أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلورنس غزلان - الشباب العربي ......هموم ومشاكل















المزيد.....

الشباب العربي ......هموم ومشاكل


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 11:27
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كيف نستطيع بناء الشباب العربي حسب متطلبات العصر الحالي؟

دون شك الشباب هم عصب الحياة، هم الكادر الذي منه تنطلق شرارة البناء ، وعليهم تقع مسؤولية المستقبل ، بهم ننتقل من مرحلة أدنى لأخرى أعظم وأرقى ، هم الغد..والحلم هم الأمل بإنقاذنا من كل ما نحمله من أعباء ومحن ومآسي نرى فيهم الدواء لأمراضنا،القوة لضعفنا، النور لنخرج من ظلماتنا، الحرية حلمنا لهم ومن أجلهم، كل خذلاننا نؤجله معتقدين أن الغد بهم سيكون أفضل، لكن السؤال
أيضاً :ــــ
ماذا قدمنا ونقدم لهم كي نرجو ونعلق عليهم كل تلك الأحلام، التي لم نحقق؟
ماذا يجب علينا أن نفعل كي نَحملهم نحو بداية سليمة ..؟
هل سلمناهم طرف الخيط الصحيح؟
هل قدمنا لهم من الزاد والمؤونة ما يكفي رحلتهم مع حياة الغد؟
ما هو دورنا كآباء وما هو دور المؤسسات ، تربوية ، اجتماعية، اقتصادية، سياسية، وثقافية، التي عليها المساهمة في تهيئتهم وتنشئتهم ليكونوا عمـــــاد الحيـــــــاة؟
قبل كل شيء يجب أن نقرأ واقعنا بشفافية ومصداقية مع الذات ومع جيل الشباب، ألا نعمل كما تعودنا على التعمية وتغطية الحقائق بحجة ، أن هذا يسيء لسمعة البلد!!أو بحجة الإساءة للأسرة، أو الإساءة للعادات والخروج عليها، أو اختراق المحاذير وايجاد كل المعاذير،فقط للهروب من مواجهة واقعنا وقراءة النقص الواقع والقصور الموجود أمام مرآة تكشف العيوب ، كي لا نخجل من أنفسنا أمام أولادنا،المخجل هو ألا نقول لهم الحقيقة ، وأن نعلمهم سلوكية الخطأ واعتمادها، وبهذا نبعدهم عن الصحيح وندفعهم إلى ارتكاب أساليب التحايل والعيش بأكثر من وجه ، والهروب من مواجهتهم لمواجع وهموم الحياة على أنواعها ومصاعبها، أي أننا لا نسلحهم لغد يمكنه أن يحمل لهم صعوبات غير منتظرة، والتسليح هنا يعني أن نثقفهم ، نعم نثقفهم ، نوعيهم ، ألا نجعل من المدرسة وكتاب المدرسة طريقا للوظيفة فقط ولحمل الشهادة العليا، ونغفل شهادة الحياة ، شهادة المعرفة، شهادة اكتشاف الآخر، الإنسان المغاير، اكتشاف الثقافات الأخرى والإطلاع عليها، دون خوف، دون رعب ، لأننا نحمل موروثا جعلنا حذرين على الدوام من الآخر، ونعتقد أنه يحمل لنا الشر والأذى ، وأنه يترصد للإيقاع بنا، وينتظر الفرصة لينقض علينا وليخترق ثقافتنا ويلتهمها!!ألا نرى فيه ما يهدد هويتنا،إن كنا نعتمد على أساس قوي ونتسلح بمعرفة لا تشوبها شائبة ، ونتمنطق بلسان المنطق والعلم ، إن كنا نثق بأنفسنا وبأولادنا، ننطق لغة الضاد الصحيحة، ونحمل إرادة الوعي بما نريد وماذا نريد من اليوم ، من الغد ، من الآخر
وكيف نستفيد ونتبادل الفائدة، فالعلم هو أخذ وعطاء، والمعارف والثقافات ، تبادل وتقاطع من أجل المنافع ، لكن عندما نعرف متى وكيف ؟ من خلال دراسة وتخطيط وبرامج لا تغفل أي صغيرة ولا تترك منافذ يتسرب منها الشك بالذات ، لكنا نبني الاكتشاف على الشك لنصل ليقين المعرفة وتجربتها.
باعتقادي، أن التقصير والضعف لا يمكننا أن نتهم فيه جيل الشباب ، بل نحن المسؤولون عنه..مسؤولية الأسرة أولا :ــ
ــ حين تبدأ الأم منذ السنين الأولى بقراءة قصة لطفلها قيل نومه على سبيل المثال، ثم تتركه يقرأها معها بمجرد أن يبدأ في ترتيب الحروف وربطها، من هنا تبدأ علاقته مع القراءة، مع الكتاب ، مع الثقافة.
ــ ثم البرامج التعليمية القائمة على الحفظ والاستظهار وحشو العقول دون تحكيم وتنشيط، وهذا يعني إعادة النظر بالمناهج العلمية المتبعة في المدارس وطرق تأهيل المعلمين والمربين والأساليب المتبعة والوسائل في ايصال المعلومة، وتحفيز التلاميذ والطلبة على البحث والاكتشاف بأنفسهم من خلال المطالعة خارج إطار الكتاب المدرسي ، ومن خلال تزويد المعاهد والمدارس بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وقيام علاقة وطيدة تعتمد البحث والاكتشاف من أجل المعرفة ، قراءة التاريخ ، التعرف على التراث وما يحويه من نبع للمعارف الأدبية والخلقية والاجتماعية...الخ..
ــ ثم من خلال طرق الأهل والمدرسة في تكريم التلميذ والطالب المتفوق ، فبدلا من حصوله على ( ألعاب آتاري) ...وتبادل آخر الألعاب وعلاقته في المعرفة الألكترونية تتوقف على اللعب والمباريات فيها...نجعلها تتعلق ببرامج العلم والمعرفة وآخر الاكتشافات العلمية والطبية والبحوث في الكائنات الحية...الخ.
ـــ بدلا من زيارة الأهل والأقارب في كل صيف وبكل عطلة، يزور منطقة جديدة لا يعرفها في وطنه تحمل له تاريخا وحضارة يكتشف من خلالها آثارا ومعارف...يطلع على طرق الحياة في الماضي ...ليعرف تطور حياة الإنسان..وليحب اكتشاف التاريخ، أو يزور غابة أو حديقة حيوان...يتعرف على أنواع النباتات وفائدتها في اكتشاف العلاج الطبي ...أنواع الأشجار وأسماءها...هذا ما نراه في الدول المتحضرة ويدخل ضمن المناهج المدرسية.
ــ دروس السباحة والرياضة ...الموسيقى وإتقانها وسماعها واكتشاف عالمها، لأنها لغة كونية دون حدود...العالم اليوم قرية صغيرة...والعولمة قادمة، يخاف منها الكثيرون...لكني لا أرى فيها كل هذا البعبع...علينا فقط أن نكون مهيأين ومستعدين لاستقبالها...دون أن نحس بأنها تأتي لتخريب ما بنيناه....فنحن نحاول البناء وبناءنا لم يرتفع بعد كثيرا عن الأرض...المهم أن تكون أساساتنا متينة وصلبة وبعيدة عن الهشاشة...نحن المثقفون ...الآباء....المؤسسات ...الجمعيات ...مؤسسات المجتمع المدني....الحكومات....هي المسؤول الأول...بما تضعه من خطط ومناهج وبرامج وتحديث حقيقي يقوم على فتح كل الأبواب وتبني كل الطاقات وإتاحة كل المجالات أمامها لتعطي وتنتج وتتفوق وتبدع...دون تمييز ....لابن هذا وذاك...دون تمييز للون وعرق وجنس ....أن يكون عمادها الحرية والوطن ...التساوي ...العدل الحق...فرص المعرفة والعلم متاحة للجميع من أجل جيل مختلف ..جيل متنور ...الطفل يولد عجينة قابلة للتكوين والصهر والتشكيل...وهي جزء منا من كياننا...فعلينا ألا نسلمها لأيد ماهرة في التخريب وقلب طينتها إلى حيوان شرس يبتلع ويسلب منه ماهو جميل ليحيله لوحش، ...بل أن يخلق منه ...إنسانا صالحا...إنسانا يحمل الضمير ويعمل بحب ، علاقاته تقوم على الثقة والحب...نغسل منه تراث الحقد ...وتراث الظلم...وتراث الخوف...وتراث الصمت...وتراث النرجسية المتفوقة ...والعظيمة وهالتها السحرية الخرافية...كي لا يصاب بعدها بالصدمة التي تجعل منه ميتا يعيش على الأرض ، محبطا تموت فيه روح العطاء والإرادة والإبداع...بل نسلمه لأيد تعيد خلقه....تكتشف خفاياه وطاقاته وتجعلها تحلق وتمنح الحياة لكل ما حولها.
هذا ما نأمله ، لكن المؤسف أن الأوضاع الاقتصادية المتردية للدول العربية، إلى جانب انعدام الحريات ومحاولة الكثير من الأنظمة العربية العمل على إقصاء المواطن الشاب عن الحياة العامة ومنعه من التفاعل وحصره في نطاق المدرسة والجامعة وتلقينه الالتزام بسياسة النظام والتصفيق والتهليل لأهله فقط، دون أن تعمل على حل مشكلات الشباب اليومية ومعاناته في المواصلات وصعوبات الحياة اليومية، أو في طرق التحصيل العلمي من خلال تعيين كادر جامعي يتم على أسس الانتماء لحزب السلطة مثلا ، دون مراعاة الكفاءة في الأستاذ ، أعني أن السلطة القائمة نفسها تعمل على تدمير وتحطيم طاقات الطلبة واستلابها من أجل مصلحة النظام ..وخاصة عندما لا تراعي تقديم الوسائل الحديثة في المخابر العلمية والتكنولوجية وتزويد المكتبات بأحدث وأعظم الكتب التي يحتاجها الطلبة في بحوثهم ودراساتهم ، ناهيك عن برامج الترفيه ، والتي لا تصب فقط في المعسكرات المُسَيسَة باسم مسيرة معينة محصورة لخدمة القيادة السياسية، وبهذا نحرم الشباب من حقهم من الاختيار، من حقهم في ممارسة حرية الاختيار والنقد والمساهمة في وضع وبناء البرامج الفاعلة لدراستهم وحياتهم المستقبلية فوق أرض وطنهم، وانطلاقا من هذا الحصر والاختناق الممارس عليهم، نجعل منهم شبابا محطما يمارس الدجل والكذب ، ويسعى في كل لحظة بالهروب من الوطن وهجرته عند أقرب فرصة، وهذا ما يفسر هجرة العقول العربية والكوادر الخيرة، خاصة عندما تتخرج أعدادهم بالآلاف دون أن تجد مجالا للعمل ، وإن وجدت فلا يتعدى أن يكون الحصول على كفافه اليومي.
ــ إذن يجب التخطيط لأعداد وأنواع الدراسات وإمكانية استيعابها ضمن إطار سوق العمل الوطني، بالطبع ربما هذا الأمر لا ينطبق على كل الدول العربية، وخاصة الدول المكتفية اقتصاديا كالدول البترولية، لكنها تعاني أيضا من نقص ذاتي في الكوادر، وارتباط متين وكبير بالعادات والتقاليد البعيدة عن الحياة العصرية ، فما يراه الشاب من خلال الوسائل التكنولوجية والألكترونية الحديثة وعالم الخبر والإعلام يتناقض كليا مع ما يعيشه، وهذا يحدث لديه انفصاماً وبعدا وانكماشا عن محيطه وعدم تواصل معه، وذلك للهوة العميقة التي تفصل بين جيله وجيل آبائه، وأعتقد أنها مسؤولية الأهل والمؤسسات السلطوية ، التي عليها أن تقلص هذه الهوة بإيجاد الكادر المقتدر على تدارك الوضع النفسي والثقافي الذي يسير نحو الانحدار، من خلال حلقات دراسية ضمن المناهج التعليمية والتربوية نفسها تبدأ منذ المراحل الأولى، خاصة عندما تبتعد الأسر عن القيام بدورها التربوي بالإشراف على تنشئة أبنائها بشكل مباشر، وتتركهم بأيدي خدم أو مربين قادمين من دول تختلف أساليبها وطرقها ولغتها، ثم بعد أن ينمو الشاب نلومه عندما ينهج نهجا مغايرا عما نريد أو نحلم، ناهيك عن طرقنا التربوية التي لم نطورها نحن كآباء ومازلنا متمسكين بها بشكل شوفيني، نريد لولدنا أن يكون نسخة عنا ، وباسم الطاعة الأبوية أن ينهج ويختار ما نراه نحن مناسبا له، لا مايراه هو!...الحديث ممتع وشيق للحقيقة، والموضوع شائك ويحتاج للكثير من الوقت وتشعباته أيضا مترابطة وكثيفة وأسبابه غاية في الترابط كي تعطي نتائج جيدة...أرجو أن يقوم بقية المتداخلين بإعطاء الموضوع حقه وتناوله من كافة أبوابه..لأن شبابنا هم عيوننا لرؤية الحلم يتحقق.
لكم تحياتي على الثقة ، التي أرجو أن أكون في محلها.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...
- ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟
- كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...
- إلى سيف الحق أنور البني
- من صنع الإرهاب؟ من دعم وأسس الحركات السلفية في العالم العربي ...
- دعوة
- بغداد مدينة الأشباح
- تعال اتفرج يا سلام على الانتخابات السورية...يا حرام !


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فلورنس غزلان - الشباب العربي ......هموم ومشاكل