أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيد رصاص - مفارقات تركية














المزيد.....

مفارقات تركية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


يجد رجب طيب أردوغان نفسه في موقع لايوجد فيه الإسلاميون العرب الآن من حيث العلاقة مع الغربين الأميركي والأوروبي،فيما يقع حكام تركيا التقليديون،أي الأتاتوركيون العلمانيون في الجيش والأحزاب والإدارة،في مكان هو مختلف حالياً عن مكان معظم الحكام العرب في خريطة العلاقات الدولية.
بدأ هذا المشهد المفارق،على صعيد العالم الإسلامي،منذ اليوم الأول من شهر آذار2003،عندما أجرى البرلمان التركي تصويتاً على اقتراح قدمته حكومة(حزب العدالة والتنمية)للسماح للجيش الأميركي باستخدام الحدود التركية لفتح جبهة شمالية قبيل ثلاثة أسابيع من عملية غزو العراق،حيث تمرد أكثر من نصف أعضاء كتلة الحزب على زعيمهم أردوغان وضموا أصواتهم إلى برلمانيي (حزب الشعب الجمهوري)الأتاتوركي،المدعوم من المؤسسة العسكرية،ليشكلوا أكثرية رفضت الإقتراح.
منذ ذلك الحين،كان السيد أردوغان،في مواضيع(قبرص)و(الجماعة الأوروبية)و(العراق)و(الأكراد)و(اصلاح الداخل التركي)،أقرب إلى واشنطن والأوروبيين من الأتاتوركيين المدنيين والعسكريين،الذين يجدون أنفسهم الآن أقرب إلى مواقع الرئيس الروسي في المواضيع الدولية والنظرة للغرب،بعد أن كانوا من أشد المتحمسين الأتراك للتحالف مع الغرب ضد موسكو في فترة الحرب الباردة.
يمكن تفسير هذه المفارقات التركية جزئياً بتبدلات عالم مابعد الحرب الباردة،أوبالتناقضات التي وجدت أغلب الدول الإقليمية نفسها فيها مع واشنطن بعد أن أتت الأخيرة بقواتها إلى قلب منطقة الشرق الأوسط- أي بغداد - وأصبح لها نظرة أخرى للمنطقة ولأدوار دولها الإقليمية،لنجد في هذا المجال تناقض نظرة الأتاتوركيين إلى دور أنقرة مع النظرة الموجودة في واشنطن،إضافة للصدام غير المعلن بينهما- ولكن الواضح – في الموضوعين القبرصي والكردي.
حيث يجب البحث في هذا المجال ، لتفسير هذه المفارقات التركية،عن الجذور الإجتماعية التي تدفع حزباً،مثل(العدالة والتنمية)،نحو هذا الموقع ليقدم نظرات مختلفة،غير تقليدية تركياً وأيضاً على صعيد الإسلاميين،إلى الداخل التركي وللمحيط الإقليمي وللعالم: عبَرحزب السيد أردوغان عن مصالح فئتي رجال الأعمال والصناعيين اللتان اغتنتا ونشأتا مع الطفرة الاقتصادية التي قادها رئيس الوزراء(ثم رئيس الجمهورية)تورغوت أوزال بين عامي1987و1993،وعن الطبقة الوسطى التي نمت كثيراً في المدن الوسطى و الصغرى- وخاصة في منطقة الأناضول - منذ تلك الطفرة،وقد أتت تلك الفئتين ومعظم الطبقة الوسطى الجديدة من أوساط متدينة تقليدية،بخلاف البرجوازية التركية القديمة في مدن استانبول وإزمير وأنقرة التي وجدت نفسها منذ العشرينيات في حالة تطابق مع نزعة الأَوربة الأتاتوركية العلمانية .
هؤلاء يجدون مصالحهم الآن في الدخول للإتحاد الأوروبي والإلتزام بمعاييره تركياً،ويرون أنفسهم في حالة تقارب مع النظرة الأميركية للإقليم والعالم ويرون مصلحة في الإنسجام معها،وهم يجمعون عبر ذلك بين (اسلامية معتدلة)وبين نزعات للإنفتاح على(الغرب)وللإندماج في (العولمة)،تقتصر على مجالات الإقتصاد والتقنية والعلوم،من دون أن يصل هذا إلى نزعات ايديولوجية غربية أوأنماط العيش والزي الغربيين،كالتي كانت عند الأتاتوركيين.
قاد هذا لأن يشكِل (حزب العدالة والتنمية)تمرداً على مواقع البرجوازية القديمة المتمركزة في المدن الثلاث الكبرى،التي كانت أتاتوركية الهوى ونمط الحياة- ومازالت -،لصالح المدن الصغرى والوسطى،في الأناضول وسواحل البحر الأسود،ليترافق معه الصدام- إضافة لمواضيع الإصطدام في القضايا الإقليمية والدولية وفي موضوع أكراد تركيا - في مسائل(الحجاب)والممنوعات الأتاتوركية المتعددة المفروضة على المجتمع التركي منذ العشرينيات.كما قاد ذلك حزب أردوغان نحو تشكيل قاعدة قوة كبيرة في الوسط الكردي الاجتماعي،لتقفزأصواته هناك من 30 % في انتخابات عام2002إلى 50 % من المقترعين الأكراد في انتخابات تموز الماضي.
هل حذر وتردد رئيس الوزراء التركي من اجتياح شمال العراق هما ناتجان عن حسابات بأن اجتماع تصلب وتصعيد حزب العمال الكردستاني مع لهفة الأتاتوركيين،في المؤسسة العسكرية وفي الأحزاب،لضرب الأكراد،ستؤدي – إن حصل ذلك- إلى تقويض المشهد التركي الجديد لصالح الأتاتوركيين والأوجلانيين،وإلى نسف الجسور المقامة من قبل أردوغان مع الأميركان والأوروبيين؟..................
================================================




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاولات الأميركية لإضعاف دول الجوار العراقي
- هل كان لدى واشنطن نموذج-ياباني-ألماني-للعراق؟
- هل تريد اسرائيل تسوية الصراع العربي الاسرائيلي؟
- روسيا في عالم مابعد الحرب الباردة
- الصراع الإيراني - الأميركي
- التناولات العربية الراهنة للعلمانية
- انزياحات أميركية جديدة
- النزعة الإستبدالية
- بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري
- إرث الديكتاتور أم إرث البنية الإجتماعية؟
- الا ضطراب الباكستاني
- تداعي ممانعات الدول الكبرى أمام القطب الواحد
- قضايا أمام الفكر السياسي العربي
- كانط:تأسيس نظرة فلسفية جديدة لعلاقة الذات والموضوع-
- هل العرب والمسلمون مستهدفون؟
- تركيا:لاتلازم العلمانية والديموقراطية
- فشل عملية(فلسطنة)الصراع
- علم الكلام:مشكلة التوسط بينالمتعاليوالعالم المحسوس
- من بغداد2003إلى طهران2007
- تراجع(الأصولية)أمام(الجهادية)و(السلفية الجهادية)-


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سيد رصاص - مفارقات تركية