أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - حين تكون الصدفة مؤسسة سياسية














المزيد.....

حين تكون الصدفة مؤسسة سياسية


عبد الحميد الصائح

الحوار المتمدن-العدد: 645 - 2003 / 11 / 7 - 01:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كل عراقي مهما كان عمله  ودينه وعرقه ومذهبه لابد وان يحدثـك عن صدفة لولاها لهلك ،ولولاها لما انفتحت أمامه نوافذ الأمل وابواب الفرج، صدف في   الحياة  مع الحصول على جواز أو إجازة أو دراسة، صدف مع الانتماء مع السجن مع الخلاص  من التعذيب مع الخلاص من الحرب، الموت السفر الهجرة الزواج الطلاق الهروب من البلد التهريب اللجوء وغيرها الكثير مما لايحصى  حتى يستنتج المرء انه لو الصدف الكثيرة  لهلك هذا الشعب دون شك. ولو لم يكن لهذا الشعب ارث طويل من المودة والتراحم والترابط الأسري والأخلاقي والوفاء  والعمل والقناعة لتحول الى شعب مسخ في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي انهالت   عليه، فالحياة في هذا البلد كانت صدفة، الأمان صدفة،ا لوظيفة صدفة، العلاقات صدفه ، وعليه فان الصدف هي التي سيرت حياتنا وقادتنا الى ما لم نفكر به،  ففي مجتمع  يخضع لسلطة قمعية جبارة كالتي  حكمت العراق، لاتجد فيها من يصغي بهدوء او يحاكم بهدوء او يعاقب برحمة ،يتحول الاستبداد إلى عرف وطريقة ومنهج ، فالكل مستبدون وضحايا في  الوقت نفسه الا الديكتاتور الأعلى. فالوزير ضحية وهو جلاد  موظفيه وموظفوه ضحايا لكنهم جلادو مراجعيهم وكذلك الأب ضحية لكنه جلاد أسرته والرجل ضحية لكنه جلاد امرأته وهكذا يتم توارث الاستبداد ،  الكل يعوض عن ظلم نفسه بظلم الاخر حتى تضيق رئة البلاد ويختنق المجتمع بالأعراف والوصايا والعنف ، اختناقا لاتحل عقدته الا الصدفة والطاريء من العدالة او الغفلة، لامجال لحكمة أو ثقافة طليعية أو حق بالاجتهاد أو التمرد ، لغة السيف والدم هي السائدة ، الكل يطالب بالعدالة والإنصاف والمشاركة السياسية لحين تسلمه  المسؤولية، والكل يطالب باحترام الرأي ويعني رأيه وحده لاراي معارضيه ،  في وقت تقول الحكمة لا اعرف عدلك إلا حين أرى معارضيك ،ولا ألمس رحمتك الا حين أحس بحريتهم  تحت حكمك. الذي يحدث في العراق الان على جميع الصعد ليس سوى نمط من الهستيريا الاجتماعية والسياسية، هستريا لامنهج لها قد تودي بالبلاد إلى التهلكة والتقسيم والعنف طويل الامد،  حيث يضيع   الحق العراقي  مثلما يضيع الان الحق العربي والإسلامي وسط  دورة متصاعدة من الموت   تقلق البشرية، يخشى أن اعتمادنا سيستمر على الصدفة وحدها لانتشالنا منها.
الاسوأ من ذلك  ليس الاعتماد على الصدفة او الطالع لحل الأزمات  ونيل الفرص ،بل هو التأسيس  عليها والانصراف عما سواها من الحلول والجهود والمقترحات والسعي ، بحيث تتحول الصدفة في حياة العراقي الى مؤسسة سياسية واجتماعية لايمكن انتظار نتائج متسلسلة منطقية منها بقدر المراهنة النهائية على فاعليتها في تحديد مصائر شعوب وأنظمة وبلدان لا  الأفراد حسب، وحين تكون الصدفة أو الطالع أو الاتكال على المقسوم مفردات للعمل الإنساني والسياسي وأيضا الثقافي داخل المجتمع لهو دليل على عقم هذا المجتمع ويأسه و جفاف  بصيرته.
هذه المرة لن ينفع  الاتكال على الطالع او انتظار دوران الفلك السياسي الذي حول أمريكا من مصدر رضاعة لصدام الى عزرائيل ،وحول العراق من سوق خاص له ولابنائه الى سوق عام لكل من هب ودب.لان الصدفة  لاتاتي دائما حسب الأهواء والحاجات ، فهي ربتما تكون خيرا من ألف ميعاد  وقد تكون موعدا لقدر لارادة  له ولاشفيع، وعليه فالعقلية العراقية أمام امتحان نهائي لادرجات فيه اما التفوق والخروج من الإنفاق المظلمة التي تحيط به، أو الدخول فيها دخولا لارجعة عنه حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.   



#عبد_الحميد_الصائح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاريء والدائم في قضية حقوق الانسان
- لمن انت قربان ايها العراقي؟
- مخاوف على العراق الجميل
- الشعراء والطغيان
- ليس كل من رفض الاحتلال على حق.
- أغرب تحقيق مع متهم في التاريخ
- الفيل ا لكبير في الغرفة العراقية
- عبد الوهاب البياتي ذات شتاء
- الدعوة الى إهانة الرئاسة في العراق
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- منظمة صراحة بلا حدود
- إنتاج المسْتَبَدْ به للاستبداد
- لعبة الموت، والشعر والحرية - وقفة مع ديوان الشاعر الكردي دلا ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الحميد الصائح - حين تكون الصدفة مؤسسة سياسية