أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟















المزيد.....

نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعيش تحت وطأة الاستبداد منذ أربعة عقود، تحت نير قانون الطواريء منذ ما ينيف على ذلك، في ظروف اقتصادية مريعة تزداد صعوبة وتضيق آفاق منافذها على المواطن يوماً بعد يوم ، يتفشى الفساد في كل مظاهر الحياة ومعالم التواصل المجتمعي والاقتصادي والإداري لدرجة أصبحت فيها قوانين هذا الفساد وقوانين صانعيه والقائمين عليه قيماً بحد ذاتها تسيطر على العقلية وتنخر عالم الشباب والاقتصاد معاً ، أما عالم الثقافة والتثقيف ...سواء داخل الأطر المجتمعية أو السلطوية من مدارس وجامعات ومعاهد ومراكز ...ودور نشر ومكاتب ومتاحف وسينما ومسرح وفن وموسيقى...كله يسير بسرعة الصاروخ نحو الانحدار والانزلاق في متاهات تزداد حيالها سعة الهوة وعمق المسافة بين الوعي والنضج والقدرة على التقدير والاستيعاب والتطور ، وبالتالي انعدام إمكانية اللحاق بركب عالم التطور والحداثة العالمية...وكي نتمكن من الحلم والأمل ، بأن الغد يحمل في طياته أفقا للخلاص من نفق الظلام الذي نغرق فيه ونزداد اختناقاً...أما عالم المبادرة الفردية فتبقى عاجزة ضمن المعطيات والأوضاع السياسية المتحكمة بالبلاد وما تمارسه على المواطن من تضييق وتسخير لكل طاقاتها وأجهزتها من أجل استمرار الحرمان ومنع حتى الخيارات الفردية..إن استطاعت إلى ذلك سبيلا .

لماذا هذا الشعور بالإحباط ؟ ولماذا هذا الشعور بانسداد الطرق ..؟ ..وهل يعني أن مصيرنا المحتوم هو الموت البطيء ، أو الفوضى والخراب؟...أم هناك شعاع من نور يمكننا التقاطه والتشبث بحبله ليكون طوق نجاتنا؟، ثم ما هي المظاهر التي تدعو للإحباط أو تبعث على اليأس أحيانا...إن لم يكن غالباً؟ ...

* استطاع الشعب السوري ، أن ينجو من ثمانينات القرن الفائت بأعجوبة ..استطاع أن يخرج وفيه بعض الحياة...استطاع أن يعيش...لكنها حياة فيها الكثير من سمات الوفاة ( الكلينيكية) ـــ إن صح التعبيرــ وتحلى حتى الآن بصبر أيوب، وانتظر مرور العواصف وقد تعددت أنواعها السياسية والاقتصادية ...والاجتماعية وبتواطؤ عربي وعالمي

.*استطاعت السلطة منذ تلك الفترة تدجينه وتجييش الكثير من شبابه وأحزابه... بعد استخدامها كل تقنيات الحداثة القمعية والإرهابية المستخدمة يوميا من خلال الأجهزة الأمنية لمحاربة المواطن ومحيطه لو خطر له السير عكس اتجاه الريح السلطوية ، أو تصور أنه فعلا ( مواطن لا فرد من أفراد الرعية)، فمارس حقه واعتقد أن القانون السوري يصون له هذا الحق!، أو أن قوانين الكون المعترف والمصادق عليها من دولته تصون له حقه الإنساني، وأن الحياة العامة شأنه ويتعلق مصيره ومصير أبنائه ووطنه حيال دوره الفاعل فيها. لكن عندما دفع الثمن غالياً ...أيقن أن الصمت طريقه الوحيد لإعلان الرفض والحفاظ على الحياة...أو أن يدير ظهره لهذه الحياة العامة ويرضى بالتهميش والإقصاء ولو ظاهريا...مع احتفاظه بالأمل وتسلحه فيه

* اعتقد الكثيرون، بعد خطاب القسم للرئاسة الأولى ، وتسلم الشباب دور المسؤولية، أن تسلحه بالأمل لم يكن عبثا!، وأن آفاق الغد يمكنها أن تفتح ذراعيها من جديد لهذا الوطن
فخرجت الأحزاب المقموعة والمدماة من سراديب التخفي ...واعتقدت أقلام وأصوات بعض المثقفين أن دمشق ستتخلى عن كبوتها...وعن خريفها وبؤسها الطويل، وستعود لارتداء حلتها الربيعية الياسمينية من جديد!..علما أن بعض بوادر الانفراج خرجت من قبعة حواة الاستبداد ..وأرخت الحبل لتسهل مهمة سلاسة التوريث...فاختلط الأمر على بعض الرؤوس السياسية ففركت عينيها واستيقظت تعد عدتها لنشاط فوق الأرض.. أوقدت شموع معرفتها وشحذت ما تبقى لها من قوة وراحت تجمع شتاتها بعد موت استمر ثلاثة عقود...ورغم ماعاشته من ظلم واجتثاث وتشتيت وتقطيع...ورغم ما تعانيه هي في الأصل من ضعف يحتاج لإعادة تأهيل...لكنها تسلحت بروح التسامح من أجل الوطن ومدت يدها لقاتليها البارحة، واقترحت مصالحة وطنية....صمت آذان السلطة حيالها...
* لكن السلطة الجديدة بحلتها الشبابية القديمة بميراثها وتقليدها وخوفها من المواطن وانعدام ثقتها به وبما يصدر عنه وعن مثقفيه وأحزاب معارضته ــ رغم اعترافها لهذه المعارضة بأنها ( معارضة شريفة ووطنية ) ــ لكن الاعتراف من أجل التباهي بالحرية والديمقراطية شيء وتطبيقه على أرض الواقع شيء آخر،فالسلطة عندما تمكنت وتمركزت وثبتت أقدامها بعد مرور عاصفة ال 2005 بسلام وخروجها من نفق الخضخضة وعودة قوتها أكبر حتى بعد خروج الورقة اللبنانية من يدها، لكنها ما تزال تشك حتى بنفسها وبقوتها وقدرتها على الثبات، لماذا؟ ...رغم أن كل خيوط القوة الداخلية بيدها ، فإنها لا تستطيع حتى أن تتصور في الخيال، أنه يمكن لقوى المعارضة أن تكسب بعض الأوراق والأصوات هنا وهناك..تريد أن تظل السيد كامل السلطة والسيادة والقيادة والريادة مئة بالمئة...دون حسيب أو حساب ، دون رقيب أو مسائل، دون نقابة أو اتحاد لا تصب جميعها ولا تصفق للنظام، دون تنظيم أو جمعية نسوية أو شبابية لا تعتمد الحزب قائدا وتمتنع عن التطرق والتلفظ لغير هذه القيادة والسيادة ...لأنها قبل كل شيء وبعد كل شيء :ـــــ
.........هي الوطن، والوطن هي....................
هي مصدر الوطنية وصاحبة الحق في إصدار بطاقات الوطنية والتخوين....
ومن لا يعجبه ليشرب من البحر...
كيف يمكن لمن راهنوا على إمكانية التغير والتبدل من خلال النظام القائم أن يقتنعوا بمثل هذه الإمكانية، طالما أن ميراث الديكتاتورية المفرطة في عنفها واستبدادها وقمعها لكل رأي مغاير وكل حركة ونشاط خارج إطار السلطة، والتي عرفت سجونها أنوعاً من التعذيب والقتل والقهر الإنساني لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، تشيب له نواصي السامع والقاريء فما بالك بالناجي وذائق الموت أو فاقد أحد الأبناء؟، كيف يمكن لصاحب ميراث بهذا الحجم والكم الهائل من تراكمات الخوف من الآخر ومن الانفتاح باتجاهه أو محاولة تحسين وتلميع صورة الأمس، إنها بنظره لو تمت تعني مسخاً لصورة السيادة المطلقة عن طريق البطش واثبات الهيبة والقدرة على القمع والقوة والسيطرة ومنع التنفس وحصد اللغة وتخوين مفرداتها لمن يستخدمها خارج خطاب السلطة؟.
