أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - النصف الآخر (3)















المزيد.....

النصف الآخر (3)


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


قبل أن يشرع في عمله بادرته مستفسرة ":أظن مزاجك غير متعكر اليوم .. ليلة البارحة ، خفت أن تكون قد وقعت ".
تساقط ملاط الحاشية العلوية للنافذة - أكثر من مرة - بفعل الجاذبية ، وبسبب سمكه الذي صار ثلاثة أضعاف السمك العادي ( أقل من سنتمتر ) .. رش فوقه الأسمنت ، غمر الغبار عينيه وصدره وذراعيه ..

قبل أن يشرع في عمله بادرته مستفسرة ":أظن مزاجك غير متعكر اليوم .. ليلة البارحة ، خفت أن تكون قد وقعت ".

نفس الرقعة تقع مرة أخرى قطعة أخرى رافضة أن تثبت في مكانها . رمي بحامل الملاط البلاستيكي محدثا دويا أشبه بالانفجار عند ارتطامه بالحائط ، طوّح بالملاسة أرضا متفوها بكلام نابٍ، وهي جالسة في غرفة مجاورة.. متأملا شكله وهو ملطخ بالملاط وغبار الأسمنت . سأله أحدهم :
- لم لا تستخدم الجبس ، سيجف للتو ؟
- لا أستعمله ، ولا يجوز استخدامه في الأماكن المعرضة للماء و المطر.
- يبدو أنك تحتاج إلى سيجارة وكأس شاي ...
- ...........
- كل شيء يحتاج إلى أن تتعامل معه بلين !
قال في سره : " كنت أظن أني سأنهي العمل في يوم ، وها أنذا أمضي ثالث يوم في هذا الخراب ، سأعمل يومين بالمجان .. في الوقت الذي يرتاح فيه بقية الرفاق ، أعمل ليل نهار ، ومن أجل لا شيء ... أعرف أني منحوس ، حتى راحة البدن لا أنعم بها ، وجيبي كفؤاد أم موسى .. !!
اللعنة على من كانت السبب ! ليتها تموت عساني أرتاح ويرتاحون أيضا !! " .
تكرر صاحبة البيت السؤال :
- هل أقلقتك في شيء ؟
صمت لحظة ..
- لا. لا شيء .. فقط كانت أمي مريضة .
ولم يهتم بسماع بقية كلامها ، ودعواته بشفاء كل الأمهات لأنه اختلق كذبة المرض .. وطن في أذنه كلام أمه وهي تعنفه :
- أين هي نقودك ؟ ماذا تفعل بها ؟ هل تدخن الحشيش ؟ ..
- تلك الدراهم التي يجود بها (...) ،لا تكفي لأي شيء !





مساء ، في المقهى ..
بدا مكتئبا غارقا في شروده " :ثمن فنجان قهوة يجعلك تحس ألاجدوى منك ومن وجودك .. !! " .
مع أصدقاء أخيه الأصغر، المنتشين بفرحهم في البكالوريا ، يودون أن يترجم أهاليهم احتفاءهم بنجاحاتهم دراجات نارية ، سلبت عقولهم في المصطافات .. حتى لا يحسوا بأنهم أقل من أولئك الذين يتباهون بلعبهم : دراجات وخليلات ..
- لا يعنيني ذلك ، حتى لو كان يقودها وهي على عجلة واحدة . لازلتم صغارا ، ولا تهمني تمثيليات الاستعراضات البهلوانية وحرق المراحل . لم أعد أفكر في أي شيء .. !!

مر حمار ضال يطارده أطفال أشقياء وهم يلسعون ظهره بالعصي ،والحجارة وهو يهرول أمامهم مذعورا ..
– طيب ، ما رأيك في هذا السكوتر ؟
ارتسمت على شفتيه ابتاسة باهتة رغما عنه ، راودته فكرة أن يعترض سبيلهم ويِؤنبهم .. تجاهل الأمر اتقاء سخرية رواد المقهى ، قائلا لنفسه : "إنه مجرد حمار أجرب هزيل و (مْديني ) .. لو كان حمارا قرويا قحا ، لما فكروا حتى في الوقوف خلفه" !!


قبل لحظات ، بين اليقظة والنوم ، في فراشه ، وهومستسلم لإغفاءة الغسق اللذيذة ..رأى بيتا غير محدد الملامح . وقف أمام بابه ، لم يلتفت إلى جدرانه . لم يكن مهما - كما في الحلم - إن كان بيتا حديث البناء أو من البيوت القديمة ، المبنية بالحجر و التراب (بياضة) . ما استأثر بتفكيره.. كوخ بناؤه وسقفه من أعواد وقش لازال مبتلا بقطر الندى ، وسط حقول خضراء تلمع تحت شمس ، ترسل أشعتها الصباحية الذهبية في غنج العرائس .. ليس بينه وبين بيت القش سوى بضع خطوات ، وقريبا منه رجل لم يتمكن من رؤية ملامحه ، كان مدبرا ، يرتدي جلبابين رثين ، وقد تمزق الجلباب العلوي من الجانبين حتى الخصر، كان حافي القدمين مغبرهما ، يكاد الرائي يلمح تشققاتهما من خلف ، يمشي في اتجاه مطلع الشمس ، والسماء أصفى من عين الديك ، عاقدا يديه خلف ظهره . وفي الحلم تساءل عن سبب وحدته وتواجده في هكذا مكان .. حدس أنه عازب و وحيد وكهل ، ومثله يكون منبوذا بعيدا عن حريم الدوار ... ومهمش اجتماعيا .
حلم مجنون !
ولا يرافقه غير كلب يغط في نوم عميق ، وقد حشر رأسه بين قوائمه متكوما مثل ثعبان ..


قد يكون جد أمه ، والعم يحكي - بتشف دائم - عن ابنة (الخماس) وخادم القبيلة التي صارت تنهى وتأمر .. تفهم حقده على الجدة ، بيد أنه لا يستطيع أن يتفوه بما يصطخب بين جوانحه .. لكي لا يجرح مشاعر عمه ، لكن ما يرعبه أن ينتهي به المطاف خماسا ، يعيش في كوخ منعزل كهذا ... هل يرضخ لابتزازات أب يعبد (نسيبته ) أم يبحث عن مورد رزق آخر ؟ كلما حدثه الأصدقاء عن استيعابه لتصاميم الخرسانة المسلحة béton armé ، و العمل ك (شاف شانتيي) أي مشرف أو قائد فريق في الشركات بأجر محترم دون أدنى مجهود عضلي ، ليبني مستقبله بعيدا عن أب يقص جناحيه باستمرار حتى لا يحلق بعيدا عن العش ..
ثارت ثائرته ، منهيا الكلام بعصبية : "أرجوكم ! أغلقوا هذا الموضوع !!".

عكست ملامحه انفعال دواخله ،وهو يتمدد فوق كرسيه كالوجع الذي تمطط في قلبه هذه اللحظة ، وضع ساقا فوق ساق ، طلب من أصدقائه الصغار أن يتركوه لوحده .. غارقا في عالمه الخاص ...



صباح شتوي . السماء ملبدة بغيوم داكنة ، تبعث في النفس أسى غامضا . شبابيك الجيران لا زالت تغط في نومها العسلي .. إنها الساعة السابعة صباحا ،ولا زالت بعض الظلمة الخفيفة تطوق المكان ، والبرد القارس ضيف ثقيل في مثل هذه الصباحات الكئيبة ، يلسع الأيادي ويصفع الوجوه .. غير ثيابه ، وفي الحلق غصة .. نفض أسمال العمل ، اندلعت عاصفة غبار أبيض ، سأله رفيقه ضاحكا : " أكنت تتعارك مع الكلاب ؟ " .. قاصدا ثياب العمل التي تتمزق بسرعة ، تثاءب ، وبصق بلا لعاب .
بحث عن بقايا أكياس الأسمنت ،وطلب قداحة من أحدهم ...
في الطابق العلوي سمع أصوات ارتطام المطارق بحديد (الشرجوانات) ممزقا سكون الحي . تناهى إليه صوت أحدهم يفك ألواح السواري قائلا :
- انهضي يا قَ(...) . كفاك نوما ...!!
قاصدا الجارة التي تتباهى بنشر ثيابها الداخلية في حديقة الفيلا الخلفية ،على حبل الغسيل كل ساعة .. استحضر كلامه ، كلما رآها تنشر فتنتها :" يبدو أنها (تسيح ) من تحت مثل قربة مثقوبة !!" .
حاول أن يغتصب ابتسامة ، لكن دون جدوى ...

أطل برأسه من فوق آخر درجات السلم الخشبي ، لاح له فوق السقالة المحاذية لجدار الواجهة عمه وعبدالرحيم .. رفيق في مثل سنه وأقرب إليه في التفكيرمن الآخرين .. كانا يتحدثان في انتظار أن ينتهي (كَبالا) و (بْعية) من عجن الملاط ، .. خمن أنهما - كالعادة - يتحدثان عن (قًبْقًََََََب) وكراهية عمه له .. من أجل زعامة وهمية أوقيادة للورش ، تذكر أنه ينسى صفة (ابن الباطرون) .. لا يفكر في الاستعلاء عليهم ، يرتاح إلى العمل مع مصطفى قبقب .. لأنه طور مهاراته في النجارة المسلحة (الكوفراج) ، عكس عمه الذي يعامله بطريقة أقرب إلى طريقة أبيه، كأنه لا يصلح لأي شيء .. لا يصلح خليفة له ، يضحك مع العمال .. يعفي نفسه من التفكير في الزعامة في وجود عمه وقبقب .. إن تواجد مع أحدهم في ورش واحد أو التقوا - ثلاثتهم - في ورش واحد .
العم يقول عن قبقب: إنه "سـْرابسي" (يغش في العمل) و "كَايْدَور التابع" (يتقرب إلى رب العمل مثل كلب يتمسح بساقه) .
لا يهمه إصدار أوامر وتعليمات بلهجة متعالية ، ثيابه الممزقة تدل على ذلك .. فقط يحس ببعض الغبن حين يقارنوا بينه وبين ابن المقاول (عْبيقة) المتعجرف الذي يقود سيارة أبيه ، وبهندام أنيق أناقة ونظارات سوداء .. لكنه (غير متعلم)، لا يفقه شيئا في "الصنعة" ، وربما لا يجيد فك شفرات تصاميم البناء والخرسانة المسلحة أيضا .
كل هذا ليس مهما ...
نهر( بعية) القزم العشريني الأشبه ببرميل وهو يحكي عن ما حصل في دوار الدحوش (الجحوش) في غيابه بالأمس قائلا :
- الصباح لله .. تثرثر في كل الأوقات مثل المذياع !!
جاءه صوت (قبقب) معقبا :
- إنه يعوض الساعات التي ضاعت في النوم ولم يتكلم فيها ... راه كايبات يتشارجا في الليل (يشحن مثل بطارية) .

ولمح مصطفى قبقب يفك - وحده - ألواح السواري قائلا لشخص غير مرئي :
- واااانبيل .. تا شد المادرية أولد الحرام . عاندااااك تطيحها .. الهض يلعن والدين أمك ! ..
تناول نصف آجرة ،جلس قريبا منه ملتقطا أنفاسه .. لكز عبدالرحيم بكوعه عمه قائلا ":البَشْرة ( يقصد العكس : العبوس) دايما كاتكون يوم السبت ودكَان اللفتة ... " ، وضحكا حتى دمعت عيونهما لمرأى ملامحه نصف النائمة ، الثملى والمتجهمة ...
- الهم إلا قوا تايضحك !
كانا يتحدثان - بقلق - عن الضالة (السقف ) التي سيعملون فيها حتى وقت متأخر دون ربح ،ولو ساعة واحدة .. لعلوها وعطب الآلتين المتعاقب ، واستغراق الباطرون في النوم يوم الضالة ، على غير عادته حتى يبدأوا فيها متأخرين . و في الصباحات الأخرى، يتقافز هنا وهناك تحت جنح الظلام .

