أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل















المزيد.....

مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


الفكرة الجوهرية، أو الفكرة المحركة لمؤتمر الخريف:
أن منطقتنا، الشرق الأوسط، منطقة تتفاعل فيها رهانات واستراتيجيات إقليمية ودولية، تعبر عن ضخامة المصالح، وتعبر بالتالي عن حجم الخلافات، التي يمكن أن تؤدي إلى صدامات مسلحة ذات تأثيرات بعيدة المدى.
الولايات المتحدة الأمريكية، في حقبتها الإمبراطورية، موجودة في قلب هذه المصالح الكبرى، وأهمها النفط، مصادره، وطرق مواصلاته، وما يرتبط بالنفط من طموحات ومخاوف بأن تمتلك قوى إقليمية أسلحة ذات قدرة على التدمير الشامل, وأسلحة نووية, وان تنتقل هذه الأسلحة بسبب ثورة التكنولوجيا , وبسبب بعض التحالفات إلى العدو الغامض في تعريفه وتحديد هويته الذي اسمه الإرهاب الدولي

الولايات المتحدة وحلفاؤها:

تتحرك منذ سنوات على قطبين متوازيين
أولهما : استيعاب التهديد البالستى بإنشاء درع صاروخي في أوروبا الشرقية وإسرائيل , وبعض دول الشرق الأوسط , واسيا الوسطى , وتسعى إلى إشراك روسيا في هذا الدرع الصاروخي

المستوى الثاني : منع إيران من إمكانية الحصول على سلاح نووي , وبالتالي منع إمكانية تسرب هذا السلاح إلى أطراف أخرى خارج امكانيات الاستيعاب الامريكى حتى ألان , ومحاولات منع إيران من امتلاك السلاح النووي استخدمت فيها أدوات عديدة , من بينها المنظمة الدولية للطاقة النووية ,الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعقوبات المتصاعدة , المحادثات المباشرة وغير المباشرة التى تعرض فيها إغراءات كثيرة ثم التلويح بالقوة , والتمهيد باستخدام القوة

في هذه البانوراما الواسعة :

تعود القضية الفلسطينية إلى المقدمة بعد إن كانت قد تنحت قليلا في بداية ولاية الرئيس جورج دبليو بوش الذي التزمت إدارته في البداية بإستراتيجية شرق أوسطية قائمة على فكرة الفصل بين قضايا الإقليم , وهى نظرية تبناها المحافظون الجدد طيلة فترة الرئاسة الأولى تقريبا , وقد ثبت أن هذه النظرية بالإضافة إلى كونها خاطئة فهي مكلفة جدا .

إذا:
في التمهيد لإستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة, يعتمد الأمريكيون على حلفاء مهمين, عرب ومسلمين, لديهم رأى واضح بأن القضية الفلسطينية إذا بقيت هكذا دون حل ممكن, ومعقول, تحت سقف قرارات الشرعية الدولية, بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

بالنسبة لنا فلسطينيا :

الفكرة الجوهرية, الفكرة المحركة لهذا المؤتمر, فكرة جيده, ويجب استثمارها بالحد الأدنى, من خلال بلورة موقف عربي جاد وقوى, ومن خلال مشاركة عربية واسعة, ومن خلال إطار زمني محدد للوصول إلى الدولة يتم الاتفاق عليه وإعلانه كنتيجة لهذا المؤتمر

الملاحظات حتى ألان:

القيادة الفلسطينية نجحت إلى حد كبير في بلورة الموقف العربي , وزيادة حجم المشاركة العربية , وخاصة مشاركة سوريا ,والرئيس أبو مازن ضغط بكل مايملك لتحقيق هذه النقطة , كما نجحت القيادة الفلسطينية في إقناع الغالبية الكبيرة من الأطراف بالمحاذير التى ... , وهى مستمرة في الضغط من اجل الوصول إلى وثيقة الإطار عبر عمل اللجنة الفلسطينية الإسرائيلية , وعبر انتظام اللقاء بين الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلى

وعلى الجانب الامريكى والدولي :
هناك حذر وتحفظ في التصريحات , وكثافة في الاتصالات والحراك السياسي , وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس اصبحت ضيف دائما في المنطقة , وهناك حشد كبير لحضور المؤتمر , حوالي خمسة وثلاثين دولة وهيئة إقليمية ودولية , وهذا حضور يمثل العالم تقريبا

وكل هذه عوامل تصب في خانة النجاح لهذا المؤتمر , ونحن كفلسطينيين يجب أن نتفاءل , ونستعد ايجابيا , ونعرف كيف نستفيد إلى أقصى مدى , حين تكون قضيتنا الفلسطينية جزءا من استراتيجيات تتضمن هذا الحجم الكبير من المصالح الدولية , ولقد عانينا الكثير في المئه سنه الأخيرة , بسبب أن قضيتنا رغم عدالتها الفائقة ظلت خارج استراتيجيات القوى الدولية المؤثرة , ابتداء من توزيع أملاك الإمبراطورية العثمانية في مطلع القرن الماضي , ونتائج الحرب العالمية الثانية , والحرب الباردة , ثم تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية , في كل تلك المحطات الكبرى , بقيت قضيتنا تدفع الثمن , وخارج الحلف الكاسب والمنتصر , تتحمل فواجع الخسائر ولا تجنى اى شيء من الأرباح .
لدينا اليوم فرصة , مؤتمر دولي بمعنى الكلمة ينعقد تحت عنوان قضيتنا , تتبناه اكبر دولة بالعالم , والفكرة المحركة لهذا المؤتمر هي فكرة جوهرية وإيجابية جدا لصالحنا , وبالتالي فإن أية دعوة للمقاطعة هي دعوة عبثية , وقد تكون محاربة لمصالحنا تماما , فالغياب مهما كانت مبرراته هو لصالح الآخرين وضد مصالحنا بالمطلق ,
وواجبنا إعادة ترتيب الأوراق للحصول على اكبر قدر ممكن من الفائدة , ورغم أن معايير القوه تلعب الدور الحاسم في الاستراتيجيات الدولية , ولكن الكثير من الأطراف المحلية يمكن أن تحقق مكاسب هامة جدا من خلال دقة وحسم خياراتها , ولدينا أمثله عديدة , سواء نموذج الحركة الصهيونية في الحربين الأولى والثانية وبعد الحرب الباردة , او نماذج أرى مثل اليمن الذي حقق وحدته في عام 1990 م , والأكراد الذين زرعوا قاعدة كيانهم المستقلة رغم وجودهم بين أطراف أقوى منهم بما لايقاس , الاولويه الفلسطينية هي ولادة الكيان الفلسطيني , الدولة الفلسطينية , ولينا أن نرتب أوراقنا بأن نبقى هذا الطريق مفتوحا دون أن نغلقه بالحجارة المقدسة .
ولكن العوائق الموضوعية كثيرة , التى يمكن إذا تضافرت أن تشكل عوامل اتفاق وفشل لمؤتمر الخريف :
أولا : آليات الحراك الداخلي الاسرائيلى , وقدرة القوى السياسية في إسرائيل أن تحول الموضوع كله إلى جزء من لعبتها الداخلية , مثل فرط الإتلاف الحكومي القائم , او حتى اللجوء إلى أساليب خارج المألوف كما جرى اغتيال إسحاق رابين , او ...... المؤتمر لشن حرب جديدة في المنطقة , وهناك إشارات كثيرة , او اللعب أكثر في الساحة الداخلية الفلسطينية كما جرى مذ مطلع 2006 , وصولا إلى انقلاب الرابع عشر من حزيران هذا العام , وما ينتج عنه من انقسام سياسي وأدارى وانفصال جغرافي

ثانيا : التدخلات السلبية من بعض القوى الممسكة على نحو ما بالورقة الفلسطينية ولا تريد تحريرها , إيران ودعوتها إلى مقاطعة المؤتمر , ....... , وسوريا وما يسمى بالمؤتمر الشعبي ومحاولات إحداث انقسام أوسع في منظمة التحرر , ولا نعرف على وجه التحديد المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه القوى المناوئة التى إذا خسرت القضية الفلسطينية فقد تصبح ضعيفة وعارية تماما .

ثالثا : تداعيات الوضع الفلسطنى لشاذ القائم حاليا ,وإمكانيات تصعيد سلبيات هذا الوضع , فقد ينفجر الوضع في قطاع غزة أكثر , او يتم تفجير الأوضاع في الضفة , وفى هذه الحالة , قد يتخذ الوضع الفلسطيني الشاذ القائم حاليا كذريعة للعديد من الأطراف بعدم أهلية الشعب الفلسطيني لدوله مستقلة , وهذه فكرة قديمة موجودة في الأدراج , نائمة منذ بداية القرن الماضي , وتنهض بين وقت وأخر , فكرة الشعب الزائد الذي لامكان له بين النهر والبحر .

ولكن هذه العوامل السلبية :

تتوقف فاعليتها مع مدى جدية الولايات المتحدة من عدمه , فالجدية الأمريكية تلعب دورا حاسما في إضعاف هذه العوامل , وإخراجها من دائرة التأثير العضوي .

وفى النهاية :

إن نجاحا مهما على صعيد هذا المؤتمر يحتاج إلى درجة عالية من الوفاق الدولي , والمقايضات الدولية , ذلك انه من أصعب خصوصيات القضية الفلسطينية أنها تسمح بقدر كبير من تدخلات العديد من الأطراف الأخرى .



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الاشقر !
- الهروب من الأستحقاق !
- المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!
- العيد هو المصالحة
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - مؤتمر الخريف عوامل النجاح والفشل