هشام بن الشاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 09:38
المحور:
كتابات ساخرة
- إلى توأمي شغبي: أبوبكر متاقي و عبد الغني بنكروم -
1- طاقية حمراء
- إهداء خاص إلى :العزيزعبد الغني ، الله ينجيه من (قوالب ) البنائين !! -
لا حت له من نافذته العلوية ، تسور إيروس أعماقه القائظة ، أشار إليها بيده إشارة استفزتها كامرأة محترمة ..
خلع طاقيته الحمراء وقميصه الأزرق ، طلب من زميله أن يلبسهما، ويعيره ثيابه ..
في منتصف درج ورش العمارة صادف ثلاثة رجال بوجوه محتقنة ، تنفس الصعداء ، وهو يتجاوز البوابة .
كان ممددا فوق أكياس الإسمنت الفارغة ، أيقظوه ، وبلا مقدمات ، انهالوا عليه ضربا .. استفسرهم عن السبب ، أجابه أحدهم :
- كل جيران العمارات المجاورة يشتكون من ذلك البناء صاحب الطاقية الحمراء ...
وبذهول هتف :
- الآن فهمت كل شيء . يا لغبائي !...
2- أضعف الإيمان ...
استوقفوه ، ألقوا عليه تحية الإسلام .. لاذ بصمته ، وشرع أحدهم يتلو بعض الآيات ..
بدا الضجر واضحا على ملامحه ..
يمر أخوه المتدين ، تتعالى ( سلاماتهم ) وأيديهم .. أخوه الأصغر، الذي يحثه على الصلاة دوما، يحني رأسه حين يمر من أمام ذلك المراهق الغريب .. عن الحي ، ويقف قريبا من بيتهم مع رفيقته ، كل مغيب ...
يقاوم غليانه ، تندفع كلماته كالرصاص : " شوف الله يخليك، بلا ما تفرع ليا كري ... جاي من الخدمة مهلوك .. " !!.
ينهره جارهم الملتحي عن التلفظ بالكلام الفاحش ...
- آسف ، ديزولي ، آيام سوري ... هل تحب أن أعتذر لجنابكم بكل لغات العالم ، حتى لو كنت لا أعرفها .. ؟!
- أظن أن لدي الآن شيئا مهما جدا ، وقبل أن تحاسبني ، راقب زوجتك وبناتك ... أيها المغفل .
يتراجع خطوتين إلى الخلف ، يستدير بسرعة رافعا قدمه، وبكل ما أوتي من قوية سدده إلى حجر المراهق :
- طلبت منك – أكثر من مرة - ألا تقف هنا يا ابن ال......!!
20أبريل 2007
#هشام_بن_الشاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