لاحت جماعة عمال منهمكين في جر الخلاط الآلي - متصايحين - نحومكانها أسفل الرافع الآلي الهرم وهو على شفيرسطح الورش، استحثهم أحدهم أن يعملوا بسرعة لعلهم يربحون ساعتين أو ثلاثة على الأقل ، فلديهم ما يكفي من أشغال ، وعند رؤية (العطاش ) حمودة ،الشيخ الواهن .. علق العم باسما رغم المرارة وتوتر الأجواء :

- ها اللي قلنا . كا يقلب غير على المعدمين والشايطين . شوف العطاشة اللي جايب ...غادي نقراو مع الطلْبة .
لعلعت قهقهاتهم ..
فوحدها تلاوة القرآن تحتاج إلى شيخوخة ووهن حمودة ...


سرى بعض الدفء في الأجساد ، بدأوا يتخففون من معاطفهم ، أشار أحدهم إلى أن يشرعوا في جمع (العشرات) لإعداد الفطور .. طاف عليهم (بعية). التِباري - كالعادة- فتح حافظة نقوده بحرص شديد حتى لا يرى أحد صفائحه المعدنية ، بحث عن قطع نقدية صفراء ، عدها أكثر من مرة ، تلكأ متسائلا عن ( حصيات السكر اللي شاطوا البارح ).

التفوا حول الغلاي(المقراج) الذي علت نصفه الخارجي السفلي قشرة سوداء من الدخان المتفحم . تفحص رشيد (بعية) سلته وهو يضعها بقربه ، متمسكا بها كطفل يمسك بطرف جلباب أمه خشية أن يتوه ، تأمل الرفاق خبزة في حجم عجلة .. علق عبدالله (كبالا) متهكما :
- مضيع خوتك في الزرع أمسخوط الوالدين .
رد عليه مصطفى قبقب :
- راه هو اللي خدام عليهم .. خليه ياكل باش يقدر يخدم .
تساءل التِباري عن بقية الكؤوس التي يخفونها فور انتهائهم من شرب الشاي ، وهدد بتكسير كل الكؤوس ...
صرخ (كبالا ):
- هذا كأسي ،لا يقربه أحد . ضعوه ..
تدخل العم مقترحا عليه أن يترك لهم الكأس مادام يفطر ب(منعش) متأملا خبزتيه وهو ينهشهما - عبدالله - مثل ذئب ..
بدأت الأصوات تعلو في صخب ..
رفع عبدالرحيم كأسا وقرأ الرقم المطبوع تحته ..
- هذا كأسي ،لا يشرب فيه أحد ..
عنف (كبالا) عمه التباري :
- حط ليا كاسي أ التباري . واش تابارك تشري في البلاد ، وماقاد تشري كاس بجوج دراهم !!
وأمسك بالمقراج مهددا برميه ..
صرخ في وجهه الآخرون دفعة واحدة ، ملوحين بعصا الغرامة .. أشار إلى عمه أن يبحث عن أية قارورة بلاستيكية أو قنينة مربى : لماذا كأسي الذي يتهشم دائما ؟ ...
كل الكؤوس تتخاطفها الأيدي ..
إلا كأس مصطفى ..
عرض عليه أن يتناوب معه في الشرب ،غمز له العم بعينه ألا يقربه .. ملمحا إلى أصوات أشبه بزقزقة العصافير يرددها قفصه الصدري ، و أسنانه تصطك ، فيسمع لها صوت كطقطقة الحطب في النار .. يصاحبهما شهيق وزفير متداخلان . أثارت حالته انتباهه وهو يعمل معه لكنه لم يود إحراجه بالسؤال .. قلده (كبالا) خلسة ، انتبهوا إلى حركته قائلا :
- صارط لجام !
وروى التباري حكاية بناء ، لاتكف كتفاه عن الاهتزاز ، من يراه - من بعيد- يخيل إليه أنه يرقص طربا .. نام في صباه - وهو يرعى الغنم - فوجدها الأب ترعى في حقل الذرة ، ففاجأه بضربة بسوط يستخدم لضرب !
في عقده الخامس ولا زال يرتعد لوحده من يومها .. !!
استوى (كبالا) واقفا ،ربت على بطنه المتكور ة أمامه :
- كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون .
تمرغوا في الضحك ، وهو يستشهد بآية كريمة تلائم شراهته وحبه للأكل فقط ..
أعطاه (بعية) كأسه ..
- صب له الشاي هنا ...
تأمل الفتات العالق بحواشيه ، صبه أرضا في حنق ، وفارقهم ..
عاد من دكان البقال المجاور حاملا كيسا بلاستيكيا أسود ..

