أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري















المزيد.....

بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أتى نشوء التيار الليبرالي السوري الجديد(بعد أن ماتت الليبرالية القديمة مع صعود حزب البعث للسلطة في عام1963)أساساً من عملية تحول ماركسيين إلى الليبرالية في الفترة الفاصلة بين عامي2003و2005،ولم يكن هذا التحول خلاصة ايديولوجية-سياسية معبرة عن قوى اجتماعية تتجه هذا الإتجاه،وخاصة بعد أن ظل التجار ورجال الأعمال والصناعيين في مركب السلطة،محوِلين حالة الصناعي المعارض رياض سيف إلى ظاهرة فردية،والتي استقبلها الكثير من المتلبرين الجدد(ماعدا الأستاذ رياض الترك)بالعدائية في عام2001 لماكانوا مازالوا محتفظين بيساريتهم وطروحاتهم السابقة.
كان التحول نحو الليبرالية،عند متحزبين ومثقفين وناشطين في الشأن العام،تعبيراً عن حالة فراغ ايديولوجي،وجدوا فيه أنفسهم بعد سقوط الكتلة السوفياتية،ولم يكن ذلك مقتصراً على كثيرين أتوا من أحزاب شيوعية سورية كانت موالية للسوفييت،بل شمل متحزبين كثر في أحزاب كانت على تفارق مع موسكو،مثل الحزب الشيوعي-المكتب السياسي- وحزب العمل الشيوعي،إضافة إلى أحزاب قومية تمركست في الستينيات،مثل (حزب العمال الثوري العربي)الذي أسسه المرحوم ياسين الحافظ آنذاك.كما كان هذا التحول تعبيراً عن بحث عن أدوار في خريطة سياسية كانت في حالة إعادة تشكل بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد في يوم 10حزيران2000،أوعن سعي للإحتفاظ بالأدوار السابقة.
يلاحظ ترافق عملية بداية الإتجاه نحو الليبرالية عند هؤلاء مع توضح فشل مراهناتهم على"التيار الاصلاحي"ضد"التيار المحافظ"-الذي كانوا يضعون على رأسه نائب الرئيس عبد الحليم خدام-في العهد الجديد،وتزامنه مع التفارق الذي ظهر بين واشنطن ودمشق تجاه عملية غزو العراق في عام2003،وماترافق مع ذلك من بداية طرح الإدارة الأميركية لطروحات ديموقراطية- ليبرالية تزامنت مع تحرك الدبابة الأميركية الغازية "لإعادة صياغة المنطقة"،حتى وصل ذلك لذروته الايديولوجية مع(مشروع الشرق الأوسط الكبير)-13شباط2004-.
ربما كان ذلك مشهداً كلاسيكياً في(علم السياسة)،لما تحولت أحزاب ومسيسين ومثقفين وناشطين,مفتقدين للقوة الاجتماعية ويعيشون حالة فقدان دماء التواصل مع الجسم الاجتماعي،من المراهنة على(القوى الفوقية)في السلطة،بين عامي2000و2003،إلى المراهنة على( الخارج) في الفترة اللاحقة لسقوط بغداد،من دون الإتجاه عندهم-كماكان الوضع في السبعينيات-إلى بناء السياسة على العوامل الاجتماعية المحلية،خارج محيطي(السلطة)و(الخارج).
رغم ذلك،سيطر هؤلاء على المشهد السياسي السوري المعارض في المرحلتين المذكورتين(=2000-2003و2003-2006)،وربما كان ذلك طبيعياً في مجتمع"صامت عن السياسة"،حيث سادوا المعارضة في فترة إعادة تشكيل السلطة لنفسها ومانشأ عن ذلك من حيز للحراك المعارض،ثم استمروا في هيمنتهم المعنوية-الثقافية-السياسية على الأجواء المعارضة في الفترة التي دخلت فيها العلاقات السورية-الأميركية في حالة تصادم شديد ومارافق هذا عندهم من مراهنات على موجة مدٍ فكري عاشتها الليبرالية العربية الجديدة بالترافق مع حالة الهجومية الأميركية على المنطقة،كان يراد ترجمتها عندهم إلى السياسة،تماماً كماحصل عند الكثير من اليسار الماركسي منذ الخمسينيات حيال المد السوفياتي الذي كان حاملاً للأفكار الاشتراكية.
هنا،أتى"اعلان دمشق"-16تشرين أول2005-على خلفية مشهدية تميزت بوصول(أزمة ميليس)إلى ذروتها،ثم أتى"اعلان بيروت- دمشق"-12أيار2006-عبر صورة وجدت فيها الأطراف المهيمنة على"اعلان دمشق" نفسها في إطار اصطفافات اقليمية كانت تضعها في صف(نوري المالكي-14آذار-أبومازن)،وقد كانت المراهنات،في المحطتين المذكورتين وعبر كلام شفوي كان يقال من رموز وقادة معارضين,بأن مرحلة جديدة ستبدأ في دمشق على حساب السلطة القائمة،وبأن"عملية التغيير قد بدأت"وفق منطوق نص"اعلان دمشق".
وصل ذلك كله إلى(اللاشيء)،إذا لم يكن"اعلان دمشق"وماأعقبه،وفق قول أحدهم،عملية انتحارية عبر سيارة متفجرة لم تصب أحداً سوى السائق،ليُدمر عبر ذلك كامل البناء المعارض السوري الذي انطلق في عام 1976بأجنحته الثلاث:القومية،والماركسية،والاسلامية،حيث أصبح منذ العام الماضي حطاماً كأطر وبنى،وكذلك على الصعيد السياسي إثر دخوله في مراهنات اصطدمت بالحائط ،،وأيضاً على الصعيد المعنوي بعد أن فقدت المعارضة السورية"عذريتها الوطنية"عبر محطات(احتلال العراق)و(أحداث القامشلي)و(حرب12تموز).
يلاحظ ،في هذا الإطار،بأن مدَ الليبرالية السورية قد توقف محلياً خلال النصف الثاني من عام2006،وهو ماترافق مع بداية تعثر-إذا لم نقل وصوله إلى الفشل-المشروع الأميركي في العراق،وفي المنطقة مع نتائج حرب 12تموز التي كان يراد منها أميركياً تعديل الموازين في الحيز الجغرافي الممتد بين كابول وشرق المتوسط ،ليبدأ إثر ذلك الإعتراف،كتابةً والأكثر شفوياً،بأن"الرهان السياسي للإعلان قد أخفق.........-وبأن هذا-لايخفي أزمة أشمل للنشاط المعارض كما عبر عن نفسه خلال السنوات الستة أوالسبعة الماضية"(ياسين الحاج صالح:"المعارضة اديموقراطية السورية في أزمة"،موقع"الحوار المتمدن"،26كانون أول2006)حيث يصل إلى امساك دقيق بالوضع معتبراً بأن الأزمة"ليست أزمة نهج التغيير الذي بلوره"اعلان دمشق"فقط ،وإنما كذلك أزمة نهج الإصلاح الذي اتبع منذ عام2000".
منذ حرب 12 تموز برزت مظاهرمن الأزمة في"اعلان دمشق" حيث ظهر في الموقف من الحرب خندقان متقابلان فيه،الليبراليون والأكراد والإخوان المسلمين في وجه(حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي)و(حزب العمل الشيوعي)،وهو مااستمر بعد الحرب(إذا لم يكن قبلها مع ورقة"التوضيحات"الصادرة عن"الاعلان"في نهاية الشهر الأول من عام2006،التي اعتبرها"حزب الشعب الديموقراطي"خطوة للوراء)ليعيش"الاعلان"في عام2007 معارك بين الخندقين حول(الخط)و(الهيكلية)مع اقتراح تشكيل"مجلس وطني" للإعلان،ثم ظهر ذلك مؤخراً علناً وعبر بيانات متضادة بين(الاتحاد الاشتراكي)والأحزاب الكردية التي أصدرت باسم فرع "الإعلان"في محافظة الحسكة بياناً استنكرت فيه اسكان الدولة لأسر عربية في منطقة المالكية واعتبرته"زرعاً للفتنة".
إلاأن المظهر الأكبر للأزمة قد بان في"حزب الشعب الديموقراطي"،الذي شكَل بالسنتين الماضيتين العمود الفقري للتيار الليبرالي السوري الجديد،لما استقال الأمين الأول لهذا الحزب من منصبه ,مقراً بأن"التوفيق صعب مابين وجود زعيم للحزب اكتسب زعامته بجدارة وبنضاله،وانتخاب شخص آخر أميناً أول"(عبدالله هوشة:"لماذا الإستقالة؟"،موقع"الرأي"،11حزيران2007)،ومحتجاً على استمرار هيمنة الأستاذ رياض الترك على الحزب،ويائساً"من امكانية التغيير فيما بعد،مادام الأمين الأول التاريخي مصراً على أسلوبه في العمل"(نفس المصدر).
اجتمعت،هنا،الأزمة التنظيمية،التي عصفت بحزب-ومن ورائه تيار فكري سياسي بأكمله- لتصل إلى حدود الشلل الحركي،مع فشل المراهنات السياسية المعتمدة،ومع عدم فاعلية الخيارات الايديولوجية الجديدة التي أدت بزعماء هذا الحزب إلى تغيير الرداء من الماركسية إلى الليبرالية"لأن هناك رياحاً غربية ستقتلع الأنظمة،وعلينا أن نلاقيها باتجاه وبرنامج ملائمين"على حد تعبير الأستاذ الترك في جلسة حزبية بعد عودته من زيارة للغربين الأوروبي والأميركي في نهاية عام2003.
إلى أين سيقود كل ذلك على صعيد اللوحة السياسية السورية القادمة،وخاصة ضمن صفوف المعارضة؟...................



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرث الديكتاتور أم إرث البنية الإجتماعية؟
- الا ضطراب الباكستاني
- تداعي ممانعات الدول الكبرى أمام القطب الواحد
- قضايا أمام الفكر السياسي العربي
- كانط:تأسيس نظرة فلسفية جديدة لعلاقة الذات والموضوع-
- هل العرب والمسلمون مستهدفون؟
- تركيا:لاتلازم العلمانية والديموقراطية
- فشل عملية(فلسطنة)الصراع
- علم الكلام:مشكلة التوسط بينالمتعاليوالعالم المحسوس
- من بغداد2003إلى طهران2007
- تراجع(الأصولية)أمام(الجهادية)و(السلفية الجهادية)-
- تفجيرات الجزائر:هل انتهى عهد (السلم والمصالحة)؟
- المسار العربي الصعب - 23تموز1952-9نيسان2003
- هل يمكن تحييد دولة يعيش مجتمعها حالة من اللااندماج؟
- مفاهيم عربية متعددة حول السياسة
- عودة التعبيرات القديمة:ردَة للوراء أم شيء آخر؟
- استقطابات خارجية حول الصومال
- الشرق الأوسط:ديناميات - الدولي - و- الإقليمي
- هل منسوب الوطنية عند اليساريين العرب أقل من القوميين والاسلا ...
- رحيل ذلك الماركسي المختلف


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى نيكاراغوا لاتخاذ تدابير ضد تصد ...
- مناظرة حادة بين المرشحين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي وهذه أهم ...
- ملياردير أمريكي يكشف تفصيلا غريبا في تقديم المساعدة الأمريكي ...
- -بقاء رفات الأموات خارج القبور طعاما للحيوانات-.. الأوقاف في ...
- الأحلام قد تنذر بخطر الإصابة بالخرف وباركنسون قبل 15 عاما من ...
- حالة صحية نادرة للغاية تجعل المريض -سكرانا- دون كحول!
- نتنياهو يتعهد لبن غفير باقتحام رفح والأخير يوجه تهديدا مبطنا ...
- محكمة العدل الدولية ترفض دعوى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا بش ...
- نزع حجاب طالبة بجامعة أريزونا.. هل تتعمد الشرطة الأميركية إه ...
- العدل الدولية تقضي بعدم اختصاصها بفرض تدابير طارئة ضد ألماني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري