أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - وانهزم ابو النبوت !















المزيد.....

وانهزم ابو النبوت !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


ظل متباهيا بقوته الجسمانية وطول قامته وبارودته وخنجره المثبت بوسطه ونبوته الطويل لسنوات عديدة وذاع صيته في القرى المجاورة خاصة بعد ان بالغوا في الحديث عن شجاعته ,وانه قتل الضبع الباجس الذي ظل يصول ويجول متنقلا بين القرى منذ سنين بيديه دون ان يستعمل أي من اسلحته. ولهذا لم يعد احد يجرؤ على الوقوف امامه او اعتراضه وخاصة ان المختار كان يؤيده فيما يفعل . وحتى يتفادى الناس شره , اتفقوا ان يجعلوه حارسا على اراضيهم ومزروعاتهم مقابل حصة ياخذها عن البيدر اخر السنة , وتعدى الامر ذلك , حيث كانت زوجته تملا الماء لبيتها من أي بئر تشاء , و كذلك يسقي اغنامه على حسابهم , اما في الصيف , فيذهب لاي كرم يعجبه ليجني ثمار التين او الصبر او العنب. وفي احد الايام بينما كان متجها وقت الضحى لبيت المختار متباهيا بنفسه ,مختالا بمشيته , وهو يتلفت ناحية الازقة والطرقات والنوافذ ليرى ان كان هناك من يراه , وفجاة وجد نفسه امام واحد من شبان القرية , الذي مر به دون اكتراث او القاء التحية عليه . صرخ به قبل ان يبتعد " هي , يا ولد وقف عندك, مش انت اللي بقولوا لك الكرزم ابن ابو الشرايط ؟ " , توقف الشاب واستدار نحوه وساله " انت بتحكي معي يا ابو نبوت ؟" صاح به ثانية " ولك يا ابن العرص انا ابو عليان سيدك وسيد ابوك, يا مقلعط يا ابن المقلعط "؟ , رد الشاب " الله يسامحك , وخليك رايح بطريقك , وما بدي ارد عليك بالغلط " صاح الرجل ثانية وهو يلوح بعصاه الطويله بوجه الشاب " ولك ما بتقول صباح الخير وكمان بترد على سيدك هيك يا ابن الاجرب ؟" رد الشاب دون خوف " تعرف انك زلمة قليل حياء على ساعة هالصبح , وكافيني شرك احسن "؟ ارغى الرجل وازبد وتقدم نحو الشاب بنبوته مهددا اياه بالضرب وفي لمح البصر انتزع منه النبوت ورماه بعيدا ولم يشعر الرجل الا وهو يسقط على الارض وقد طارت حطته وعقاله وجثم الشاب على صدره يضربه بقوة علىوجهه وراسه والرجل يصيح به مهددا اياه بالقتل لكنه لم يتمكن من افلات نفسه رغم قوته البدنية وضخامة جسمه , وما زاد الطين بلة خروج الناس من البيوت المجاورة ليروا بعيونهم كيف تبهدل ابو النبوت وتمرغ انفه بالتراب , وفجاة نهض الشاب وابتعد مسرعا وهو يلتقط النبوت ويختفي في الزقاق . اما الرجل فقد واصل تهديده بقتل الشاب , وامسك حطته وعقاله بيده ورجع الى بيته وهو ما زال يتوعد الشاب ويحلف الايمان والطلاق ان يقتله بالبارودة . لحق به الجيران واخذ بعض الرجال يحاول تهدئته لكنه كان يزيد من صراخه وشتائمه وتهديداته بقتل الشاب وهدم بيتهم وترحيله من القرية , وعبثا حاولوا اقناعه بان يذهب للمختار لياخذ له حقه لكنه صمم على الثارمن الشاب الذي تجرا على بهدلته امام الناس, ليربي به اهل القرية جميعا.