هشام بن الشاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 11:01
المحور:
الادب والفن
*حاجة:
ملأ القسيمة ، وضعها بين طيات دفتر التوفير .. بعد أن خط عليها ما تبقى من رصيده .
قبل أشهر، فكر في التخلي عن ذاك الرصيد ، باعتباره ليس من حقه .. هاتف داخلي يطمئنه: “ليس مهما إن كان حلالا أو حراما” !
قلقا ينتظر دوره ، وفي أذنيه يرن صراخ أبويه وهما يعنفانه …
تحسس جيوبه ، فكر في أشياء كثيرة ، تلقف كلمات الموظفة الجميلة :”لا يمكنك سحب المبلغ ليبقى الحساب جاريا ..” .
امتدت أصابعه إلى الورقة المطوية.. أشاح بوجهه عنها ، ثم مزقها …
* عزلة فاخرة :
حاول أن يغفو ، كل شيء موصد في حجرته .. صخب الجيران يحتل عزلته .. يتمرغ فوق فراشه ، يحس بالاختناق ، تنتابه رغبة في الصراخ في وجه العالم ، يخترق أذنيه صوت صبي بجوار البيت متلفظا بكلمة نابية ، يتخيل العالم حاوية أزبال ، يستفزه منظرها ، فيركلها …
تتدحرج متمايلة ، ويخرج من جوفها كهل بثياب مهترئة وفردة حذاء بئيسة .. يسب كل ماحوله ، يواصل طريقه مترنحا ، محتضنا زجاجة كحول .
* محاولة عيش:
من مقعده في المقهى يتأمل القطة الحبلى ، وهي تنقض على عصفور صغير، تتسلى بتعذيبه ، وهو يتعثر فوق الرصيف .. يحول نظراته هازئا إلى امرأة تتفحص أكياس القمامة ، وهي تدفع عربتها .. يخترق المشهد صبي برفقة المرأة ، يطارد القطة ، تحمل القطة العصفور ، تعبر الشارع ، يفلت العصفور من بين أسنانها ، مرقت سيارة ، فدوت في الأجواء صرخة قوية
#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