرت البشرية على هذا الثنائي المنسجم، ولبقيا من سكنة الجنان الى أبد الآبدين.
و يبقى السؤال المحير، نحن جميعا نطالب بحرية المرأة وبسن قوانين تحميها من اضطهاد الرجال وانصافها في التعلم والعمل والخ ، ولكن لنتمعن وبهدوء أليس الأولى لنا أن نطالب بتحرير الرجل ومساعدته لفك هذا الكم المتوارث من عبوديته ونظرته الدونية لمن تشاركه هموم حياته ساعة بساعة ولحظة بلحظة ، المرأة ليست حرة اتجاه نفسها وغير محكومة بأهوائها ونزواتها في الغالب، ولكن معظم الرجال، وقسم منهم يقفون الى جانب المرأة في الدعوة لتحريرها وانطلاقها في ممارسة حياتها، ولكنهم ما زالوا رهينين لنزواتهم ورغباتهم التي تتحكم فيهم وقد تدفعهم الى الإنتقاء وتغيير الزوجة أو الحبيبة، وخاصة في عالمنا الشرقي ، كيف نطالب بحرية المرأة ، والرجل مازال تحت عبودية قوته وجبروته وعلى مر قرون ، وإذا استوجب الأمر استخدم أسلحته للي عنق ضحيته من النساء سواء كانت أما أو اختا أو زوجة. ولذا تقع المرأة ضحية للعنف في كل الأحوال.
أليس من الأجدى تحرير الرجل ومعالجته من هذه الأوبئة المستشرية فيه، ومنحه منظارا آخر ينظر به للمرأة، آنذاك وأنذاك فقط تنال المرأة حريتها .
من أين ينبع الإرهاب ؟
الإرهاب كل عمل عدواني يستخدم كل أشكال العنف ضد الأبرياء وضد مؤسسات عامة . وبالرغم من عدم الإتفاق لحد اليوم على إيجاد صيغة للإرهاب الا أن العقل البشري والحس الإنساني غير عاجزين عن تحديد مفهوم الإرهاب وأشكاله وطرقه .
قد يسأل سائل هل الإرهاب وليد اليوم أو الساعة . أو ابتدأ منذ تفجير المركز التجاري في 11 سبتمبر ؟
الإرهاب له وجود تاريخي على وجه البسيطة وما عمليات الإغتيالات الا وجه بدائي من أوجه الإرهاب تطور ليتخذ شكلا أكثر دموية يغتال كل من يصادفه في طريقه. وهذا ما يجري الآن في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان وفي دول كثيرة من العالم ولكن تجلياته ، الأكثر قساوة ودموية ظهرت وبانت بعد احتلال بغداد، إذ اتخذ الإرهابيون مقاومة المحتل ذريعة لقتل أعدائهم من مكونات الشعب العراقي الذين ما إن شعروا بالخلاص من الديكتاتورية وبدأوا يحلمون بالديمقراطية حتى برزت أنياب أعداء الشعب كل ينهش بطريقته ،فالعصابات التي أطلقها النظام من سجونها وبقايا الجيش المنحل والحزبيين الموغليين بالدماء ومخربين من الدول المجاورة وأفاقيهم ومنفذي مصالحهم والإحتلال المرعوب والمرعوص من الحرية الحقيقية والديمقراطية الفعلية التي حلم وناضل الشعب العراقي سنين طوال لنيلها، اتفقوا على تدمير الشعب العراقي وتفريقه تحت مسميات شتى .
