أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تغيير في سبيل الناس لا النخبة...














المزيد.....

تغيير في سبيل الناس لا النخبة...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ريب أن التغيير في سوريا يصبح اليوم بفضل ما يرتكبه النظام ضرورة للحيلولة دون أن تصبح الطبقات الأكثر فقرا و تهميشا عرضة للجوع الفعلي خاصة و البطالة تحاصر شبابها و الغلاء الجنوني للأسعار يقضي على دخولها الهزيلة المتواضعة أساسا..لقد دفع النظام بسياساته الناس الفقراء إلى الحائط فحيتان النهب المنفلت للوطن تطمع حتى بالفتات الذي كانوا يحصلون عليه..لم تعد القضية مجرد رأسمالية دولة تقوم باستغلال البلد و الناس , فحتى هذا الشكل من النهب قد انحط إلى شكل همجي بدائي من النهب خارج أية ضوابط أو تعاريف..هذا النهب الذي دفع بأقسام رئيسية من الطبقة المتوسطة المدينية و الريفية إلى الهاوية و الذي دفع وضع الطبقات الأفقر إلى المزيد من التدهور لا يعني فقط أن النظام لم يعد يتمتع بتأييد جماهيري جدي بل أن التناقض بين وجوده و استمراره و بين مصالح الشعب يدخل مرحلة أعمق من التأزم..لقد انقضت منذ زمن بعيد الأوقات التي كان فيها النظام يدعي تمثيله لمصالح الطبقات المتوسطة الريفية و المدينية , لقد أصبح النظام طغمة معزولة لا تملك إلا شرعية أجهزة أمنه الخاص..كانت هذه الطبقة المتوسطة ( الأقرب إلى البرجوازية الصغيرة وفق التحليل الطبقي الماركسي ) هي الأكثر فعالية سياسيا منذ أن دخلت النشاط السياسي بفعالية مع انحسار دور الطبقات التقليدية الإقطاعية و امتدادها البرجوازي الناشئ و في أوساطها تشكلت الأحزاب السياسية و ازدهرت في الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي قبل أن ينتقل مركز الثقل في هذه الطبقة إلى إحدى فئاتها : طبقة ضباط الجيش قبل أن تنتهي عملية صيرورة النظام إلى صيغته المريعة الحالية التي أصبح فيها عبئا على الأغلبية العظمى من الشعب بما فيها أجزاء من البرجوازية..ما يجري اليوم هو أن الطبقة المتوسطة تتحدث إلى نفسها تتخاصم حول بدائل النظام و هي تراقب بقلق تراجع أحوالها من جهة و ضغط تهميش النظام و قمعه من جهة أخرى , حتى هذه اللحظة كل هذا يدور بين مثقفي و ناشطي هذه الطبقة..قدمت هذه الطبقة أشخاصا واجهوا قمع النظام و سياساته بجرأة لكن مقاومة هذه الطبقة تفتقد إلى الزخم اللازم لإنجاز التغيير..لا يمكن انطلاقا من هذه الحقيقة العودة من جديد إلى سياسات التحالفات المشهورة سوريا بلا مبدأيتها و إلغاء طرف "قيادي" لسائر الأطراف و المجتمع في نهاية المطاف , المخرج هنا ليس في جبهة على نفس الشاكلة المعروفة – مثال الجبهة الوطنية التقدمية – تضم الجميع تحت سيطرة الفئات العليا من الطبقة المتوسطة و ربما تحالفها مع قوى تقليدية أو برجوازية صاعدة..إن المخرج الذي أزعمه يكون في تفعيل مشاركة و درجة تنظيم و الوعي الذاتي للفئات الأكثر تهميشا التي بقيت عمليا خارج الفعل السياسي تاريخيا إما بسبب التجهيل أو بسبب ولائها التقليدي لنخب تقليدية أو لغياب فريق سياسي مهتم بمخاطبتها و تنظيمها أبعد من مجرد كونها جمهور لخطاباتها..لقد شاهدنا مثالين قريبين جدا تولت فيه أقسام من النخب التقليدية القادمة من مؤسسات طائفية أو من تشكيلات الإقطاع السياسي التاريخي و رأس المال السياسي الحكم تحت شعار التخلص من ظل الديكتاتورية الأسود لكن النتيجة معروفة للجميع , لقد تحول الصراع على السلطة بين أقسام النخبة التقليدية في العراق إلى حروب مدمرة كان أول ضحاياها دمقرطة المجتمع , شاهدنا انتفاضة الاستقلال الرائعة في لبنان و قد تحولت إلى حركة فوقية تهدف لتحرير الطبقة السياسية من ظل مخابرات النظام السوري محولة نظرها و اعتمادها إلى الدعم الخارجي فيم كانت الجماهير هي من أجبرت بانتفاضتها هذه المخابرات على مغادرة لبنان و ليست قرارات مجلس الأمن و لا الضغوط الخارجية , شاهدنا الانتفاضة و قد تحولت تحولا غريبا , انتفاضة يسقط قادتها دون الجماهير التي أشعلتها و التي دفعتها أزماتها المتلاحقة التي ساهمت فيها القوى الحاكمة بعيدا إلى موقف المتفرج..إن ضمانة الديمقراطية الحقيقية و تجاوز حالة السفسطة بين أقسام النخب أو حتى التهديد بحروب أهلية مدمرة ليس لها أي معنى خارج مصالح هذه النخب هو المشاركة النشيطة و المنظمة للجماهير المهمشة ليس بوصفها جمهورا للنخب بل بوصفها قوة سياسية اجتماعية مستقلة تمارس فعلا سياسيا يتمحور حول مصالحها..من الطبيعي أن تكون هذه مهمة اليسار أساسا الذي يتمحور خطابه السياسي حول انعتاق هذه الجماهير من الاستغلال السياسي و الاجتماعي , بغض النظر عن الدرجة التي سعى بها اليسار ليشارك في نضالات هذه الجماهير و ينظمها فإن نضال هذه الجماهير في بحثها عن حياة أفضل هو فاتحة تغيير ديمقراطي و اجتماعي حقيقي للوضع المأساوي الراهن..بدون المشاركة الشعبية سيكون إنجاز التغيير شبه مستحيل , و بدونها سيقتصر على مجرد عودة قيادات تقليدية أو حداثية من الطبقة الوسطى إلى مركز الفعل السياسي و الاقتصادي بعد تخلصها من سطوة الديكتاتورية , سيكون تغييرا ناقصا في أفضل الأحوال غير جذري أو عميق بما فيه الكفاية في طبيعة النظام السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السائد....





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حرية الرأي....
- رسالة إلى لينين
- عن موقف اليسار السوري من الديمقراطية
- رسالة إلى لينين من بيتر كروبوتكين
- السيد الدردري !...
- بين الإنسان المحكوم و الحاكم...
- ماركس و الدولة – الجزء الأول
- ماركس و الدولة – الجزء الثاني
- كتابات باكونين : الفصل التاسع - الإله أو العمال : المعسكران
- لماذا لم تحدث الثورة في سوريا بعد ؟...
- في مديح القادة التاريخيين...
- من الأب إلى الابن إلى أين ؟...
- في سبيل خطاب سياسي مختلف !!
- الأناركية* و التنظيم رسالة إلى اليسار
- الحرية التي نريد...
- الإنسان و الإله...
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - تغيير في سبيل الناس لا النخبة...