أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - القضايا الدولية والأزياء السياسية














المزيد.....

القضايا الدولية والأزياء السياسية


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 650 - 2003 / 11 / 12 - 01:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تبدو العلاقات الدولية والتصرفات السياسية  لنا نحن العامة  مثل الأزياء تتغير بتغير الظروف وتغير الازمان، فقد تعودنا نحن البسطاء على ان هنالك مفاهيم لاتتغير في حجمها او طبيعتها،فلايوجد مثلا وقت مناسب للكرم ووقت غير مناسب، لذلك ترى الكريم كريما ملكت يده ام لم تملك، ولاتجد موقفا يستحق الجبن وآخر يستحق الشجاعة ،ولاتجد صدقا كبيرا وصدقا صغيرا فالصدق  صدق ، ولاتجد باطلا في الصباح يتحول الى حق عند المساء ، لكنك تجد الفرق بسهولة بين دموع الفرح ودموع الحزن، بين الهروب من العذاب والهروب للسياحة، بين النضال من اجل الناس والمباديء وبين النضال من اجل الجيوب والمناصب،  لاتغير إذن في الثابت والمتحول من المفاهيم والقيم الإنسانية المتعارف عليها، غير ان السياسة لاتعرف ذلك البتة ، فعدو الامس صديق اليوم وصديق اليوم ارهابي الغد وهكذا، غير ان من اللافت في هذا السياق هو التغير الحاصل في الاستجابة للأحداث والأفعال والرأي العام ، فالذي نعرفه ان الرأي العام في البلدان الغربية عادة ما يؤثر على القرارات السياسية، ولذلك تنشط  مؤسسات المجتمع المدني بهذا الاتجاه ،ونلحظ ان سلامة امن المواطن غالية عندهم ، والحفاظ على ارواح الناس لديهم لا يعادله الا الحفاظ على كرسي الحكم في اولويات القادة  الميامين  العرب حفظهم الله جملة وتفصيلا. فكان اذا خرجت مظاهرات في لندن او واشنطن ارتبكت الحكومات وغيرت اتجاهها واذا ما انفجر برميل نفط في سفارة ، اوقفت الدولة العمل في سفارتها  وبحثت اسباب ذلك والكيفية التي تضمن تجاوزه وعدم وقوعه ثانية. واذا دخلت الحكومة حربا فاشلة استقالت برمتها،واعتذرت لشعبها،لكن ذلك اختلف كثيرا الآن بل تناقض مع ماكان عليه الامر تناقضا، فاذا احرق شخص نفسه اعتراضا على اجراء ، اصرت الحكومة على هذا الاجراء، واذا تظاهرت الجموع الغفيرة ضد الحرب اصرت الحكومة على شنها،واذا فجرت سفارة او اعتدي على المدنيين بهدف الابتزاز السياسي او لايضاح قضية ما، استخف السياسيون بذلك واصروا على الاسباب التي ادت اليه، بحيث وصل الامر الى ان العمليات الاستشهادية التي يقوم بها فدائيون لاثبات حقوقهم ، تعود عليهم بالعناد والاصرار والمزيد من الاحتلال وسفك الدماء، حتى تحول  تفجير الجسد الغالي العزيز  و"الجود بالنفس اسمى غاية الجود"ِ الى سلاح عاطل مثله مثل "المكوار" الذي اخاف الانكليز ايام الاحتلال وشردهم من العراق. فما الذي يعنيه هذا التغير ومالذي ينشده ، هل يعني ان تستكين الشعوب تماما لما يطلب منها وتعتمد على العدالة السماوية فقط دون تدخل  ، ام يعني افساح المجال اكثر للعمل السياسي والدبلوماسي من اجل حل القضايا المستعصية العالقة. هل بدأت مرحلة العنف بالتصاعد حتى انهاء الحياة برمتهاعلى وجه الارض، تدمير البلدان مع كل تفجير ، والزحف على الشرق والغرب مع كل عملية انتحارية، يقابلها اصرار من الميلشيات والتجمعات تحت أسماء وذرائع وعقائد وتفسيرات لاحصر لها ،على قتل الناس الابرياء  الذي يدفعون  تبعات حماقة  جميع الاطراف.  وكأن هذه المجموعات المرعبة تعمل لصالح اعداء الشعوب كلما احرجت وجفّت موارد تبريراتهم خرج هؤلاء بمجزرة تعيد لهم ماء الوجه ولغة الدوافع التي تبقي سيوفهم على رقاب سكان الارض اينما حلوا.
هكذا إذن تغير السياسة أزياءها في الوقت الذي نصر فيه على التعامل معها عارية باسلحة قديمة، نحاول تجويعها وحصارها وتشريدها  فنكتشف اننا دون قصد   نضخ لها الحياة ونغذيها.



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكون الصدفة مؤسسة سياسية
- الطاريء والدائم في قضية حقوق الانسان
- لمن انت قربان ايها العراقي؟
- مخاوف على العراق الجميل
- الشعراء والطغيان
- ليس كل من رفض الاحتلال على حق.
- أغرب تحقيق مع متهم في التاريخ
- الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية
- عبد الوهاب البياتي ذات شتاء
- الدعوة الى إهانة الرئاسة في العراق
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- منظمة صراحة بلا حدود
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - القضايا الدولية والأزياء السياسية