أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - صورة المرأة في مسلسل باب الحارة














المزيد.....

صورة المرأة في مسلسل باب الحارة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2081 - 2007 / 10 / 27 - 12:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اقبل الفلسطينيون على متابعة مسلسل "باب الحارة" بحرص واهتمام شديدين؛ حتى ان المرء كان يخال ان البلد تقع تحت نظام منع التجول في ساعة العرض؛ مما يدفع الى التفكير بالأسباب الكامنة خلف الاهتمام الملحوظ ضمن الظروف الفلسطينية الخاصة؛ والبحث في أيقونات ومفردات وسلوكيات شخصيات العمل للوقوف على أسباب الاستقطاب الجماهيري للعمل؛ لا سيما وأنه يأتي مجاورا لعديد الاعمال الدرامية السورية التي تخصصت في عرض تفاصيل الحارة الشامية ولذات الفترة التاريخية؛ التي تتناول التراث كحالة تجسد الماضي وتسقطها على الحاضر بأزماته ونواقصه واحتياجاته؛ لتشكل خلفية التقييم والحكم لدى المشاهد.
الملاحظات النقدية على العمل بكل جوانبه عديدة ومتنوعة؛ ومنها الملاحظات التي تمس صورة المرأة في المسلسل؛ وبالاقتراب من الشخصية النسوية كما ظهرت في العمل؛ يتضح وبما لايدع المجال للشك بان العمل يستند الى رؤيا وثقافة ذكورية عائلية ممتدة وشاملة لا يفلت منها فرد واحد؛ فالمجتمع في "باب الحارة" موحد ومتطابق الرؤيا؛ التي تقدم بها المرأة على أساس من كونها جزء من احتياجات الرجل وأملاكه؛ وفقا لدورها الأنثوي ولتقسيم العمل التقليدي بينهما؛ فهي في باب الحارة مسلوبة الارادة والقرار والكيان؛ لا تملك ذاتها ولا مشاعرها ولا تشارك في القرارات المتعلقة بشأنها؛ فهي تزوج وتطلق من خلف ظهرها؛ وتتلقى الأوامر والتعليمات وتنفذها بصمت لاثبات جدارتها وتهذيبها، تنقل تبعيتها مع "بقجتها" وفقا لإرادة الرجل الزوج والأب والأخ، وزواجها لا يحدد ولا يوحد التبعية بل يعدد أطرافها ويعقدها؛ وتقف المرأة مستسلمة ومستكينة وقانعة وراضية بما قسم لها النظام الأبوي؛ لا تحتج ولا تجد مخرجا لمشاكلها الا في البكاء والانتظار وفي الطاعة العمياء والانوثة والدلال؛ فهي شخصية سلبية لا تحاول ان تغير من واقعها او تحسن شروطه، وفي أدوار أخرى أسندت لها في العمل قدمت منهمكة في النميمة والقيل والقال موقعة الرجال في مشاكل ناتجة عن ثرثراتها وقلة حيلتها بسذاجة مفرطة، وعندما أراد العمل أن يأتي بنموذج نسائي يسعى إلى فرض حضوره؛ كان نموذج متسلطا وشريرا يقمع الرجل ويصادر شخصيته.
العمل التلفزيوني يحدد عبر شخصياته النسائية ويوثق لمواصفات الشخصية السلبية والايجابية في تلك الفترة، ويحدد معاييرها وأدوات قياسها بالصمت الذهبي والتواري؛ وبالطاعة العمياء لتوجهات الرجل دون تفكير لأن هناك من يفكر عنها لصالحها ومصلحتها، والتصرف بخلاف هذه المعايير تدخل في محددات الشخصية السلبية المنبوذة وفي حدود العيب والحرام، دون ان يراعي العمل بأنه في رؤياه وتوثيقه يدخل في اشكاليتين، فمن جانب فان العمل يبدو وكأنه يتناقض مع أعمال درامية أخرى؛ تعرض الواقع السوري في ذات الفترة التي وقعت بها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي ودور المرأة الوطني في النضال ضده والذي ساهم في تغيير دورها الاجتماعي، ومساهمة النضال الوطني في تشكيل الوعي والحراك الاجتماعي؛ مما ادَى مع عوامل أخرى كالعمل والتعليم الذي غاب ذكره عن المسلسل؛ الى خروج المرأة من البيت للمشاركة بالمظاهرات والنضالات المناهضة للاحتلال وفي الانضواء بالحركة السياسية عبر المشاركة بعضوية الاحزاب السياسية، خاصة والعمل يوثق لأحداث تقع في أحد حارات دمشق العاصمة التي عاشت ظروفا سياسية واجتماعية منفتحة؛ او ان المسلسل قد اغفل هذه الخلفية الواقعية لأن باب حارتها قد اقفل بإحكام على مجمل التطورات الجارية في تلك الآونة؛ وكأن مجتمع باب الحارة معزول عن المجتمع السوري؛ ومغلق على ذاته بوجه كل العناصر والعوامل الفاعلة والمشكلة للواقع.
والاشكالية الثانية التي يواجهها العمل الدرامي في القرن الواحد والعشرين؛ تتمثل في رسالته المستدفة بتقديم الواقع البائس للمرأة في قالب ايجابي وكأنها تعيش في المدينة الفاضلة المنشودة، دون أن يكلف نفسه عناء التفكير بتقديم البدائل في عصرنا او يوحي بها؛ إلاَ من خلال إعادة إنتاج واستحضار ذات الصورة النمطية للمرأة، ولم يفعل ما فعله الكاتب نجيب محفوظ على سبيل المثال في ثلاثيته الشهيرة "بين القصرين وقصر الشوق والسكرية" حيث قام الكاتب الكبير بتقديم شخصيته الشهيرة الذكورية "الشيزوفرينية" المزدوجة " سي السيد"؛ ضمن ظروف اجتماعية في مصر شبيهة بتلك التي في سوريا، لكنه قدمها ضمن قالب نقدي ورسالة فكرية واضحة تمكن المشاهد من كشف عيوب وزيف شخصية الرجل الشرقي المتناقض المسلكيات والحكم عليه.
عندما يستهدف العمل الدرامي فقط شباك التذاكر فإنه حتما سيقع في فخ الفكر والذوق الشعبوي القشري السائد؛ وهو الاستهداف المنزوع عن الرقي بالوعي والذوق؛ مما سيقود الى انتاج الاعمال السطحية باسم التراث المسبوغ عليه مسحات من القداسة؛ ولم يكن أول هذه الأعمال مسلسل "الحاج متولي" الذي قام بتجميل مشكلة تعدد الزوجات ولن يكون باب الحارة آخرها؛ ولكن على كل المناصرين لقضية المرأة وحقوقها وكرامتها برفع الغطاء عن هذه الاعمال.. وأن لا يسمحوا بدس العسل بالسم..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين
- دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة العنف ضد المرأة
- مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي
- من خواطر الحرب على لبنان
- ضوء على معاناة المرأة الفلسطينية اللاجئة
- أحمد سناكرة يخرج حيا من تحت الأنقاض
- وداعا ممدوح نوفل
- من يوميات الحصار في نابلس
- هل أصبحت الرواتب كأحد بنود وثيقة الحوار الفلسطيني!
- الدكرى العشرون على استشهاد خالد نزال
- هل تحرر الطفل نور من سجنه
- أجمل الأمهات-سمر صبيح-
- يوم قائظ في أريحا
- يوم المرأة كنقطة اشتباك في المجلس التشريعي الفلسطيني
- الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية والمرأة


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - صورة المرأة في مسلسل باب الحارة