أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !














المزيد.....

يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2083 - 2007 / 10 / 29 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


عندما قرر الابن الاكبر الزواج , ذهب والده لخطبة الابنة الوحيدة لاحد اقاربه , الذي وافق بشروط , اهمها ان تكون ابنته في بيت مستقل عن العائلة كليا لا يتدخل بها احد خاصة حماتها . وبما ان الشاب كان يمتلك غرفة واحدة ومطبخ صغير وحمام , فقد اشترط والد الفتاة بناء السور حول الساحة الصغيرة لتفصلها عن بقية بيت اهله تماما .وافق والد الشاب على شروط قريبه وقام ببناء السور التزاما بالاتفاق بينهما , الا ان مشكلة البئر الذي لم يكتمل حفره من جهة بيت العائلة صعبت الامور , لان فتحته الكبيرة في الاعلى امتدت بين ساحة بيت العائلة وبيت العريس , مما يعني صعوبة اغلاقها دون ورشة ومواد بناء وحديد ومصاريف زائدة حيث سيتم نقلها من مكان بعيد لوعورة الطريق المؤدية للبيت على حمار شموس, في الوقت الذي كان الرجل يعصر نفسه بصعوبة ليوفر تكاليف العرس لابنه , ولهذا فقد اعتبر ان مشكلة البئر خارج الاتفاق لتحديد موعد العرس,فوالد العروس يجهل وجود البئر , الذي قد يعرقل التوصل للاتفاق النهائي بينهما , وعندما ذهب الرجل اليه واخبره عن بناء السور من جهة الطريق فوجيء به يطلب مفاتيح الغرفة والبوابة الخارجية للساحة ايضا , وبما ان المفاتيح لم تك في حوزة الرجل فقد حاول طمانته ان كل شيء تم كما يريد ,ووعده بالمفاتيح بيوم اخر على ان يحددا موعد العرس في اقرب فرصة ممكنة الا ان والد العروس تصلب بموقفه في المفاوضات واصر على طلبه بان يتسلم المفاتيح اولا وبعدها يكون لكل حادث حديث على ان ياتي ويتاكد بنفسه من تنفيذ الشروط التي وضعها , وان الحدود تم ترسيمها حسب الاتفاق فعلا , و" قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ", لم يملك الرجل الا التنازل وهو يقول " اللي تؤمر بيه يا قرابتي كل شيء ولا زعلك " فذهب من فوره وجلب له المفاتيح على ان يمر في اليوم التالي ليرى بام عينه مدى الالتزام بالشروط التي وضعها . وعندما راى الرجل تصلب قريبه في الحصول على مفاتيح الدار سلفا , ايقن انه لن يقبل بوضع البئر غير المكتمل بين الساحتين , فذهب من فوره لاغلاق فتحة البئر بجذوع الاشجار والحطب المتوفرة لتشكل سياجا مرتفعا من جهة بيت العائلة . في اليوم التالي ناداه الرجل وهو ذاهب الى ارضه البعيدة ليتحقق بنفسه ان كل شيء تم وفقا لرغبته , ولكن والد العروس سال بنبرة حادة عندما راى اكوام الحطب التي تغطي فتحة البئر "ليش من هاي الجهة مش مكمل السور ؟"رد الرجل بنبرة ضعيفة " الطوبرجي قال من هاي الجهة صعب تبني سور لان فتحة البير جاية بالطول على الحد بين الساحتين "صاح والد العروس بعصبية " بتكمل السور مثل ما قلت لك . يا بصير هيك , يا كل شيء بدار اصحابه . غير هيك لأ . فاهم ؟ " رد الرجل بنبرة ضعيفة " كل شيء ولا زعلك يا قرابتي .خلص مثل ما بدك راح يصير " صاح والد العروس وهو يبتعد " احنا كل يوم بدنا نسمع درس جديد ؟ جهز الدار مثل ما قلت لك ,وبعدها تعال نتفق على العرس . اف شو هالشغلة هاي ؟" في اليوم التالي ذهب الرجل مغلوبا على امره لنقل مواد البناء لتكملة السور , وعندما ساله صديقه عن الامر اخبره بما جرى , فعلق بنبرة غاضبة: " بدار اصحابه , بدار اصحابه. ما يكون . وعلى ايش كل هالتعجيز ؟" رد الرجل بنبرة مقهورة " والله ما بقدر . صحيح قرابتنا صعب كثير , لكن صرنا واقعين وما بتراجع مهما طلب منياعمل مش راح اتراجع " . تم البناء , وتم العرس, ولكن بدل الفرحة والسرور اصاب الجميع الغم والنكد , لان التاخير في العرس تزامن مع حدوث مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان , وكذلك حدوث مشكلة كبيرة بين عائلتين يربطهما النسب والقرابة ادت لوقوع جرحى من الطرفين , اما العريس فقد قرر ان ينتقم للتاخير والمماطلة وبدا يتصرف كالمجنون منذ ذلك اليوم !
بقلم : نايف أبو عيشه
24/10/2007



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حكاية شعبية- الفرارات !
- ..في اليوم العاشر !
- -كل عام وانتم بخير - ...من واقع العيد !
- -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !
- مكافأة عيد العمال !
- ضبع النقارة !
- الاسطبل والباشا !
- - حكاية شعبية- الراعي والقطروز !
- عند حاجز الارتباط !
- عند الحاجز !
- وانهزم ابو النبوت !
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !
- الاختيار !
- - خربطيطة مروكية-!
- تحليق في سماء الحرية !
- صبرا وشاتيلا,جرح نازف !
- لماذا تاخر هنية في دعوته !


المزيد.....




- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - يا بصير هيك, يا كل شيء بدار اصحابه !