أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - من أمّ ثرثار إلى الرئيس بشار!















المزيد.....

من أمّ ثرثار إلى الرئيس بشار!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2104 - 2007 / 11 / 19 - 10:23
المحور: كتابات ساخرة
    


خربشة نور أسود ورمادي, لملايين تغني سورية بلادي!
(عينة من بريد القصر, التواصل مستمر من ـ وإلى القائد حتى النصر.)

أبعث رسالتي هذه وأنا مليئة بشعورٍ كبيرٍ وإحساسٍ وتأثرٍ بالغ أكبر, لأنني سأخاطبكم بكل محبة وصراحة, وهي المرة الأولى التي أتحدث فيها إلى رئيس.
لقد تخطيت الآن السابعة والسبعون من عمري, وان شاء الله يكون عمرك أطول من عمري ـ يا عمري ـ, (يعني أني عمري سبعتين, وانشاء الله عمرك يكون تسعتين وسبعة). وأنت بتعرف محبة ومكانة السبعات والتسعات بالبلد.

أكتب رسالتي هذه لك لأنني أعلم أنك شاب فهمان ومن خيرة شباب جيلك ـ واسمح لي أن أخاطبك بدون تكلّف ورسميات, لأنك أصغر من المرحوم إبني وأني بمثابة أمّك ـ وبصراحة شيء مليح لو بآخر حياتي صير مثل والدتك ولو حتى سبعة أيام!
بالمختصر المفيد يا إبني بشار, أسرتنا هيّ نموذج صغير عن الضيعة. إبني الكبير مات بالصدفة ـ طول العمر إلكن ـ, كان ماشي بالصدفة في زقاق صغير (بالمدينة) بحماة, وبالصدفة صابته رصاصة طايشة خلبية أيام المرحوم والدك.
والولد الثاني بعد ما سافر وجاب قرشين وتزوج بنت من أحلى بنات حي البلوط القريب من الزلابية, وبعد زواجه بسبع شهور راح على الجيش وفرزوه بالصدفة على بلد أجنبي فيه عداوة معه, وبالصدفة فلتت كم طلقة دبابة خلبية على حي كل سكانه عايشين على أكل التمر والزعتر وشرب الشيح والزعيتر, المهم صابته خرطوشة طايشة طوّشت رأسه, لكن الحمد لله ما كانت قاتلة وبعد 34 يوم طلع من المستشفى وقاعد بالبيت لا شغلي ولا عملي, لكن المهم عايش ـ إذا هذي منسميها عيشي ـ!
بنتي الصغيرة بعد ما خلّصت الجامعة ـ وكانت سوّت دورة شبيبة ـ تزوجت من شاب من الضيعة ـ شاب كويس وابن حلال, لكن لسانه طويل وما بهدّي البال, ومن سبع سنين من يوم ما شفنا وجهك, ما شفنا وجهه ولا سمعنا صوته!
الأولاد الصغار ـ صغار بالنسبة إلي ـ صاروا كبار يشتغلوا يوم ويقعدوا سبعة, ودايماً رايحين جايين على ابواب السفارات على أمل يدبروا شي فيزا على شي بلد.

مثل ما شايف الوضع نص على نص, مستورة والحمد لله عايشين, وأني بهالعمر ما عاد عندي مكان روح عليه غير الصيدلية, والمشكلة مش بس بثمن الدواء لكن لازم أخذ الدواء بعد الأكل ـ استحيت قلّوا للطبيب إنو نحن ماكلينها من زمان ـ وبصراحة أكلاتنا خفاف شوية, على كل حال الحمد لله مستورة.
عندنا بالبيت تلفزيون ملون ودايماً منشوفك مثل القمر البدر الله يطوّل عمرك ويرحم الوالد, ـ الله يلعن ابليس انسيت إسألك عن صحة الوالدة, انشاء الله بخير وما ناقصها شي ـ وبدّي قول لك إبني بشار, انتبه على صحتك وصحة الصغار وما تبخلوا عليهم بالفواكه واللحم. وانشاء الله أختك بشرى تكون مبسوطة ومرتاحة مع جوزها ـ بيقولوا إنو جوزها قاسي ـ الله يعينها على صهركن آصف, "ولاّ إسمه قاصف وإنتو أولاد المدن هيك بتقولوا آصف".
بصراحة أخوك ماهر بيرفع الرأس ويفتح العين ـ الله يحميه من أولاد الحرام والحسّاد ـ, أولاد أخوالك قبضايات والله طعماهن وهن بيستاهلوا, رامي والشباب "أولاد شبعاني من حليب إمها" ـ يعزّ البز اللي رضعهن والظهر اللي جابهن والبطن اللي حملهن, والحركة اللي باركتهن, ومثل ما يقولوا بالحركة بركة, والنتيجة واضحة الله يديم حركتكن والله يزيدها بركة.
الله يعين الشباب فاروق والمعلم ـ طبعاً كل المعلمين يوصلوا لعند إيدك ويقفوا ـ وكمان شو أخبار الصبايا بثينة ونجاح وصباح, وما تقول إني نسيت القبضاي الجديد جورج وسوف ـ بحاجي لدورة شبيبة وبيصير مثل الفحل ـ.

اللي بحب أطلبوا منك وما تنساه, سلّم لي كثير على ولدنا الدردري, والحقيقة إني ما برفض كون والدته بالتربية حتى أزربوا بالحوش بدون صوبيا وبدون مازوت.
سمعت عند الجيران ـ ما عاد عيوني بيساعدوني كثير ـ سمعت مكتوب بجريدة البعث إنو وزير العدل رجع يطبّق عقوبة الإعدام بعد ما وقفوها شوية!
يا إبني بشار شو الفرق بين تطبيقها وبين حياتنا, مثل بعضها!
أني بهالعمر الكبير(77 سنة) تعلمت إنو إذا بدأ ينزل مستوى المعيشة, بيبقى ينزل حتى أربعين سنة, يعني باقي 3 سنين الله بعين!
الله يرحم والدك لو عاش وشاف مكاتب استيراد البنات, شيء بفرّح القلب, بسوّي إبن 77 يصير إبن 34 بعز الشباب, ومن شان هيك الوزير المعلم ـ وهو معلم أصلي ـ ذاق طعمة البنات, وهو صاحب ذوق ومذوق.
"لو بقدر كون حاجب وآذن وقهوجي بهيك مكتب" بيقول جوزي, قلتلو: كل الزلم مثل بعضها, "من البوابة ولبرا نفسو خضرا!"
ذكر البنات جاب على بالي اللحم, وسمعت في شوية صعوبة بتأمين مستلزمات السوق الداخلي, لا تشغل بالك لا باللحم ولا بالعظم, نحن بالنسبة إلنا مثل بعضها, إذا كان موجود أو مو موجود ما منشتري لحم, سبحان الله ما عاد إلو نكهة وطعمي, نحن أهل بيتنا وضيعتنا ما بيحبوه.

بشار إبني, حبيبي, صارت امراضي كثيري اليوم, وإنت بتعرف يمكن شو معنى الضمان الصحي المجاني, إنت بتعرف مليح كطبيب قديش تطور علم الطب, وقت كنت صبية قبل الزواج كان لازم إتزلط إذا بدو الطبيب يفحص عيني, اليوم صار بيكفي إذا بتقول للطبيب آخ ـ صار بيعرف شو مرضي وما بدها تزليط.
عيوني ما عادوا مثل الأول, وإنت بتعرف أكثر من الكل بمرض العيون. قال لازم آكل سمن عربي, عندنا بالضيعة في واحد ببيع سمن عربي مهرّب من أميركا, كل توفير الشهر الماضي ما كان يكفيّ ثمن لحسة سمن عربي, ويمكن معرفته بالعرب مثل معرفتي بمونيكا لوينسكي.

كنت قبل يومين بالدكان ـ سوبر ماركت ـ "شو رأيك أني بحكي فرنجي!", المهم بدل ما حط ربطة الخبز بسلة المشتريات ما انتبهت وحطيتها بكيس النايلون اللي كان معي, وما شفت ولا انتبهت للبياعة كانت واقفة وراي. كانت الغرامة 777 ليرة, لكنهن طلعوا أولاد حلال وقسّطوها كل شهر 97 ليرة, لأنهن عرفوا إنّا عامنقوم بالتحضير للاحتفال بعيد الاستقلال الحلال في تشرين الكبير.

