أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اله المستوطنين غاضب














المزيد.....

اله المستوطنين غاضب


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


قطيع من الذئاب البشرية اجتاح تلال قرية برقة الفلسطينية، مستوطنون متعصبون يحمل كل واحد منهم رشاشا على كتفه، ومنشارا لقطع الأشجار في يده، نساء ورجالا، أطفالا وعجائز، لحاهم طويلة كما هي سوالفهم، اجتازوا حدود المستوطنة التي اقتلعوا منها قبل بضعة أعوام والتي كانت تسمى حومش، اتجهوا شرقا نحو تلال قرية برقة المجاورة، حيث كان السكان وبمساعدة ( مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية ) قد استصلحوا الأراضي الوعرة، وحولوها إلى جنائن معلقة، وزرعوها بشتى أشجار الفواكه، وشقوا طريقا زراعية تسهل وصولهم إلى حيث أراضيهم، وصل المستوطنون إلى هناك، ومثلما التتار عاثوا في الأرض فسادا، وأحدثوا في الكروم دمارا رهيبا، قطعوا أشجار اللوز والخوخ والمشمش والتين والزيتون، وحتى الأشجار الحرجية البرية، وانهالوا بقسوة بالمناشير والبلطات على الأشجار، وكأنهم يخوضون حربا حقيقية ضد عدو-- لم يكن إلا أشجار في أول عمرها، وهدموا الجدران الاستنادية ونثروا حجارتها في كل ناحية، واتلفوا آبار المياه بإلقاء الصخور والبراميل والأتربة في جوفها، أغلقوا الطريق الزراعي الموصل إلى تلك التلال، ببناء المتاريس ووضع الصخور الكبيرة في منتصفها، كانوا كمن يود أن يقول لأصحاب الأرض وللإغاثة الزراعية ( سنهدم كل ما تبنوه ونخرب كل ما تعمروه )..
كانوا مئات بل ألوف، يمارسون طقوسهم الهمجية بحراسة جيش الاحتلال، الذي أحاط بهم من بعيد، ليحميهم من أي رد فعل قد يقوم به الفلسطينيون أصحاب الأراضي المساكين، وقد قام وبخطوة احترازية، بقطع الطرق الرئيسية الموصلة إلى المنطقة-- التي أعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة-- وأقام كعادته العديد من الحواجز، ليقطع احد أهم الطرق في شمال الضفة الغربية-- وهي الموصلة بين محافظتي طولكرم وجنين-- وكان سكان قرية برقة يرقبون من بعيد أفعال هؤلاء الطغاة، عيونهم متحجرة والغضب يشتعل في صدورهم، ولولا تعزيزات جيش الاحتلال لتقدموا حيث أراضيهم ليدافعوا عنها، ولواجهوا المستوطنين بصدورهم العارية، وبكل ما يملكون دفاعا عن حقهم في العيش والحياة.
كل ذلك يحدث بمناسبة عيد ( العرش ) اليهودي، وكان الإله الذي يزعمون أنهم من عبدته، قد اصدر لهم أمرا بالبطش بالعرب-- بشرا وشجرا وحجر-- وأباح لهم إحداث الخراب في كل ارض يطئوها-- ويبدوا أن اله المستوطنين هو اليوم غاضب عليهم، بسبب تركهم مستوطنة حومش ( جبل الكبيبات ).. وهم اليوم وبهذه المناسبة الدينية، قد جاءوا ليكفروا عن ذنبهم الذي ارتكبوه، عندما انصاعوا لقرارات حكومتهم ورحلوا عن حومش.. لقد جاؤوا ابتغاء مرضاة ذلك الإله الغاضب، وليقدموا له القرابين-- من دماء العرب وأشلاء أشجارهم، وبعد أن انهوا مجزرة الأشجار وحفلة التخريب والتنكيل بالطبيعة، أقاموا في المكان عرائشهم الدينية-- المبنية من تلك الأغصان الطرية الحزينة، التي قطعوها من شجيرات الكروم العربية.. ثم أكلوا ما طاب من الطعام وشربوا شتى المشاريب، وغنوا ورقصوا، واقسموا اليمين على أن يواصلوا حربهم الدموية المقدسة-- حتى يحرروا الديار التي يقولون كذبا أن الرب قد وعدهم فيها-- وسموها زورا بأرض الميعاد..
إلههم المزعوم الغاضب.. اله جبار متكبر.. وتعاليمه التي يحرض بها حاخاماتهم عجيبة غريبة.. وهي ليست ككل الأديان.. فلا حب فيها ولا تسامح، بل كراهية وعنصرية وعدوان، هم شعب الله المختار.. وليس في قلوبهم للغير إلا التعالي والاحتقار.. إلههم يقول لهم اقتلوا كل من هو ليس منكم، وكل من لا تستطيعون تسخيره لخدمتكم، وحتى الأطفال والنساء والشيوخ.. وأشيعوا الرعب والهلع في قلوب غيركم.. إلههم يقول لهم انتم وحدكم من تستحقون الحياة وانتم وحدكم من له الحق في فعل أي شيء.. إنكم شعب الله المختار..
إنها همجية ما قبل التاريخ.. إنها همجية تتلبس بثوب الدين.. وهي دعوة صريحة لحرب دينية يسعون إليها، ليعيدوا العالم إلى ما قبل ألفي عام.. وهم إما ان يكونوا قد نسوا أن الحروب الدينية قد أفنتهم أو شتتهم في الزمن الغابر.. أو أنهم قد عميت أبصارهم-- بفعل ما يتلقوه من دعم من زعيمة العالم الجديد أمريكا.. ولكن من المؤكد أن أصحاب الأرض الحقيقيين الذين عاشوا عليها حتى قبل قيام أول مملكة يهودية.. ومازالوا يعيشون عليها.. من المؤكد أنهم سيصمدون وسيتشبثون بكل ذرة تراب من أرضهم، وسيطهروها من رجس هؤلاء المهووسين.
مخيم الفارعة
4/10/2007



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصطياد في المياه العكرة
- في نابلس.. القانون يمنع تخفيض الاسعار
- من حكايا الظلم في بلادنا
- لو كانت رايس بجم هيفا
- شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
- عن الهراوات في غزة والخليل
- احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
- فلسطينيون واعوان للشيطان
- عن جشع التجار وفلتان الاسعار
- قاتل يستحق البراءة
- الجدار.. فضائح بالانتظار
- عيب يا حكومة
- قاضي كعب داير
- الا الخبز يا رئيس
- الهاربون من غزة
- قصيدة رثاء للقائد الشعبي الفلسطيني يحيى ابو فرحة -- دمعة وفا ...
- كلمة تأبين الفقيد يحيى أبو فرحة التي القاها خالد منصور باسم ...
- قمع المتظاهرين سنّة المستبدين
- تصريح صحفي من خالد منصور – عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - ...
- لا حياد ولا تبعية


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اله المستوطنين غاضب