وأنا أتناول موضوع المرأة والإرهاب قرأت عدة مقالات في هذا الصدد وقد أسعدتني بعض المقالات ومنها مقالة لصحفية سعودية لم تذكر اسمها تبين دور كوادر تدريسية علمية في تغذية الإرهاب وتجميله بدلا من أن ينصرفن في تكريس العلم والمعرفة في عقول وأذهان وعواطف الأجيال الشابة ينحرف بهن الحديث الى وصف الأعمال الإرهابية بالجهاد والتفاخر بتلك الأعمال بما لا يختلف وموقف بعض أصحاب الفتاوي منه، تطابقت بعض وجهات النظر في دور المراة في تنمية وإشاعة الفكرالإرهابي ،وأنا هنا أطرح دور الإسرة والأم في خلق جو التسامح والإلفة عبر منهاج تربوي تحصن به أولادها منذ طفولتهم ولحين استقلالهم في إتخاذ المواقف الحاسمة في حياة الإنسان . لا ينشأ الإرهاب في فراغ ومن فراغ ، فلا بد أن تكون حواضنه كامنة في سلوك الأم والأب اليومي وحتى في سلوك بعض الأقرباء والأصدقاء فكلما سادت أجواء المحبة والتسامح والتحاور والتفاهم في حياة الإنسان كلما ساد السلام وإزدادت الطمأنينة ، ولا تقتصرالمهمة على الأسرة بل للمدارس دورها الأهم في توعية الناشئة وفرز القيم الإنسانية والوطنية وعزلها عما يدعيه وينشره الإرهابيون بين صفوف الشباب ، والواقع الإقتصادي المر الذي تحياه فئات كبيرة من المجتمعات العربية وعدم وجود خطط تنموية تستوعب طاقات الشباب جعلت طريق الأرهابيين ممهد الى بعض النفوس الضعيفة .
إن التعلم و الحرية الحقيقية والقوانين العادلة المساندة للمرأة والمدافعة عن حريتها وحقوقها هي الأساس واللبنة الأولى لنشوء مجتمع خال من التعسف ، لايكفي أن تسن قوانين تنصف المرأة وتمنحها حقوقها ولكن الأهم أن تُفعل هذه القوانين وتصبح من ثيمة الحياة المعاشة وجوهرها ، كم من أم جاهلة دفعت بولدها الى الهاوية .
إن موضوعة الإرهاب موضوع شائك ، وما هو الا إحدى تجليات تراجع منطقتنا عن مفهوم التحضر ودخولها في دوامة العنف الجماعي الذي فرضه تقهقر مجتمعاتنا للخلف وانسحاب الديمقراطية النسبية التي كانت تتمتع بها في منتصف القرن المنصرم . وإختلال واضطراب المفاهيم الدينية وتدخلها المباشر والقاسي في لب الحياة اليومية للمجتمعات ومحاولة هيمنتها ومسخها لكل المفاهيم الحضارية التي بُنيت عبر آلاف السنين في مجتمعات متمدنة وفرض الهيمنة عليها وارجاعها لحالة التصحر والجدب .
إن التاريخ مليء بنساء عظيمات بذلن أنفسهن في سبيل الإرتقاء بالبشرية وإحلال السلام والأمان والدفاع عن الطفولة والإرتقاء بها . ولكن لا يخلو التاريخ من نماذج سيئة لنساء قدن جرائم وليس أولهن ريا وسكينة ولا آخرهن كولدا مائير ، فعسى نساؤنا يكن بانيات سلام ومحبة ومحققات القول الشهير ولكن بمنطق أكثر تحضرا وراء كل مجتمع عظيم نساء عظيمات .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلٌ مسكون بالغربة
- ﮔُْوك الله المنتشر من الجنوب الى الشمال
- نحن والحرية
- عن أي شيءٍ أكتب
- أنا والغروب
- الكتاب والأنترنيت
- اليأس مرض عضال
- هل من الممكن أن نرى الخطأ ونسكت عنه ؟ !
- المرأة والديمقراطية والعلمانية
- دعوة لعقد مؤتمر وطني للمثقفين العراقيين
- يا أُمة أخجلت من جهلها الأُمم
- ُنريد أن نحيا / مع رسالة من بغداد
- قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 5 ) للشاعر/ علي جليل الوردي
- قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 4 )
- الى سلام الناصر
- قراءة في ديوان طلائع الفجر 3
- قراءة في ديوان طلائع الفجر ( 2)
- قراءة في ديوان طلائع الفجر
- رسالة أم
- گوگ الله المنتسر من الجنوب الى الشمال


المزيد.....




- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سميرة الوردي - حواء وآدم والإرهاب