أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - عاشق من زمن الحب














المزيد.....

عاشق من زمن الحب


هشام بن الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1792 - 2007 / 1 / 11 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


ما أروع أن تحدق فيك امرأة جميلة !
أي سحر هذا ؟ ! أغرق في بحر عينيها ، وأقرا أجمل الأشعار فيهما ... تغرد بلابل الحب في صدري ، وترقص ملائكة الفرح ... ويحدثني فؤادي أنك أميرة أحلامي .. أين كنت من قبل ، يا شمس حياتي ؟

لم أعرف كيف ولا لماذا تبعتك ، وأنت تغادرين الملهى في ذلك المساء الخريفي وحيدة .. ألبي نداء الهوى الصارخ في أعماقي .. أدس ورقة صغيرة في يـدك الـبضة صامتا .. أخفيتها بلهفة في جيب سروال الجينز، وشكرتني بـا بتسامة حزينة ، واعدة بأفراح لا نهائية .. فأكتب أول كلمة في قصة حبنا ...

* * *

في مقهى ملتقى الأحبة الشاطئي انتظرك اليوم كله .. انتـظرت شروق شمسك لتبدد ظلمة الأيام التي عشتها في غيابك المفاجىء .. كنت قد تعودت أن أعزف من أجلك هذه اللحـن الـبـهيج كل مساء .. وأنت تجلسين وحدك في ذلك الركن شبه المظلم .. يتضايق العشاق مني وأنا أشعل سيجارة تلو أخرى .. من أ ول نظرة التقت فيها عيوننا ، تسلل حبك إلى قلبي دون استئذان .. سارقة قلبي ودموعي .. فـأصبح للحزن و الفرح طعم الألم اللذيذ .. فأعود إلى بيتي بعد تيه طويل، أعانق كماني ، وأبوح له بأحزاني .. ونبكي سوية .. رباه ! أ هذا هو الحب ؟ !

* * *

أجلس وحيدا شارد اللب .. يربت صديقي على كتفي ، باسما :

- ما الذي يشغل بال فنـاننا الحزين ؟ !

- ..........

- أهي قصة حب ؟ أم نزوة فنان ؟ !

- أنا لا أتلاعب بمشاعر الآخرين .. مثلك !

- ارم قلبك في أقـرب صندوق قمامة ، حتى لا يدمر حياتك...

- ألا تستطيع أن تفكر بقلبك ولو مرة واحدة في حياتك ؟

يترك سؤالي معلقا ، ويتجه نحو امرأة تجلس وحيدة ... ثم يخرجان سوية ، وهي تتأبط ذراعه ...

أشهق ، وأن أراها تقبل علي ، متهللة الوجه .. تتبدد أحزان أيامي ، وهي تصافحني .. أتمتم : الحياة من دونك جحيم .. ! ! تبتسم ...

بعد انتهاء عـرض فقرتي الموسيقية الحالمة ، أتوجه نحو طاولتها ، مزهوا ... ولأول مرة أعرف طعم قبلات امرأة عاشقة !

* * *

ذات شقاء، لمحتها تتأبط ذراع صديقي ، وأنا أتسكع في الشوارع وحيدا... باحثا عنها، بعد غيابها الثاني .. تمنيت لو كان في جيبي مسدسا حتى أموت عند قـدميها ، أحـسست بخنجر مسموم يخترق قلبي ... ألم تجد من بين كل الرجال إلا صديقي ؟ !

لم أحاول أن أكـلمهما ، فبأي حق أتدخل في حياتها ؟...

منكسرا، أ فتح باب حجرتي، أرتمي فوق فراشي، دون أن أضيء المصباح، وأغرق في بحر من الدموع ...

ووجدتني مدفوعا إلى أن أعـتــزل الناس أسـبوعا..

وأنا أداعب أوتار أنيس وحدتي .. خيل إلي أني سمعت قرعا على الباب .. لم أصدق عـيناي ، ما الذي جاء بها في هذه الليلة الشتوية ؟.. هل ملها حبيب الجيب ، فاشتاقـت إلى حبيب القـلب ؟ !

أم أنها تبحث عن فراش آخر ؟ !

خلعت قميصها ، ولفت ذراعها حول عنقي فأبعدتها عني ، بقسوة سألتها :

- من ذلك الرجل الذي كنت معه ؟

- ضحكت ... طبعت قبلة على فمي ، أحسستني مسحورا بين يديها :

- أنت الرجل الوحيد الذي ا ستولى على قلبي ، وما زلت أ حبك كما لم أحبك من قبل ...

- وذلك الرجل ... ؟

- أ تغار من زوجي ؟ !...

- أنت متزوجة ، وأنا آخر من يعلم .. لم خدعتني ؟ !..

ودون أن أحس ، أهوي بكفي على خدها، ترتدي قميصها، وهي تكفكف دموعها ... وأسدد قبضة يدي نحو الجدار ، أعود إلى كأسي .. أصبها في جوفي دفعة واحدة ، أرمي به عرض الحائط ... فتتناثر شظاياه ...

* * *

أ لـمحها مع زوجها ، في ركنها المعتاد .. تحييني بابتسامة مشرقة ، أحـتـضن كــماني ، و أنطق أ وتاره لحنا شجيا ، تهتز له القلوب ، ولو كـانـت من صخر صلد .. تتهامس البنات ، وهن يبحثن عن مناديلهن ، وينزف قلبي من عيني

دمعا ...

دمعا ...

دمعا ...



#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحايا ..جديد هشام بن الشاوي - مع كل الحب
- الخطيئة الأولى
- هذيان رجل وحيد
- الكتابة بدون مساحيق قراءة في مجموعة محمد شكري القصصية - *الخ ...
- شهوات ضوئية
- هذا السبت أكرهه
- عطر نفاذ
- امرأة فوق كل الشبهات
- البكاء الآخر (تمرين قصصي)
- أنين الظلام
- أخاف ان أحبك...!!!
- لوحات ساخرة جدا
- مدخل إلى : “متاهات الشنق” للقاص المغربي شكيب عبد الحميد
- رواية ” الوشم” للربيعي - حين يدخل المثقفون في التجربة (…) ال ...
- فرح
- الطيور تهاجر لكي لاتموت....
- الطيور تهاجر لكي لاتموت...
- حوار غير عادي مع الكاتب العربي المتألق سمير الفيل
- عندما يحب الشعراء...
- نصوص مفخخة جدا


المزيد.....




- مصر.. الفنانة مايان السيد تعلق على مشاهدها بمسلسل -ساعته وتا ...
- الروائية الكورية الجنوبية الفائزة بنوبل للآداب -مصدومة- من ا ...
- المزاحمية رواية سمير الأمير الأولى
- النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام بن الشاوي - عاشق من زمن الحب