أطل عبدالرحيم من الشباك ، لعق بنظراته عجيزة الجارة وهي منحنية ، تجمع (التشطيبة) من أمام بيتها .
- وا بليزة (حقيبة) عندها !!
عند سماعهم كلمة السر ( بليزة ) قاموا - عزابا ومتزوجين - باحتلال النوافذ ، متلصصين على خيراتها الفائضة من تحت سروال يخنق تضاريسها الوعرة ..
صرخ (بعية ) في هياج :
- أح ح ح ااااح ح ح ح .
نهره عمه :
- دايما تنقول ليك :ملي يهدروا الناس قول الله يرحمنا .
وتكوموا فوقه جميعا راكلين ، صافعين ، متضاحكين وهو يستغيث بأعلى صوته ..


ظهيرة ، والشمس في منتصف السماء ، تمدد العمال تحت ظلال الجدران و صفائح قصديرية أو ألواح أو ورق مقوى نصبت على شكل واقيات شمسية .. مفترشين الأسمال أو أكياس الأسمنت الفارغة .. رنا مشدوها إلى مخبول تعود أن ينام في عراء المطار المهجور - كل قيلولة - تحت أشعة الشمس اللافحة مرتديا جلبابا خشنا .
تأمل السماء وسحبها البيضاء المتلاحقة ، ارتشف شايه بلذة ، رأى قطا رافعا قائمته الخلفية .. ابتسم حين تذكر تعليق التباري ساخرا" : حتى القط تغارون منه!" .
قام بمحاصرته و(بعية ) أثناء موسم التزاوج وهو يزعجهم ،أثناء القيلولات ، بموائه الذكوري الشبق.. لكن (كبالا) رماه ب(شرجوان) ، سبب له كسرا في قائمته الخلفية .
حدق في صورة هرين صغيرين على شاشة هاتفه المحمول الملونة ، وهما نائمين فوق خرقة بالية وسط ألواح رميت في غير انتظام . وحين لاحت أمهما قادمة لإرضاعهما ، أخلى لها السبيل وطلب من المتواجدين في الطابق السفلي الابتعاد عن طريقها ، فسخروا منه " : يالحنانك أيها المجرم !.. أنسيت أنك من تسبب في عطب أبيهم ؟...". وفي صورة أخرى كشر أحد الهرين عن أنيابه ، وأذهله أن كل المخلوقات تكون رائعة الجمال في صغرها ..

فجأة ، تناهى إلى مسامعه وهو غارق في عالمه الباطني هرج خارج الورش .. انقبض قلبه ، خيل إليه أنه سمع صوت أحد رفاقه ، فاندفع في اتجاه الدرج مع بقية الرفاق ...
(يتبع)




#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصف الآخر
- مثقل بنشيج الروح ..
- أعلنت عليكم الحب بطريقتي
- سوتيان _ مشاهد من حياة مخبولة جدا
- قصتان قصيرتان جدا
- بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
- ق.ق.ج
- بيت لا تفتح نوافذه …
- الشياطين تخدع أحيانا
- !أسعدت حزنا.. أيها القلب
- روتانا سينما... وهلوسات أخرى !
- عاشق من زمن الحب
- الضحايا ..جديد هشام بن الشاوي - مع كل الحب
- الخطيئة الأولى
- هذيان رجل وحيد
- الكتابة بدون مساحيق قراءة في مجموعة محمد شكري القصصية - *الخ ...
- شهوات ضوئية
- هذا السبت أكرهه
- عطر نفاذ
- امرأة فوق كل الشبهات


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - النصف الآخر (3)