ونحن بالضيعة احتفلنا بالحركة التصحيحية المباركة ـ كنت فكّر "مباركة" قرابة رئيس مصر مبارك, وبعدين شرحوها وقالوا معناها الخير والبحبوحة, وتذكرت سنة الحركة المباركة كان في خير كثير, الغنم خلّف خرفان مرتين, يعني النعجة اللي كانت تخلّف خروف واحد بالسنة, بسنة الحركة التصحيحية خلّفت خروفين, وسنتها شبعنا من الشنيني والزبدة والكثى, والكل بيتذكر كل حيطان الضيعة كانت مليانة طبابيع جلّي, بحبوحة وخير على وجه الرئيس والدك المرحوم.
ونحن سوينا السنة مرشّم ولزقيات بالدبس(أرخص من السكر), وحتى إلّلي كان زعلان على المرحوم وكان يحكي عليه كلام مش كلام مضافات وبعد زعل 37 سنة الله فتّح عيونوا وهداه على طريق الحركة والبركة, وفاضت الحكمة وسالت بين أصابعو ورقصت على كلماتو الصادقة ونوره الشعشعاني اللي سوّينا منو لفاّت وقنابيز وشناتين للسترة!

يا إبني يا عيني, نحن مصروفنا محدود كثير, ملبوسنا من البالي, شامبو للشعر ما في حاجي نشتريه, بعد ما سمعنا عن اسعار المازوت والمتي, من عصبيتي شدّيت كل شعرة لوحدها من الشعرات الباقين براسي. معجون اسنان ما منستعملوا من سبع سنين لأنو بتعرف بدون ما نحكي ونفصّل..,
عرضوا عليّ معجون كريم لتطرية الجلد وإزالة التجاعيد, قلت لهن تجاعيد وجهي ما عاد مدحلة الزفت بتسويها مليح.
قال الطبيب لازم آخذ دواء مقوّي للجسم ـ كل يوم سبع نقط ولازم نقطّها بكاسة عصير ـ سامع! عصير.. ما بيعرف هالفهمان عندنا بالضيعة ما في غير عصير "المقابي" ـ حيشاكم الله ـ رديت عليه وقلتلو "نحن السكر ما عاد موجود عندنا إلاّ بالدم, ولساننا ما منستخدمه إلاّ للهتافات", بلا عصير ولا مصير, مثل ما كانوا جدودنا عايشين عالحصير!

بدّي إسألك إبني, صحيح تغيرت تسعيرة التلفون؟ الحكي بالضيعة إنو ثمن المكالمة ـ ما بقول مخابرة, أحسن ما يفكرو إنو عامنحكي عالمخابرات ـ المهم ثمن المكالمة على لبنان يمكن تكون بعشر سنين سجن أو أكثر من شركة اولاد المير؟, والمكالمة بدون حكي بخمس سنين؟! والله شركة أولاد خالك أرخص وما طمّاعين, من شان هيك الله طعماهن وعطاهن!
وسمعت بدهن يعدلوا قانون الطوارئ, والزلمي اللي عمره فوق 97 سنة يعفوه من جرائم الاغتصاب الجنسية وما في جرائم شرف ولا قرف, عمك ابو عوض ـ يعني جوزي ـ باقي لو سنتين, لو ترفعوا السن شوية كمان (بصراحة الغيرة قاتلتني بكره يمضيها من ورا فستان لورا تنوره وأقعد أني ربيّ اولاد الناس).

وكان جواب السيد الدكتور الرئيس بشار الأسد:
قمنا بتحويل رسالتك إلى الجهات المعنية لعمل اللازم, أما بالنسبة للجانب الصحي فأقول للسيدة المذكورة:
"يمكن تدارك وعلاج كل الأمراض التي ذكرتيها بالسكتة القلبية", مع تمنيات مكتب عيلة الرئيس بالشفاء!




#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من درزي بلا عقل إلى شيخ كلّه عقل!
- نظّفوا الزجاج قبل كسره!
- من الهلال الخصيب إلى الهلال الكئيب!
- الأكراد بين شرعية الحدود والوجود!
- ضبابٌ سوريٌ في يومٍ مشمس!
- دمشق تنتقل إلى برلين!
- سورية- معارضات بلا حوار في دولة بشار
- رابعة العدوية والعشق الإلهي السوري
- حزيران بين الصُوَر
- سبع وسبعة ودبيكة و-كمشة- تسعات
- تليفون الإستفتاء
- قبل الإستفتاء
- الديكتاتور والديكتاتورية قديماً وحديثاً
- انتخابات ديمقراطية في سورية الأبية
- أريد أن أكون وزيراً
- وجهتي نظر لقضية واحدة-لباس المرأة
- بيعة وبيّاعين في سوق البعثيين
- السارق والسرقة
- حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا
- نفاق الرفاق ديالكتيك العبد والقبضاي


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - من أمّ ثرثار إلى الرئيس بشار!