أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الصراع الإيراني - الأميركي














المزيد.....

الصراع الإيراني - الأميركي


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتسب دولة اقليمية،منذ وفاة عبد الناصر واضمحلال الدور المصري،ماكسبته ايران من نفوذ عقب سقوط العراق بيد الاحتلال الأميركي في عام2003:قوى محلية موالية في موقع الهيمنة(العراق)،أوالتأثير القوي(لبنان وفلسطين)،أوالقوة المرموقة التي لايمكن تجاهلها(حزب الوحدة الاسلامية في أفغانستان)،فيما كسبت،إضافة إلى موقع المؤثر الروحي- الفكري-السياسي الأقوى عند شيعة العالم الاسلامي،قوة معنوية عند كافة المسلمين بحكم كونها،بعد استقالة الآخرين،قد أصبحت جزءاً رئيسياً في عملية المواجهة،سواء بالوكالة أومباشرة،مع اسرائيل.
في هذا الصدد،يمكن للايرانيين القول بأن ماقاله كارل ماركس،عن ماقام به بسمارك من تحقيق للوحدة الألمانية في عام1871:"إنه يقوم بجزأ من عملنا"،ينطبق عليهم حيال المكاسب التي حصلُوها في المشهد الاقليمي الذي تولد عن الاحتلال الأميركي لكل من أفغانستان والعراق،وهو ماجعل التعاون الثنائي بينهما،الذي حصل في كابول2001وبغداد2003،لايتجاوز حدود شهر عسل قصير الأمد،بحكم أن المنطقة"لاتتحمل رأسان"لها.
يلفت النظر،هنا،أن المبادرة إلى الصدام قد أتت من جانب طهران في شهر آب من عام2005 مع استئناف برنامج التخصيب النووي الايراني بعد قليل من انتخاب أحمدي نجاد رئيساً،وليس من جانب الأميركان،وهو ماعبر عن اتجاه"القوة العظمى في الاقليم"،وفق تعبير الجنرال رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الايراني السابق،إلى الصدام مع(القطب الواحد للعالم)الذي أتى مباشرة للمنطقة ليصبح"قوة اقليمية"فيها،من أجل إما فرض اعترافه بالدور الاقليمي الرئيسي لطهران في المنطقة،عبر استغلال مكاسب ايران وموقعها ونفوذها وصعوبات واشنطن في العراق،أو لإستغلال تلك الصعوبات الأميركية لتحويلها إلى تعثرات وفشل شبيه بذلك الفيتنامي ما سيؤدي إلى نشوء" فراغ اقليمي"،وفق تعبير الرئيس نجاد،ستكون طهران من أكثر المؤهلين لملئه في المنطقة الممتدة بين أفغانستان ومنطقة شرق البحر المتوسط.
لم تكن (حرب12تموز)خارج هذا السياق،حيث كانت حرباً بالوكالة،عبر طرفيها،بين طهران وواشنطن،وقد عبر الإتجاه إلى تسعيرها وايصالها لحدود عليا،في أيامها الأولى،عن حسابات عند الأطراف بأن نتيجتها ستكون مؤثرة إما على تعديل وتغيير التوازن القائم المختل لصالح طهران اقليمياً ضد واشنطن أوأنها ستزيد هذا الإختلال،الشيء الذي حصل مع فشل اسرائيل في الحرب،لتتجه واشنطن نتيجة ذلك ،ومنذ زيارة الوزيرة رايس للمنطقة في خريف2006،إلى وضع استراتيجية أميركية جديدة للمنطقة،تحت عنوان"معتدلين ضد متطرفين"،قادت خلال عام كامل إلى خلق أجواء أصبحت ملبدة بنزر الحرب الأميركية- الإيرانية،عبر أزمة شبيهة بالتي جرت مع بغداد بين شهري أيلول2002وآذار2003،لايمكن عزل احياء واشنطن لأجواء(عملية التسوية)للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي عنها،ولاتغير موقف واشنطن التدريجي من القوى الشيعية الموجودة في"السلطة العراقية"لصالح تقارب أميركي من السنة لايقتصر على (الحزب الاسلامي العراقي)والقوى العشائرية وإنما يصل إلى تعاون مع بعض قوى المقاومة-="كتائب ثورة العشرين"-ضد"القاعدة"ومفاوضات مع قوى مقاومة-="الجيش الاسلامي"-تقول الصحف الغربية أنها لاتصطدم سوى بمطالبة الأخير بمعاملته عراقياً بمثل وضعية(جبهة التحرير الجزائرية)في مفاوضات إيفيان مع الفرنسيين.
هنا،أدت هذه الاستراتيجية الأميركية الجديدة إلى اصطفافات اقليمية في معسكرين واضحي المعالم تحت قيادة واشنطن وطهران،كماأدت إلى انقسامات محلية في العراق(ولوأنها لم تتبلور تماماً في صفي الشيعة والسنة،إلاأنها تتجه للفرز الواضح بين الموالين لواشنطن والموالين لطهران عند الشيعة،حيث لايمكن عزل أحداث كربلاء الأخيرة عن ذلك،فيما أصبح واضحاً الآن الفرز داخل السنة بين المعادين والمصادمين للأميركان وبين المراهنين على الاستفادة من المناخات الجديدة في واشنطن لأخذ مكاسب سنية على حساب الشيعة وهو مايشمل (جبهة التوافق)والقوى العشائرية وبعض قوى المقاومة التي صرحت، في بياناتها ،"أن هناك احتلالان"،وأن الخطر الايراني"أشد وأدهى"من الأميركي)وكذلك إلى انقسامات داخل لبنان وفلسطين في معسكرين محليين،لايمكن عزلها عن الصراع بين(الإقليمي)-=طهران-و(الدولي)-=واشنطن|على المنطقة.
قاد ذلك كله كلاً من واشنطن وطهران إلى حافة الحرب،حيث كانت طريقة تعامل الرئيس بوش مع(تقرير بيكر-هاملتون)-6 كانون أول2006- توحي بتفضيله استراتيجية المجابهة مع ايران،لتكون هنا مفاوضات واشنطن مع طهران ببغداد وشرم الشيخ بآذار ونيسان الماضيين لاتتجاوز ربما إطار"سد الذرائع" في عملية موجهة للقوى الأميركية المحلية أكثر من أي شيء آخرليقول الرئيس الأميركي بأنه استنفذ كافة السبل مع طهران،وهو مايلاحظ الآن عبر منحى واضح عند واشنطن باتجاه سياسة احتكاكية مع طهران ،لم تكن طريقة تعامل القوات الأميركية في العراق مع الوفود الايرانية سوى أحد عناوينها،فيما يثير الإنتباه الطريقة المتشددة التي تعطيها عملية تعامل واشنطن مع الوضعين اللبناني والفلسطيني،بمايتعلق ب(قوى8آذار)و(حركة حماس)،وهو مالايمكن عزله عن اللوحة الإقليمية الكلية.
السؤال الرئيسي هنا:لماذا يقود الرئيس الأميركي الأمور باتجاه واضح نحو الحرب مع ايران؟.................. :هل يعود هذا إلى حسابات بأن حل مأزقه في المنطقة،وفي القلب منه(ومنها)العراق،يتم عبر ضرب"الحلقة المركزية"في طهران،مايتيح له مجالاً لترتيب المنطقة بأكملها عبر مناخات جديدة تؤدي إلى كسر كافة الحلقات الأخرى،سواء كانت اقليمية فاعلة أوقوى محلية،في كافة بؤر المنطقة المشتعلة-=العراق-لبنان-فلسطين-أفغانستان-وربما باكستان المرشحة لأن تكون بؤرة مشتعلة أيضاً-وهو مايمكن أن يتيح له- ولمن سيخلفه في البيت الأبيض- المحاولة من جديد ل"إعادة صياغة المنطقة"،التي وضعتها الإدارة الأميركية استراتيجية لها عشية غزو العراق في عام2003؟.....................
===================================================



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناولات العربية الراهنة للعلمانية
- انزياحات أميركية جديدة
- النزعة الإستبدالية
- بداية التفكك في التيار الليبرالي السوري
- إرث الديكتاتور أم إرث البنية الإجتماعية؟
- الا ضطراب الباكستاني
- تداعي ممانعات الدول الكبرى أمام القطب الواحد
- قضايا أمام الفكر السياسي العربي
- كانط:تأسيس نظرة فلسفية جديدة لعلاقة الذات والموضوع-
- هل العرب والمسلمون مستهدفون؟
- تركيا:لاتلازم العلمانية والديموقراطية
- فشل عملية(فلسطنة)الصراع
- علم الكلام:مشكلة التوسط بينالمتعاليوالعالم المحسوس
- من بغداد2003إلى طهران2007
- تراجع(الأصولية)أمام(الجهادية)و(السلفية الجهادية)-
- تفجيرات الجزائر:هل انتهى عهد (السلم والمصالحة)؟
- المسار العربي الصعب - 23تموز1952-9نيسان2003
- هل يمكن تحييد دولة يعيش مجتمعها حالة من اللااندماج؟
- مفاهيم عربية متعددة حول السياسة
- عودة التعبيرات القديمة:ردَة للوراء أم شيء آخر؟


المزيد.....




- حقن العشرات بإبر غامضة خلال حفل موسيقي في فرنسا.. إليكم ما ق ...
- الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربا ...
- مذيع CNN يوجه انتقادات لاذعة لترامب وهجومه على تغطية الضربات ...
- بعد ثلاث سنوات على تشريعه... تايلاند تُعيد تجريم القنب وتربك ...
- عطلة نهاية أسبوع دامية بألمانيا: 15 حالة وفاة بالغرق في أسوأ ...
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون م ...
- مقتل 21 فلسطينيا على الأقل في غزة و3 آخرين برصاص الجيش الإسر ...
- محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزة
- شائعات جديدة عن -آيفون 17-
- زهران ممداني أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - الصراع الإيراني - الأميركي