كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟

فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الوطن السوري المنكوب ، يحارب الأطفال و تعاقب النساء، يدفع الأطفال ثمن مخالفة آباءهم، وتعاقب النساء لخروجهن على طاعة قبيلة السلطة، فتجرؤ إحدى الحرائر على الزواج بعروة بن الورد الشاعر الصعلوك المتمرد على شيوخ القبائل وقوانينهم في الكلأ والماء وعلى توزيع الحصص بين أهل البيت ...أخطأت الطريق يا راغدة...ولم تكتف بالتمرد والزواج من شاعر متصعلك متمرد على القبيلة وفرماناتها على الملك وحاشيته...بل أنجبت منه شابا وصبية، بعرف تقاليد القبيلة هم أبناء غير شرعيين ، لأنهم لا يعودون بنسبهم لقبيلة الملك!!، عليهم أن يدفعوا ثمن معارضة آباءهم...عليهم أن يتضوروا جوعاً ... لا مكان لهم في هذا الوطن....ضلوا طريقهم وأضاعوا بوصلة الاتجاه، التي لا توصلهم إلى جعبة النظام ولا إلى مخافر درك المخبرين، يكتب عليهم قانون اللا قانون...أن يتوهوا في صحراء الجوع ويحكم عليهم بالموت البطيء ..ليعتبر كل رب أسرة يحاول أن يفتح فمه ويلعن حظه ، الذي وضعه خطأ في رحم أم سورية..ومنحه اسما لعائلة حملت تاريخيا ميراثا من الصراخ عند الضيم ...وتدربت على قول ( لا ) الكبيرة وترديدها على مسامع أطفالها الرضع ونطقوها منذ ولادتهم وغنوها شعرا في أمسياتهم...هنا تكمن الغرابة..فالمجتمع السوري منذ أربعين عاما ..تلقن تربية حديثة متطورة تعتمد على أحدث الطرق التربوية والتكنولوجية..زودت بقاموس خرج من المجمع البعثي ومن مجلس الشعب المنتخب ديمقراطيا!!، ومن مدارس الاستفتاء الحائز على أعلى درجات الشعبية التهليلية ...قاموس اختفت منه عبارة ( لا ) بشكل مطلق واعتبرت من المحرمات وضمت إلى أعظم الفظائع وأفدح المصطلحات، ومن المنكرات... وضع عليها إشارة حمراء قانية مخضبة بالدم...واستبدلت بال ( نعم )..القادمة من لفظ نعامة...فالنعامة تعودنا أن نطلقها على من يضع رأسه في الرمال ولا يرى ما حوله، وهذه حال الشعب السوري، يضع رأسه في الرمال ويغلق أذنيه ...ولا يستطيع إلا أن يُمَعمع...ويُنَعم ..بينما ينطلق صوت أنور البني بلاءآت متنوعة...

قدر أخصائيون، أن كلفة الدعاية والمضافات وحفلات الطرب واللافتات...في الاستفتاء الرئاسي، كلفت ما يعادل ( مليار دولار )!!!! ...يبدو أن الدولة لا تستطيع ميزانيتها دفع راتبك يا راغدة نتيجة الخسائر الاستفتائية، وكنت أول الضحايا وربما الحبل على الجرار، والأضاحي دائما تأتي من جيوب المواطنين، خاصة مَن امتنعوا عن المشاركة بأفراح القبيلة !!! ...للعلم فقط ...أربعون بالمئة من سكان سورية يعيشون تحت خط الفقر !!.
ولأن السلطة أدرى بأولاد أنور ومصلحتهم منه، ولأنها أكثر رأفة بهم منه...خشيت عليهم ميراث الرفض والتمرد ، فأرادت إخراسهم جوعاً..أرادت إغلاق الأفواه عند الكلام وعند الطعام.
وبما أنهم يتدرجون على مقاعد العلم، فقد قامت السلطات باعتقال أنور العام الماضي بالضبط في شهر مايو ( أيار ) ، أي قبل موعد امتحانات ابنه للبكالوريا بأيام....وبهذا يقتلون فيه حب العلم ...يقتلون فيه قدرته على التحصيل والمعرفة... يمارسون حربهم النفسية والتجويعية على أسر المعتقلين ... هذا العام ...كان قلب السلطة أكبر ...بل أكثر حبلا وانتفاخا وحقدا، فقد قامت المحكمة الميمونة بإعلان الحكم على أنور بسجنه خمسة أعوام، أيضا في نفس الشهر ( مايو ) أيار...وذلك قبل أيام من امتحانات ابنته، وزادت عليها بمحبة أكبر..للأسرة السورية ، التي تحمل في جيناتها من هم مثل أنور...ومن تختار لنفسها زوجاً يدعى أنور البني، فعمدت إلى فصل ( راغدة ...زوجة أنور البني ) من وظيفتها وبقرار موقع من السيد محمد العطري ..رئيس مجلس الوزراء بناء على دراسة قامت بها هيئات ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأجهزة الأمنية )!!!..فالمنكر بعرف نظامنا الأمني هو أن تنتسب هذه الأسرة لأنور البني ولهذه العائلة بالذات! ...أو أي عائلة يعرف أفرادها لغة اللا.
ومازالوا يتمسكون بها...ويتغنون بحفظها وترديدها...يقولون لا لكل اعوجاج، يقولون لا لكل فساد...يقولون لا لكل حرمان ...يقولون لا لمن يعدم الحرية ويسرقها من فم أصحابها...يقولون لا لمن يحاول أن يغلق العقول والأفواه ...ويسرق لقمة بطون الفقراء...يقولون لا لكل يد تحاول العبث بالوطن ...يقفون كالطود بوجه النَعَمَات الكاذبة والمزيفة...لأن أصحابها تعودوا الخنوع والعبودية...الحر يرفض ويرفض ويصيح بلاءآته على الملأ...
يصدرون ميثاق الفصل من العمل بحق راغدة! ...عندما سئل أحد المسؤولين عن سبب فصل هذه السيدة من عملها، وما هو الموجب إليه؟...قال بصراحة يحسد عليها، ولا يعرفها إلا في موقف مشابه.... ( يكفـــي أنــهــــا زوجــــــة لأنـــــــور البنـــــــي)!!!!
عقوبة ...عقوبة تمارس بحقك يا راغدة ..أيعقل أن تتزوج النساء شبيها لأنور؟اختيارك كلفك غالياً...لأن قبيلة السلطة ...لا تسمح لك بالزواج من هذا الخارج على قانونها...هذا ( عروة بن الورد )، اليوم بنظر قبيلة الحكم...أو (روبن هود )...ابن الغابة الخارج على قانون الملك!!...من تختار ولا ترضى باختيار القبيلة، ولا ترضخ لإرادة ملكها...وتنجب أولادا من شاعر متصعلك...أو من خارج على القانون ...يجهر بصوته إلى جانب المستضعفين...عليها أن تدفع الثمن...ثمن اختيارها...كم هو مخيف هذا الأنور؟ رغم أني أعرف أن البسمة لا تفارق محياه...لكنه مخيف ...والمخيف ربما ينجب أولاداً مثله يحملون جينات الجرأة...يقولون مالا يستطيع الجيل أن يقوله...ومن تتزوج بأنور ، بكل تأكيد ستكون مختلفة...يكفيك فخرا يا أختاه، وشرفا أنك زوجة أنور البني.

باريس 6/6/2007

#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات