أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من حكايا القمع في بلادنا















المزيد.....

من حكايا القمع في بلادنا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


هدّدوها بحلق شعرها*1*
في غزة ان كنت ناشطا ولا تنتمي لحماس فانت تحت الرقابة.. وهناك من يحصون انفاسك ويرصدون كل حركاتك وسكناتك.. وستجدها حتما موثقة على اللوح المحفوظ الذي من المؤكد انك ستراه قريبا عند اختطافك او سحبك او استدعائك لاحد الاجهزة او فروع الامن الحمساوية.. وحينها الله وحده القادر على انقاذك، او حتى اخبار اقاربك عن مكان وجودك.
وقد سردت لي سيدة غزاوية محترمة ( تنتمي لاسرة عريقة في النضال ) قصتها، حين اعتقلتها قوة من جهاز التنفيذية التابع لحكومة غزة.. واقتادتها الى احد اقبية التحقيق، وهناك باشر المحققون استجوابها باجواء مشحونة بالعصبية والتوتر وسالها المحققون: لماذا اتيت الى حيث يصلي الناس في الشوارع..؟؟ فاجابتهم بجراة تحسد عليها-- جئت لادافع عن الناس الذين تطالهم هراواتكم-- عندها ثار المحققون وهاجوا، وغاب عن اذهانهم انهم انما يحققون مع امراة، وغابت عنهم تقاليد التعامل مع النساء.. فاوسعوها شتما وتجريحا والفاظ بذيئة، وهددوها بانهم لن يطلقو سراحها الا اذا وقعت على تعهد بعدم المشاركة بعمل ضد قوانينهم.. وانها اذا ما اصرت على موقفها ورفضت التوقيع.. سيقومون بحلق شعر راسها كليا.. ورميها في الشوارع صلعاء.. لكن هذه المراة المناضلة التي خاضت معارك الكفاح منذ نعومة اظفارها، استجمعت قواها وانفجرت في وجوههم قائلة : اسمعوني جيدا لقد مارست النضال قبل ان تلدكم امهاتكم، وتعرضت للقمع على ايدي جلادين اكبر منكم.. وخضعت للتحقيق هنا وفي نفس هذا المكان قبل اربعين عاما ( اي في العام 1968 ) على ايدي ضباط المخابرات الاسرائيليين، ولم يستطيعوا حينها النيل من عزيمتي او يفتتوا من عضدي.. ولن اهابكم اليوم وبعد هذا العمر الطويل، ولن ارضخ لتهديداتكم، فقبلي كانت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، التي حلق المستعمرون الفرنسيون لها شعرها، كي يذلوها ويكسوا عنفوانها، لكنها لم تركع لهم ولم تستسلم، وخلدها التاريخ ولعن جلاديها..
لقد رات تلك السيدة الغزاوية البطلة حقدا دفينا في عيون محققيها.. حقدا عليها وعلى كل خصوم حركتهم.. وللحقيقة فقد شعرت هذه السيدة-- ولبعض الوقت-- بخطر حقيقي على حياتها، لكن زادها النضالي كان كافيا لها كي تصمد، الى ان جاءت لحظة الافراج، وخرجت من اقبية التحقيق رافعة راسها، بل اشد ايمانا بالمبادئ التي تربت عليها-- وقد تم اطلاق سراحها بعد ان ثارت ضجة كبرى على ما فعلته تلك الميليشيات السوداء في ذلك اليوم ( يوم الهراوات العظيم ).. مما اجبر قادة حماس على اتخاذ قرار بالافراج عن هذه السيدة، وعن كل المعتقلين والمعتقلات الذين تم القاء القبض عليهم اثناء تواجدهم في المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.. لقد اطلق سراح هذه المناضلة وخرجت من السجن والحزن يتملكها، والغضب يتفجر داخلها على اولئك الذين هم على استعداد لفعل أي شيئ، يعتقدون انه يطيل فترة بقائهم في الحكم..
هذا ما يحدث الان في غزة، هراوات واعتقالات وكبت للحريات، ويمعن-- التيار الاخونجي-- في حماس بتصعيد الامور اكثر فاكثر، ويسارع الخطى للقطيعة مع كل اطراف الحركة الوطنية، ليهدم ما بناه-- التيار الوطني الاسلامي-- في نفس الحركة، من اواصر العلاقة مع شركائه في النضال، من اجل حرية الوطن وخلاصه النهائي من الاحتلال.
مطلوب للسلطة.. لانه صاحب قلم*2*
صديقي الشيخ صاحب قلم، وهو جريئ وجراته سببت له احيانا كثيرة متاعب مع كل الجهات.. اعتقلته سلطات الاحتلال اكثر من مرة، وعانت عائلته الكثير الكثير من مداهمات الجيش الاسرائيلي وتنكيلهم، ولم يسلم من ذلك حتى والدته-- تلك المراة الفلسطينية الريفية التي لطالما دخلت في عراك مع ضباط المخابرات الاسرائيليين.. ثم اعتقلته السلطة الوطنية قبل الانتفاضة بتهم مختلفة، اهمها التحريض والدعاية المناهضة للسلطة الوطنية، وحينها اذكر ان شخصيات من مختلف التنظيمات-- ومنهم من هو من حزب الشعب-- وقفت متضامنة معه دفاعا عن الحق بالتعبير، كحق اساسي للانسان يجب ان يصان.. لكن وفي اطار الفعل ورد الفعل، ومع تفاقم الاوضاع في قطاع غزة-- بعد ما اقدمت عليه حركة حماس من استيلاء غير شرعي على السلطة، واحتلال لمقراتها، وشروعها بحملات الاعتقال ضد قيادات وكوادر حركة فتح وباقي التنظيمات الفلسطينية الاخرى، ومع اعلان الرئيس ابو مازن حالة الطوارئ.. بدات الاجهزة الامنية حملة اعتقالات ضد كوادر حركة حماس، ولم تقتصر هذه الحملة على اعتقال كوادر حماس المشتبه بتشكيلهم لجهاز عسكري شبيه بالقوة التنفيذية التي شكلتها حماس في قطاع غزة .. بل طالت اعتقالات اجهزة السلطة ايضا كوادر سياسية لحركة حماس، ومنها صحفيين واعضاء مجالس بلدية وقروية.. وكان صديقي الشيخ واحدا من اولئك الصحفيين، الذين طاردتهم الاجهزة الامنية، حيث تمت ملاحقته في بيته وفي مكان عمله، وفي أي مكان يمكن ان يتواجد فيه.. وتحول صديقي الشيخ الى مطارد، ولاذ بالفرار وتخفى لمدة عشرين يوما، الى ان قام بتسوية الامر مع اجهزة السلطة التي تطارده--
لقد خرج صديقي الشيخ وازيح عن كاهله كابوس المطاردة الثقيل .. لكنه مازال يعتقد بان اجهزة السلطة الامنية لن تتركه طليقا-- وخصوصا ان زملاء له كثر من صحفيي حماس وكوادرها السياسية ما زالوا رهن الاعتقال.
** خلاصة **
بالرغم من ان سياط الاحتلال ما زالت تلهب جلودنا.. ومن ان جرائم الصهاينة الوحشية تتصاعد يوما بعد يوم.. ورغم الحاجة الماسة لتوحيد الصف الفلسطيني في هذه المرحلة، لمواجهة الاستحقاقات الخطيرة المترتبة على لقاء الخريف القادم.. الا ان شعبنا الذي يتحدث الجميع باسمه، ويدعون جميعا تمثيله والحرص على مصالحه الوطنية العليا، وهو الشعب الذي يقع عليه دائما عبئ مواجهة المخاطر.. الا ان هذا الشعب تنتهك حرياته صبحا ومساء، وتمس حقوقه الاساسية على ايدي حكامه-- سواء اولئك القابعين في غزة او المنضوين تحت راية الشرعية في الضفة-- وهو الامر الذي يزيد من احباط الجماهير، ويعمق الفجوة بينها وبين قياداتها، ويضعف من قدرة هذا الشعب على الصمود، وعلى مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها الاحتلال، سعيا منه لتابيد احتلاله، وانتزاع تنازلات جوهرية من قيادة هذا الشعب..
ان العصى ومهما تعددت الوانها، وادوات القمع ومهما تنوعت الايدي التي تحملها، هي جميعا وسائل واساليب مرفوضة، ولا يمكن القبول باي تبرير لممارستها، وهي تتعارض كليا مع تشدق كل القيادات التي تمارسها بالديمقراطية، واحترام حقوق الانسان.. ومن حق الشعب الاكيد ان يرفضها ويقاومها..
مخيم الفارعة
8/10/2007




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوشة على التموين..!!
- اله المستوطنين غاضب
- اصطياد في المياه العكرة
- في نابلس.. القانون يمنع تخفيض الاسعار
- من حكايا الظلم في بلادنا
- لو كانت رايس بجم هيفا
- شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
- عن الهراوات في غزة والخليل
- احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
- فلسطينيون واعوان للشيطان
- عن جشع التجار وفلتان الاسعار
- قاتل يستحق البراءة
- الجدار.. فضائح بالانتظار
- عيب يا حكومة
- قاضي كعب داير
- الا الخبز يا رئيس
- الهاربون من غزة
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من حكايا القمع في بلادنا