أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إلى فرح فائق المير!














المزيد.....

إلى فرح فائق المير!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى نهاية الحي ركضت ...خلف سياراتهم المصفحة ...تحمل كلامها في عيونها وفزعها ينطلق متلكئاً فوق أهدابها دمعة متحجرة...ترفض الوداع والتلويح...
تظل رقبة فائق ملتوية نحو الخلف مشرئبة من خلال الشراعة الصغيرة...علها تحتفظ بالصورة الأخيرة وتحتضنها...في الغائب المخفي من أيامه القادمة...
يهبط الصمت ثقيلاً ...وترتفع ابتسامة الصدق والهزء من سخافة الموقف، وانقلاب القيم. ويتراءى لفائق جموع المستقبلين من رفاق وأصدقاء معتقلين...
تسقط التهم المعدة أمامه واحدة تلو الأخرى... يتلوها غراب أعمى...يستظهرها كآيات ...لأنه لم يتعلم في كُتَّاب الحزب ومخافر العسكر سواها...
ينفث دخان عداوته غيوماً سوداء بوجه الشامخ الصامت...
تخرج نجوم الثقة وشموس الحق لغة تغني وتشدو نهارات قوة وآمال إيمان ...
حروف محبة نضجت في سَكينة السجن العتيق الجديد...وخلف قضبان الحديد ...
عَلّمته مزج الحزن بكثير من الصبر وشيئا من المحبة والغفران ...
عَلّمته أن فراقه لفرح وعلي...سيكون انتظار العاشق في محطة الوداع....
علمته أن يوقد شموعه في عتمة الليالي وفي أعماق القلب ...
كما علمهم ...أن مغادرته لا تعني إلا بعداً جسدياً...سيراهم كل يوم وسيقبلهم كل ليلة قبل ذهابهم للنوم....وسيستعيدون لحن الصوت...ويغرقون في نوم الانتظار...
سقطت أقنعة الغربان ولوائح الشيطان فوق قاموس الوطن...ولطخت قوانين الإنسان.. هذا البلد .جريح ينزف....مسكينة مواد دستورنا تئن تحت سياط الزيف وتلوين اللغة وتحريف المواقع وتغيير المواقف...وإلغاء الحق في ميزان السلطان...

يا أم فرح...قولي لأولادك:ـــ
...أنهم كبروا اليوم عشرة أعوام....أنهم غدوا اليوم أكبر من زارعي الحزن ومغتالي البسمة والفرح....
هذي الغربان يضيرها ويسحقها قلم صادق وصوت هادر حتى عبر أسلاك الهاتف...
يضيرها ....أن يعاندها سور الأسر ...أن يكسر أحدنا قيدها..
يضيرها ...أن يصرخ يراع في صمت القبر الوطني....
يضيرها ....أن نصادق القمر ونتحالف مع الشمس ونتآخى مع البحر...ونترافق مع الموج....
يضيرها....أن نفتح أبوابنا ونشرع نوافذنا لنوارس الحرية...
يصيبها بالطلقة القاتلة من يحافظ قلمه على صموده في عصر الفساد...
ويحل بها الاكتئاب والجنون...حين تعلم أنها لم تبلغ بعد سن الرشد....
وأن أطفالنا يفقهون الحقيقة ويخطون بثبات فوق حافة السكين وهاوية رصفتها أياديهم لكل طفل من أبناء المعاندين...وأحفاد المقاومين من أمثال جورج حاوي...والياس عطالله...الذين يسعون لمسخ تاريخهم وتلطيخ دروبهم ...وتلفيق صداقاتهم ومحو نضالاتهم...في النبطية وصور... في تبنين وحانين..

يا فرح لا تحزني بنيتي...
فملح البحر كفيل بتعقيم الجراح...حين تغسل أمواج الحرية أحزانك وأحزان حنا ...وعلي...وأشواق رندا ....وعمر...
حين تكللين رأسك بالغار والزهور...وتشمخين بزهو لا يعرفه السجان ...
حين يموت الغروب ويولد الفجر على أعتاب بيوتنا....
حين يغني معك الأطفال لحن الخلود...خلود النور ...وانكسار الحصار ...حين تنثرين البنفسج فوق رابيات صَحَّرها الجراد...

يا فرح...قولي لحارس القضبان....أن لحجارة الرحى دوراتها ...
وأن نجوم الغد تحفظ مواقيتها، وأن رياح الأعاصير تعرف دروبها ...وأشرعة الصواري...لا بد تبلغ مرساها....
وقلوب مفعمة بالسلام وجباه سمراء لا تنحني للظلام....ستعيش من أجل اليقظة ...من أجل الطفل ...من أجلكم حمامات محبة ويمام وئام .


باريس 9/9/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعي وطبيعي جدا!!
- ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟
- حُكُم مُبرم بالإعدام على الشعب السوري!
- ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟
- الشباب العربي ......هموم ومشاكل
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...
- ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟
- كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إلى فرح فائق المير!