في الوقت الذي ذهب احدهم ليخبر المختار عما حدث والتطورات المحتملة , كان الرجل يخرج من بيته شاهرا بندقيته في الهواء , ويسبقه صوته وصراخه بالتهديد والوعيد , اما الشاب فقد كمن وراء الباب المؤدي لباحة الدار ,دون ان يخبر اهله عما حصل معه , وما ان اقتحم الرجل الباحة وهو يطلق الشتائم والتهديدات بالقتل حتى غافله الشاب من الوراء وضربه بالعصى على راسه فسقط على الارض وانتزع منه البارودة , وظل يضربه بالعصى على انحاء جسمه حتى تكسرت , والرجل يصيح من الالم ويطلق الشتائم والتهديدات بالقتل , وسمع الناس صوته وصراخه , وارتسمت على وجوههم ابتسامة التشفي به عندما دفعه الشاب الى الطريق ورفسه على قفاه بقوة فسقط على الارض يتمرغ بالتراب , مجردا من خنجره وبارودته ونبوته , وتعالت ضحكات الاطفال على منظره , ولم يهرب أي منهم عندما صاح بهم متوعدا ومهددا بالضرب , واخذوا يصيحون وراءه " ابو نبوت ابو نبوت , اكل قتلة مع شلوت " , ولم يستطع اللحاق بهم او القاء الحجارة نحوهم لشدة الالم في انحاء جسمه . وعندما علم المختار بما جرى استدعى الشاب ووالده لبيته , وعندما راه معصوب الراس , ساله عما حدث في الطوشه , فقص عليه الحادثة دون التطرق لذكر البارودة, حتى صاح مبتهجا " والله عفارم عليك . الصحيح انك مخول ,وهاي انا عنقرت عقالي بيك " وتابع يساله بنبرة ودية " والبارودة وين راحت يا قبضاي ؟ " . رد الشاب بثقة " ما كان معه الا النبوت والخنجر" قال المختار " اذا اخذتها منه قل لي احسن تروح على المركز وتعترف للضابط عنها , لانه راح يتشكى عليك وتطلبك الحكومة وهات حلها بعدين"قال الشاب وهو ينهض " خليه يتشكى من الصبح , انا لا شفت بارودة ولا مدفع , كل اللي معاه نبوت وخنجر ". قال المختار بنبرة تهديد " طيب ذنبك على جنبك , وهاي انا حذرتك " قال الشاب وهو يهم بالخروج " روح اساله لمن اعطاها قبل كل شيء " . قبل ان يخرج والده همس المختار في اذنه " اسمع , خليه يعطيني اياها وانا بجوزه بنتي , واعتبرها بدل المهر " ضحك الرجل وهو يصافح المختار " نتشرف بنسبك يا مختار , لكن ابني قال لك ما معه باروده " ساله المختار " وانت شو رايك .اخذها منه والا لا "؟ رد الرجل , " انا كنت بالحراث طول النهار , لا شفت بارودة ولا شفت الطوشة " . في اليوم التالي عندما كان الناس يتحدثون بتفاصيل الطوشة بين" الكرزم" وابو النبوت في حارات القرية ولا احد يصدق كيف تغلب عليه " الكرزم" وبطحه بالحاره وبهدل كرامته , واخذ منه البارودة وكسر النبوت عليه ورفسه بالشلوت واسقطه من طوله على الارض امام الجميع وهو يفصل اربعة مثله , كان الشاب ووالده يتعرضان للضرب والتحقيق بشان البارودة في مركز الشرطة, بينما في غرفة مجاورة كان المختار يشرب القهوة مع قائد المركز ويعطيه تفاصيل اكثر عن اهالي القرية صغيرا كبيرا , وخاصة عن ميول الشاب المتهم بالبارودة,اما ابو النبوت فكان يرقد في بيته متوجعا مكتئبا خجلا من نظرات زوجته وابنائه بعد ان كسر " الكرزم " شوكته.
بقلم: نايف أبو عيشه
28/9/2007







#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق على الحمار !
- من طين بلادك ...!
- العدس ولحم الفقراء !
- زوجة الاستاذ !
- الاختيار !
- - خربطيطة مروكية-!
- تحليق في سماء الحرية !
- صبرا وشاتيلا,جرح نازف !
- لماذا تاخر هنية في دعوته !
- السيارة والسياسة وما بينهما !
- تهنئة للتفوق ، واخرى للطموح !!


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - وانهزم ابو النبوت !