أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !














المزيد.....

-حكاية شعبية- عائلة الطرشان !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2067 - 2007 / 10 / 13 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


جلس الرجل ليتوضأ امام البيت الذي كان يسكنه بالاجار مع اسرته وابويه العجوزين . وعندما مر به صاحب البيت القى عليه التحية وهو يقول " من زمزم يا ابو العبد . وان شالله يطعمك الحجة عن قريب " رد الرجل بصوت عال " بدك الاجار يا ابو اسماعين. ان شالله اخر الشهر يقبض العبد الشهرية وابعث لك المصاري معه ".دخل الرجل , واخبر زوجته عن مطالبة صاحب البيت للاجار فردت عليه بعصبية " من وين اطبخ لك منسف , لا عندنا لحمة ولا لبن ولا رز ,بدك تتغدى من هالموجود , شو قلت ؟" ,عندما بدا يصلي ذهبت المراة لابنتها العانس وطلبت منها ان تجهز الغداء للجميع لحين انتهاء والدها من الصلاة .فردت الفتاة بنبرة فرحة " طالما العاريس معجبكم , انا موافقة عليه كيف ما يكون , حتى لو راعي غنم او زبال, المهم ما يكون ختيار كبير قد سيدي ". ركضت الفتاة لغرفة جدتها وهي تصرخ من الفرحة وزفت لها خبر خطوبتها القريبة , وان عقتها حلت اخيرا , فقالت الجدة " لا يا ستي انا مش موافقة, من وين بده يجيب مصاري يحججنا ؟ الله يرضى عليه ,مليح منه قادر يطعمنا لقمة الخبز " . ذهبت الفتاة الى غرفتها مسرعة وهي تكاد تطير من الفرحة ,اما الجدة فقد اخبرت زوجها العجوز بعد انتهائه من الصلاة عن نية ابنهما ان ياخذهما للحج وعليه ان يتدبر أي مبلغ من المال ليساعده بمصاريف الحج المكلفة. رفع العجوز عصاه في الهواء محذرا وصاح بعصبية " الله يلعن ابو الخلف على اللي بخلفوه .. ولك ليش الواحد يكون مستقتل على الاولاد؟ شايفة هاي اخرتها بده يهججنا من الدار بعد ما ربيناه وتعبنا عليه وصار زلمة وعنده اولاد ؟ وين نروح ؟ وين نهج بعد هالعمر الطويل ؟ حسبنا الله ونعم الوكيل " . خرج العجوز غاضبا من البيت وهو حائر الى اين يذهب ولمن يشتكي ولده العاق الذي قرر اخراج والديه العجوزين من الدار , فلاقاه حفيده العبد حاملا الاغراض التي اشتراها بطريق رجوعه من العمل, فاخبره جده بنبرة غاضبة عن نية والده طردهم من البيت , فصاح حفيده بنبرة احتجاج " هو انت كل شيء بدك تتدخل فيه يا سيدي ؟ انا حر , وبدي اتجوز بنت جارنا الطحان . البنت معجبتني واهلها موافقين , ليش انت معارض على الموضوع ؟" عندما رآه والده من بعيد وهو يشير بيده امام جده بحركات عصبية غاضبة . ظن انه يرفض ان يطعمه شيئا مما يحمله من اغراض, فحث الخطى نحوهما وضرب ابنه بالعصا وهو ينهره بعنف " مش عيب ترفع صوتك على جدك وتسمع الجيران بدل ما تطعمه حسنة من اللي جايبها معك ؟". وقف العجوز مدافعا عن حفيده وصاح غاضبا " ولك انجنيت يا قليل الحيا , فوق ما بدك تطردنا من الدار جاي تضرب العبد وتبهدله في الحارة ؟ يا عيب الشوم عليك . ولك ما هو صار اطول منك وهو اللي يشتغل ومعيشكم ". هرب العبد بعد ان رمى الاغراض على الارض ولحقه جده العجوز يناديه لياخذه معه , ولكن حفيده لم يسمعه ولم ينتظره وركض تجاه الطريق المؤدي للمدينة وهو يقول " والله ما انا راجع ع الدار الا بعد ما تخطبوا لي بنت جارنا الطحان ". اما الفتاة فقد تزينت ولبست ثوبها الجديد وهي تغني وترقص امام المرآة وتتخيل نفسها وقد صارت مخطوبة لاحد شبان القرية وهي لا تصدق نفسها ان الفرصة قد جاءت اخيرا بعد ان كاد قطار الزواج ان يفوتها, في حين كانت الام تحضر الغداء للعائلة من مختلف انواع المقالي دون ان تعرف ماذا حدث خارج المنزل . عندما دخل زوجها غاضبا وقذف بالصحون الملاى بالطعام على الارض , صاحت به زوجته " مش حرام عليك ترفس النعمة هيك ؟ الواحد يحمد يحمد الله على كل شيء هسه صارت المقالي مش عاجبتك ؟على حساب دايما توكلها وتنظف الصحون . خلي المنسف لغير يوم نوصي العبد يشتري لنا اللوازم واطبخ لك منسفين مش واحد " . وعندما جاءت الفتاة ورات الصحون الملاى بالطعام قد تناثرت على الارض وامها تبكي مقهورة من تصرف زوجها وهي تنظف الارض , شاركتها ابنتها البكاء والحزن لانها ظنت انهما تخاصما بشان العريس الذي تقدم لخطبتها وانه اكبر من اللازم . عندها قالت من بين دموعها" كل شيء ولا زعلكم يا امي لا بدي اتجوز ولا اترمل " !
بقلم : نايف أبو عيشه
11/10/2007



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافأة عيد العمال !
- ضبع النقارة !
- الاسطبل والباشا !
- - حكاية شعبية- الراعي والقطروز !
- عند حاجز الارتباط !
- عند الحاجز !
- وانهزم ابو النبوت !
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !
- الاختيار !
- - خربطيطة مروكية-!
- تحليق في سماء الحرية !
- صبرا وشاتيلا,جرح نازف !
- لماذا تاخر هنية في دعوته !
- السيارة والسياسة وما بينهما !
- تهنئة للتفوق ، واخرى للطموح !!


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - -حكاية شعبية- عائلة الطرشان !