كيف يمكن لطواقم السلطة ، التي تعودت استخدام العنف ولغة احتقار الآخر وتثقفت وتسلحت بالحقد الأعمى على كل مختلف معتبرة الوطن بقرتها الحلوب خاصتها وحدها وحزبها القائد وأبناءه الموالين، كيف يمكن لمثل هذه الثقافة وعمرها عقود أن نغسل درنها وآثارها من أدمغة لا تعرف سواها؟ كيف يمكن الاستشفاء من نفسية جماعية صورت الوطن مزرعة لذوي السيادة والقيادة ومنحتهم صورة الممانعة والصمود بوجه المشاريع الغربية التي تريد القضاء على الوطن ( هي ) وتحاصر أحلام المواطن بالحرية والتحرير ؟ ، بل اعتنقت إسلاما جديداً وارتدت ثوب الحامي والمناصر والمدافع عن صورة الله على الأرض، كما أدارت ظهرها لحلفاء الأمس القريب عربياً وأعملت فيه تقطيعا واتهاما وتخوينا وأعطت لذاتها صورة المنقذ الذي لا يساوم...مشككة بمساعيهم ومآربهم التي لم تكن بعيدة عن مآربها البارحة!...لكنها اليوم تصب في مآرب إقليمية مختلفة الموازين والمواثيق...لأن غاياتها تصب في مصلحة ممانعة جديدة الحلة
مقاومة ومناطحة ومقاتلة في صفوف القول لا العمل...كما اتخذت مساراً سياسياً عالميا جديدا أيضا من خلال مناصرتها لحركات تعمل على تشغيلها وتحريك خيوطها عندما تريد المساومة أو العناد من أجل الاصطياد وكسب بعض المغانم...وتوظف هذا الدعم والمناصرة في أطر الصلابة والصمود وأهداف الأمة القومية!. وباعتقادي أن هذه الوسائل لم تعد تنطلي على أحد.
هل يمكن لمثل هذا الخطاب وهذه الثقافة السياسية أن تغير وتتغير؟ هل نستطيع البناء على ما نراه ونلمس نتائجه ؟ والتحالف مع من يرفض حتى الاعتراف بوجودك وبوطنيتك؟ أو يقبل تقاسم الوطن معك مهما كانت حصتك منه ضعيفة واهنة لا تؤثر بمكاسبه ومناصبه؟
أنستطيع بعد هذا المراهنة على التغير التدريجي من خلال الواقع المر؟
أليس الأجدى أن نبحث عن حلول أخرى، ونعيد النظر بما نحن عليه؟... النظام يخشى المعارضة على ضعفها...والمعارضة تخشى النظام وتنكمش وتتقلص وتناور متسلحة بخطاب الأمس ..ومتشبثة بتراث مدارسها القديمة ...مبتعدة عن المواطن وهمومه...غارقة في محاربة بعضها متنافسة بينها على محاولات سحب البساط من تحت أطرافها بدلا من سحب البساط من تحت النظام!...متصارعة على لم الشتات الماضي في بوتقة جديدة لكنها تنصهر في محلول الماضي وخطابه العقيم ...متشبثة بخرافتها في قراءة الواقع ...وهي العاجزة عن قراءة ما يريده المواطن السوري ، والعاجزة عن فهم حياته ومعاشه وغارقة في التنظير له وقد سئمها وابتعد عنها كما سئم النظام....فكيف السبيل لتقليص المسافة؟...
إعادة النظر بالنفس والخطاب وحتى بالعناصر المهترئة وتجديد الثوب بكل ما تعني أطر التجديد ...التجديد داخليا ومضمونا ...الدخول في قلب المواطن وعقله وتبني هم معيشته وحياته وجوعه وسقمه...ومن ثم الالتفات للحرية والديمقراطية ... لن يأتي المواطن للمعارضة...هي من يجب أن يذهب إليه....يفكر به وبحياته يتبنى همه اليومي المعاشي وهمه الوطني ...لقد فقد المواطن الثقة بمحيطه وبمن يتحدث باسمه...استعادة الثقة تعني المصداقية في تبني همومه الاقتصادية ثم السياسية... على من تقع المسؤولية؟ وكيف السبيل للمراهنة وعلى من؟ ، هل نستطيع الاستمرار في الحلم؟ وإلى متى؟ من سيخرج الزير من البير؟ كلها أسئلة تطرح على المعارضة السورية...أو المعارضات ..عفوا...ومن يجد ويحسن الجواب عليها سألحق بركبه.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة موجهة للمعارضة السورية
- بسطة على الرصيف في السوق السياسية السورية الرائجة
- الموسيقى تحتفل بالحرية
- من حق المرء اختيار دينه
- شتان بين رجال دينهم ورجال ديننا!
- توقفي يا سورية عن الزنا في شهر رمضان الكريم!
- هل نحن على أبواب حرب قادمة في الشرق الأوسط؟
- إلى فرح فائق المير!
- طبيعي وطبيعي جدا!!
- ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟
- حُكُم مُبرم بالإعدام على الشعب السوري!
- ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟
- الشباب العربي ......هموم ومشاكل
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...
- ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