همسات في الثقافة

وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:44
المحور: الادب والفن
    

بكل محبة وود بعيدا عن التنظيرات دخولا في مفردات الثقافة المعمول بها واقعا اقول: لم اعلم غير ان الثقافة هي قناة لتقويم الذات ومحاولة تنقيتها من الشوائب وتوجيه السلوك بالدرجة الاساس نحو التميز ليشار ان فلانا انسان مثقف أي انه متميز وكل تميز في مسار حياة الانسان لم يأت من فراغ انما جاء بعد عمل دؤوب وكد ذهني وقلق مستمر في امتلاك ادوات التعبير واختيار الموضوعة وحتى لااقع في فخ الوعظ والارشاد اقول مسيرة الحياة شاقة جدا بالنسبة للمثقف لانه قلق يحاول التغلب على القلقلة نحو استقامة القول وقدرة البوح الفكري والمثقف عادة لاتهمه حياته الخاصة بقدر ما يهمه ترك بصمات تدل على حالة التميز وبهذا وبلا ادنى شك لابد من الكد والتعب واحترام سياقات العمل سُئل الروائي الاميركي المتميز (فوكنر) هل هناك قاعدة يتبعها المرء كي يكون روائيا جيدا ؟؟ كان جواب فوكنر المتميز : 99% موهبة و99% تدريب و99 % عمل وبهذا طوى العملية الابداعية ككل تحت يافطة المعادلة التساهمية بين الموهبة والتدريب والعمل واذا طاب لنا ان ندخل في معترك الاعمال الكبيرة الخالدة يتبين لنا كيف جاءت الى النور انها ولادات عسيرة ومسار حياتي صعب لمبدعيها اذن الثقافة (تدل على حالة الشخص المتعلم القادر على استعمال معرفته في تهذيب ذوقه وتسديد حكمه وترفيه عيشه) وانها (حصيلة عمل اجتماعي ) حتى ان المحقيين وعلماء الاجتماع (لايتكلمون على ثقافة آكلة لحوم البشر وعلى ثقافة البطش المبنية على العنف والتدمير بل يذكرون الثقافة الهندية او الصينية او الايرانية او العربية التي تتراءى لهم في العادات والتقاليد المتحضرة) وهكذا ترقى مكانة المثقف الى سمو ورفعة وتميز .. فهل يجوز للمثقف ان يطرح نفسه بسذاجة دون حكمة اعتمادا على موهبة موهومة ام عليه تهذيب موهبته بالمران والتدريب والعمل .. فالحسرة والالم يعتصرني وان ابوح لكم ان الساحة الثقافية تعج بالطروحات الضعيفة والواهنة وبأدوات اكثر وهن .. صحيح ان الزمن ذو قساوة في الفرز وهو يضع سطوته في الخلود او النسيان تبعا لقوة العمل الثقافي وتأثيراته وستكون هناك مزابل للتاريخ والا فأن على من يريد الخوض في مضمار الثقافة ان يكون اهلا لهذا موهبة وادوات استثمار هذه الموهبة والا عليه الخروج بماء الوجه واتقان العمل الملائم لقابلياته وساحات الحياة تستوعب كل من جد واجتهد ورجائي الاخير للمبدعين الكبار الذين جفت لديهم مآقي الابداع ان يكفوا عن الصاق الوهن لساحات الابداع الحديثة .. ويباركوا انجازاتها المهمة والتي لايمكن اغفالها ..

#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل