أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .














المزيد.....

المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2061 - 2007 / 10 / 7 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن تعيين عباس الفاسي من طرف الملك وزيرا أول ، جاء تجسيدا لاحترام جلالة الملك "المنهجية الديمقراطية" التي تقتضي ـ تبعا للقواعد الديمقراطية ـ أن يتولى الحزب الفائز بأكثرية المقاعد النيابية ، رئاسة الحكومة . والملك ـ بهذا التعيين ـ يكون قد أوفى بأولى تعهداته التي يريد أن تكون الانطلاقة السليمة للفعل الديمقراطي والبداية الحقيقية للممارسة السياسية الهادفة . وهذا ما سبق وأكد عليه في خطاب العرش لهذه السنة كالتالي ( فإن على الجميع أن يجعل من انتخاب مجلس النواب المقبل ، موعدا جديدا لترسيخ الممارسة الديمقراطية المألوفة . وتجسيد إرادتك الحقيقية ، وإفراز أغلبية حكومية ذات مصداقية ومعارضة فاعلة وبناءة ، على أساس برامج ملموسة وهادفة ) . والملك ، بهذا الوعد الذي جعل الالتزام به واجبا ، يكون فعلا قد قطع مع التجارب السابقة التي كانت تتم وفق منطق ما سمي بـ"الديمقراطية الحسنية" . إنه عهد طواه الملك بسلسلة من الإجراءات أبرزها :
1 ـ احترام المواعيد الانتخابية عكس ما كان معمولا به سابقا من تمديد أو تأجيل . وأذكر هنا أن الأحزاب السياسية كانت ترغب في تأجيل موعد الانتخابات لسنة 2002 لولا إصرار الملك على احترام الآجال الدستورية .
2 ـ تحييد الإدارة التي اعتادت ، في التجارب السابقة ، على صناعة الخريطة السياسية وتحديد نتائج الاقتراع قبل موعده .
3 ـ احترام حرية الناخب بدءا من التسجيل في اللوائح الانتخابية ثم سحب البطائق وانتهاء بالتصويت . إذ كفت الإدارة عن أساليب الإكراه والوعيد وحشد الناخبين في البوادي للإدلاء بأصواتهم طوعا أو كرها .
4 ـ الدعوة إلى ممارسة السياسة الفاضلة حذرا من الوقوع في السياسة الرذيلة كما جاء في الخطاب الملكي لذكرى ثورة الملك والشعب هذه السنة ( وإننا لندعو مواطنينا للانخراط في العمل السياسي النبيل .. فمن لا يمارس السياسة الفاضلة بالمواطنة الملتزمة ، فإن السياسة الرذيلة تستغله بالأساليب التضليلية لأغراض مقيتة : انتهازية أو عدمية مرفوضة أو إرهابية محرمة ) .
5 ـ إشراك المجتمع المدني ووسائل الإعلام والمراقبين الدوليين في تتبع العمليات الانتخابية ومراقبتها .
وبالجملة ، فقد لخص الملك مجموع هذه الإجراءات كالتالي ( وبعون الله ، فقد تمكنا جميعا من توفير إطار عصري وفعال .. من معالمه البارزة : مدونة انتخابية حديثة .. قانون جديد لتأهيل الأحزاب وتمويل شفاف لعملها ، حياد إداري إيجابي وحازم ، مراقبة قضائية مستقلة ، حضور فاعل للمجتمع المدني ، ولوسائل الإعلام في التوعية والمتابعة) .
وبخلاف ما درج عليه ديدن العهد القديم من اعتبار "الديمقراطية الحسنية" أرقى مراحل البناء الديمقراطي وأنضجها ، فإن الملك محمد السادس يقر أن ما تحقق على مستوى الممارسة السياسية هو "مرحلة متقدمة من النضج" لكنها لا تمثل النهاية والنضج ( ومهما يكن التقدم السياسي الذي حققناه ، فهل يجوز القول : إننا قد بلغنا درجة الكمال الديمقراطي ؟ كلا ) . لهذا ينبغي قراءة هذه الخطوات ضمن السياق العام الذي يؤطر اللحظة السياسية الحالية التي يريد فيها الملك أن يشرك كافة القوى السياسية والفعاليات المدنية وعموم المواطنين في إنضاج الممارسة السياسية والارتقاء بتجربتنا الديمقراطية إلى درجات الكونية . أي احترام القواعد الديمقراطية كما هي متعارف عليها كونيا . فهل الأحزاب السياسية في مستوى المرحلة الحالية ؟ بمعنى هل هي على استعداد للتحرر من "عقلية العهد البائد" بتعبير الأستاذ سالم يفوت ( الأحداث المغربية 21/9/2007 ) والانخراط في بناء "الديمقراطية التشاركية" التي تمكن ـ كما جاء في خطاب العرش ( من الإفادة من كل الخبرات ، الوطنية والجهوية ، والمجتمع المدني الفاعل ، وكافة القوى الحية للأمة، ومشاربها وتياراتها ،أيا كان موقعها ) ؟ إن الأمر يستوجب الالتزام "بالمنهجية الديمقراطية" على المستويات التالية :
أ ـ المستوى الداخلي /التنظيمي عبر دمقرطة الحياة الحزبية واحترام هيئات الحزب وهياكله ، بعيدا عن أساليب الاحتواء والإقصاء أو مناورات التحايل والالتفاف على توصيات الهيئات التقريرية للحزب . ومن شأن دمقرطة الحياة الحزبية الداخلية فتح المجال أمام الكفاءات المتجددة والطاقات الشابة التي تتعاطى مع قضايا المجتمع ومشاكله بروح جيلها وتطلعاته . ذلك أن الأحزاب التي لا تجدد قياداتها المحلية والإقليمية والوطنية ستعيش حتما الشيخوخة المبكرة ، ومن ثم تصير ضحية النزعات المحافظة والأصولية الرافضة لكل تجديد أو تغيير . إذ الحزب الذي لا يعيش التغيير ولا يشيع ثقافته بين الأعضاء لن يسعى إليه (= التغيير) .
ب ـ مستوى الشأن العام الذي يقتضي حسن تدبيره ـ كما جاء في الخطاب الملكي ـ ( إبراز نخب مؤهلة ) قادرة على تطبيق البرامج الانتخابية . ذلك أن المجتمع الذي لا يجدد نخبه السياسية سيقبر كل كفاءاته ويحكم عليها بالعطالة الإجبارية . ومن ثم يحرم المجتمع من عائدات الاستثمار البشري . فالمناصب الحكومية لم تكن يوما ـ في عرف الديمقراطية وقيمها الكونية ـ شرفا أو امتيازا قابلا للاحتكار أو التوريث . بل هي مسئولية جسيمة تنعكس إيجابا أو سلبا على الشعب ومستقبله .
ج ـ مستوى عقلنة المشهد السياسي عبر بناء تحالفات منسجمة ـ كما ورد في الخطاب الملكي ـ ( تنبثق عنها حكومة متراصة . حكومة فعالة .. وليس مجرد اعتبارات سياسوية ضيقة ، أو حسابات عددية ) . ذلك أن الاعتبارات السياسوية تهمل مصالح الشعب وتتعامى على مشاكله . وبسبب ذلك تضيع على الوطن فرص التنمية الحقيقية كما تُهدر ثرواته نهبا وتبذيرا . فهل أحزاب الأغلبية على استعداد لتطبيق "المنهجية الديمقراطية" ؟ قضية تكون موضوع المقالة القادمة بحول الله .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز الهمة وفشل بن جلون أية دلالة ؟
- بين إدريسين يتشكل المغرب الجديد
- الأوصياء على الدين أول من يخرق تعاليمه.
- تداول الأدوار أم تغيير المواقف؟
- القراءة -الجهادية- للدين تقود حتما إلى العنف والإرهاب(2)
- القراءة -الجهادية- للدين تقود حتما إلى العنف والإرهاب(1)
- هل يمكن أن يصير العثماني أردوغان المغرب ؟
- هل ستكون الأحزاب في الموعد الذي حدده الملك ؟
- حوار لفائدة موقع إسلام أون لاين
- لتكن المواجهة شمولية ضد الفساد والإرهاب
- بريطانيا تذوق السم الذي طبخته
- العدل والإحسان تداري عن الفضيحة بادعاء الفضيلة
- أوهام المراهنة على التحالف أو الإدماج السياسي لجماعة العدل و ...
- حتى لا تتسلل ولاية الفقيه إلى البرلمان .
- هيئات العلماء ومواجهة الإرهاب أية استراتيجية ؟
- حماس لن تقبل بأقل من الإمارة والسلطة
- هيئات العلماء ومسئولية الانخراط في حركة الإصلاح الشامل .
- مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.
- العيب في ثقافة البداوة وليس في بول الإبل
- الجزائر نيوز تحاور الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلا ...


المزيد.....




- طوله مترين تقريبًا.. تمساح -ينتظر- نزيلًا أمام غرفته بفندق أ ...
- إيران أم إسرائيل؟.. خبير يوضح لـCNN من يستفيد أكثر بإطالة أم ...
- لماذا حُذفت مئات الأسماء من قوائم ضحايا غزة؟ | بي بي سي تقصي ...
- سفن متقدمة وأنظمة إعتراض.. كيف تساعد واشنطن إسرائيل في صدّ ه ...
- الصحة العقلية - خمس عادات داوم عليها للحفاظ على شباب دائم
- باكستان ترشح ترامب لجائزة نوبل للسلام
- رئيس وزراء أرمينيا يقوم بزيارة -تاريخية- لتركيا
- ما هي استراتيجية -الدفاع الأمامي- التي تتبناها إيران؟ وهل تس ...
- بوتين لسكاي نيوز عربية: أوكرانيا تستحق مصيرا أفضل
- فصل الشاحن أم الهاتف أولا؟.. عادات بسيطة تطيل عمر البطارية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - المنهجية الديمقراطية كل لا يتجزأ .