أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الصائح - إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد














المزيد.....

إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 05:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



  على وفق ثوابت عِلْمَي النفس و الاجتماع  فان كل ظاهرة سلوكية  مهما تعددت تأويلاتها لايمكن فصلها عن الدوافع والأنشطة الإنسانية والحاجات الأساسية المحيطة بها  والمنجز الذهني والروحي الذي ينتج عنها . ورغم كثرة النظريات التي أشارت إلى ظاهرة الاستبداد البشري في التاريخ والاستبداد في عالمنا العربي  أُهملت فكرة غاية في الاهمية هي (انتاج المسْتَبَد به للاستبداد) فالعقل التجريبي الاول الذي نظّر ببدائية مدهشة للكون وظواهره وانتج الأسطورة والخرافة لاحتواء ثقل أسئلته بازائها وانتج الطواطم التي عبدها واستجاب لأوهامها وطورها إلى آلهة اكثر شموليه وغموضا و خضع لصلاحياتها المفترضة ومطاليبها من تقديم القرابين وإنشاء منظومة من المحاذير لتجنب غضبها واستدراج رضاها,كان في ذات الفعل يؤسس للاستبداد دون أن يعي ذلك,فإنتاج هذه المنظومة من الولاءات والطاعة الصارمة والاستجابة إلى الوهم هي في حقيقتها إنتاج بوادر أولى للاستبداد ,المستبِد(مُنْتَج)( مُتَوَهَّم) -بفتح التاء والهاء في الكلمتين- والمستبَد به هو الإنسان الذي قادته فطرته و طفولته الأولى إلى حتفه بنفسه, على الرغم من ان سعيه هذا اكسب ما بعده من السلالات اجوبة ومنجزات شتى.ولعل المثير في الأمر ان هذا الإنتاج اختلف تمظهره فيما بعد من حضارة لأخرى، ففي الوقت الذي تمظهر لدى الاغريق الذين  يمثلون مرجعية الحضارة الأوربية الحالية عبر  أنظمة الإدارة والعلوم الطبيعية والأخرى رغم ما عاناه الفلاسفة اليونانيون منذ (سقراط) الفاصل الفخم بين نمطين من التفكير الفلسفي نمط التجريبيين الذين سبقوه والمثاليين الذين جاؤا بعده حتى آخر صروح المنجز الحداثي المعاصر, تمظهر لدى سكان وادي الرافدين عبر نمط الحكم وتحديدا ( الحاكم) ،انشغل الرافدينيون بالحاكم وصفاته وتركيبته وافترضوا أصولا غيبية له وحاروا بخلوده واعانوه على فنائه ورافقوه الى قبره واخترعوا قصصا وحكايات واساطير عن حياته في العالم الآخر-   بمعنى اخر ان فكرة المستبِد الذي هو (الاله) في الميثيولوجيا والصلاحيات الاولى التي منحت له والطاعة التي اوليت لاوامره  تمظهرت فيما بعد في الحاكم  , فالحاكم الذي كان لديهم الهاً ثم ابن اله ثم نصفه بشر ونصفه اله ثم انتهى به المطاف  بشرا اعتياديا تقوده ظروف ما الى السلطة، مايزال يتمتع بصلاحيات الإله ذاتها   و يرث ذات الاستبداد وراثة, وما زال الناس يعيشون عمليا استبدادا شرسا كانوا قد أنتجوه في السحيق من الزمان,ولذلك فان الحاكم الشمولي المستبد هو مُنْتَج اثري يحكم بأمر الإله وبصلاحيات الرحمة المطلقة والعقاب الكاسح, وهو ذاته الذي ينشئ الناس منظومة من المحاذير لتجنب غضبه ومنظومة من الطاعة والولاء لاستدراج رضاه.
واعتقد أن بحثا مختصا في هذا الاتجاه يمكنه حسم الكثير بشان ظاهرة الحكم المتخلف الشمولي في بلداننا ،ويدعم السعي الشعبي الى العمل على  ( إنتـاج الحكم) لا( إنتاج الحاكم) لان الأول يوجِد تلقائيا حاكما بشرا معتدلا  منسجما مع طبيعة الحكم الذي تواطأ واجمع الناس على ملائمته لتنظيم شؤونهم, فيما يتجه البحث عن (حاكم) إلى ذات الخديعة الأولى في منح صلاحيات مطلقة في الحياة والدولة وشؤون العباد لرمز مسخ لايد فوق يده ولاحرية للحوار معه والتصدي لتجاوزاته.
 



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد الصائح - إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد