أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!















المزيد.....

المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2075 - 2007 / 10 / 21 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ بدايات القرن الماضي، فتح قاسم أمين الأبواب على مصا ريعها لحوار وسجال واسع النطاق حول المرأة العربية، وحقوقها وحريتها، ودورها في حياة المجتمع، والمسؤوليات التي يمكن أن تتحملها، والمناصب العليا في الدولة التي يمكن أن تتقلدها!!! ورغم اتساع مساحات هذا السجال الذي انطلق منذ ما يقرب من مائة عام، إلا أن حجم الاتفاق ما زال ، والإنجازات ما زالت محدودة، بل إننا نفاجأ بين الفينة والأخرى، بأن هذا السجال حول المرأة، وحقوقها ، وحريتها، ودورها، يعود إلى نقطة الصفر، مثلما نرى ونسمع الآن عن جدل حامي الوطيس عن قيادة المرأة للسيارة،من جهة ومن جهة أخرى سجال حامي الوطيس أيضا عن حق المرأة في توليها لمنصب القضاء، او حقها في الولاية العامة، او حقوقها في الملكية الخاصة وإدارة هذه الملكية، وموضوعات الاختلاط، وحظوظها في الانتخابات، أو موقعها كشاهدة أمام القضاء، ومئات بل آلاف العناوين الأخرى التي تتعلق بالمرأة وحقوقها وأدوارها المطلوبة في مجتمعاتنا العربية.

ورغم تدفق الحياة الزاخر بالعطاء والتقدم، ورغم وجود المرأة موضوعيا في كل تفاصيل حياة المجتمعات العربية ونشاطها الإنساني والتربوي والإداري، ووجودها في كل مواقع الإنتاج الزراعي والصناعي والثقافي، وفي قطاعات الخدمات والإعلام والسياحة، وكل النشاطات والفعاليات الحزبية والسياسية، إلا أن السجال يستمر، والقواسم المشتركة لم تتبلور بعد، بل إننا في المجتمعات العربية نكصنا إلى الخلف في بعض المساحات مثل موضوع الاختلاط، حيث لم يكن الموضوع مطروحاً بهذه الحدة مثلاً عند إنشاء الجامعة المصرية في عام 1925 /م، بينما نجد اليوم العشرات من جامعاتنا العربية تحظر هذا الاختلاط حتى في مدرجات ومعامل الجامعات وتخصص أياماً معينة للطالبات غير تلك المخصصة للطلاب، وهذا مثال بسيط كيف أن السجال الدائر الذي يرتقي إلى طموحات كثيرة يعود ويتراجع حتى عن بعض الحقوق البسيطة.

ما هو السبب وراء ذلك كله؟؟؟
ولماذا هذا السجال المستمر لم يحسم بعد؟؟؟
ولماذا وجود المرأة في القوانين والنصوص أضيق منه في تدفق الواقع الموضوعي؟؟؟

بطبيعة الحال:
هناك أسباب كثيرة ومعقدة، والأبحاث على امتداد القرن الماضي وبدايات الألفية الثالثة ناقشت الكثير من هذه الأسباب، غير أن القوانين المنظمة لحياة المجتمع ظلت حذرة، وخائفة، عندما يصل الأمر إلى المرأة وحقوقها، ومسؤولياتها، والأدوار التي يمكن أن تلعبها في ظل المساواة التي تكفلها مفاهيم المواطنة!!! وأهم سبب وراء هذا الحذر الشديد، هو التباس العادات والتقاليد مع نصوص الشريعة الإسلامية في القرآن والسنة النبوية، إذاً غالبا ما تعامل العادات والتقاليد و المورثات القديمة كما لو أنها من نصوص الشريعة!!! وهذا بطبيعة الحال خطيئة كلرثية!!! والأخطر من ذلك أن نصوص الشريعة الإسلامية ممثلة بالنص القرآني والسنة النبوية التي تحتاج إلى جهد كبير ومخلص في تفسيرها وتأويلها بما يتطابق مع مقاصد الشريعة التي هي دائماً لصالح الإنسان، وسعادته، وخلافته في الأرض، فإن هذا التفسير حسم من البداية، في القرن الهجري الأول وما تلاه، وبعد الخلافة الراشدة مباشرة، لصالح النقل وليس العقل، ولصالح الإتباع وليس الابتداع، ولصالح التقليد وليس الاجتهاد!!! ومازال العلماء، ورجال القانون والباحثون، يقفون حائرين أمام أسئلة جديدة وصعبة تطرح عليهم نابعة من تطور الحياة الإنسانية نفسها!!! ونابعة من مفارقات حادة كشفت عنها الاكتشافات المذهلة في عالم الفضاء، والاتصالات، والطب، بل وحتى في أبحاث اللغة نفسها، والجيولوجيا، والأنثروبولوجيا، والآركيولوجيا، أسئلة صعبة، تحتاج إلى إجابات، ولكن هذه الإجابات لا تأتي أبداً، ورغم ثورة المعرفة التي وصلت من أعماق الأرض إلى عنان السماء، ومن الخلية في جسم الإنسان وتركيبها المعقد إلى الأنفاق السوداء في الفضاء الكوني " Black holes "، وكل مظاهر الثورة العلمية والمعرفية الكبرى، إلا أننا في مجتمعاتنا العربية ما نزال نميل إلى الأسهل، إلى وضع الحمل كله على أكتاف العلماء والمجتهدين وما تحصلوا عليه من معارف في القرن الثاني أو الثالث الهجري، قبل أكثر من ألف سنة، نخاف أن نتحمل المسؤولية، ونخاف أن نجيب عن الأسئلة، حتى لا نقع في المحظور، وحتى لا تتناوشنا ألسنة وسيوف وانتقادات وردات فعل مؤسسات مهيمنة على الصعيد الثقافي والديني على وجه التحديد، التي تشهر أسلحتها الحادة ابتداءً من التكفير وصولا إلى قضايا الحسبة وإلقاء القنابل المتفجرة.

وفي هذا الخضم المضطرب:
يحاول البعض أن يلجا إلى التبسيط حين نطرح قضايا المرأة، بل إن لبعض يسهل عليه القول بأن المتهم الأول هو المرأة نفسها في ما يحيق بها من ظلم في مجتمعاتنا العربية، وأبرز هذه الأشكال من التبسيط المخادع حينما يطلق البعض أسئلة خاطئة من أساسها مثل القول بأنه ما دامت المرأة فلماذا في الانتخابات لا تحصل على شيء برغم أن النسبة العالية من قوائم المنتخبين هي من النساء؟؟؟ لماذا لا تعطي المرأة صوتها للمرأة؟؟؟؟ وأمثلة من هذا النوع يطرحها أصحابها حول حرية الجسد، والاستقلال الاقتصادي، ونسبة التعليم، واستفادة المرأة من وضعها الحالي، ومقولات سطحية كثيرة من هذا النوع ، تتجاهل تراكم الماضي، وتتجاهل نسيج الثقافة السائد، وتتجاهل أن مؤسسات دينية كبرى تعمل ليل نهار وبإمكانيات ضخمة على إدماج العادات والتقاليد الموروثة، وكثير منها جاهلي ( بمعنى أنه موجود قبل الإسلام)، في صلب التفسير والتأويل الديني، لتصبح جزءاً من الشريعة نفسها وما هي من الشريعة السمجاء في شيء على الإطلاق!!!

وبطبيعة الحال:
فإن المجتمعات العربية تعاني في الإجمال من ظلم وقهر الأقوياء في هذا العالم، ويتمثل هذا الظلم و القهر على الأصعدة السياسية والاقتصادية وبالتالي ينعكس ذلك على قوة التأثير، والثقة بالنفس، فتتقوقع هذه المجتمعات العربية حول نفسها، وتعلو فيها الأصوات الداعية إلى الإنكفاء على الذات كنوع من الحماية من الآخر وتأثيراته الحاسمة!!! ومع أنه ثبت أن التقوقع والانكفاء على الذات هو أردأ أنواع الدفاع عن الذات الحضارية، ولكن هذا المنهج يحتاج إلى معادلات وآليات وتراكمات كثيرة، وإذا كان الرجل المسيطر في مجتمعاتنا العربية لم يستطع حتى الآن أن يتبلور ومفاهيم المواطنة ويجعلها هي السائدة والحاكمة في مجتمعاتنا، فيقع هو نفسه ضحية لتمييز العرق والدين واللون، فكيف تطلب منه أن ينهض إلى مستوى رفع المعاناة عن المرأة، والتخلص من عناصر التمييز ضدها؟؟؟
أمامنا مشوار طويل، ونحن النساء العربيات جزء عضوي من مجتمعاتنا، ويجب دائماً أن نتعمق في فهم تراكيب هذه المجتمعات، والإطاحة بنسيجها، والتفريق بعمق بين العادات والتقاليد ونصوص الشريعة الإسلامية السمجاء وأن نفطن باستمرار إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية هي دائماً في صالح الإنسان وحريته وسعادته سواء كان أم امرأة، أسود أو أبيض، مسلم أم مسيحي، عربي أم عجمي، قصير أم طويل، غني أم فقير، ذلك أن مقاصد الشريعة هي خير الإنسان.
واعتقد مخلصة أن المثابرة وتكريس الإنجازات ومراكمة طبقات الوعي هي التي ستكون حاسمة في نهاية المطاف.



وخارجا عن موضوع المقال فإن الذي استفز عقلي لكتابة هذا المقال هو طريقة الاحتجاج على عدم حضور الأخوات الكاتبات والشاعرات اللواتي أغلبهن لا يقمن في قطاع غزة، وأغلبهن يكتبن بأسماء مستعارة، وسأنقل طريقة الاحتجاج حرفياً من المقال الذي كتبه الأخوين/ عدنان العصار و() الأيوبي: "".؟ لكن المؤسف أن شاعراتنا اللواتي يجرؤن على البوح بالحب والكتابة عنه مازلن عاجزات عن ترجمة تلك الجرأة أو الدفاع عنها في الواقع وفي الميدان !! ".
وإذا كانت هذه طريقة الأخوة والزملاء المثقفين اللذين يهدفون من وراء احتجاجهم استحثاث الأخوات للمشاركة العملية لتكريس وجودهن، فكيف بعامة الشعب غير المثقفة والتي على العكس، تستفزها مشاركة المرأة العملية على جميع الأصعدة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطاع غزة وسيكلوجيا المكان الضيق !!
- عبقريه التنازل للوطن !!
- العيد هو المصالحة
- سنة الله وسنة البشر
- المواطنة كلمه السر للمجتمعات الافضل
- الحالة الفلسطينية ومأزق المثقفين ؟
- محاوله لتاويل التفاصيل !!
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المرأة العربية سجال كبير ونتائج قليلة !!!