سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الجلاّد الذي شَنَقَهُ الشعبُ كان يعمد الى استخدام اللّهجة الدارجة بدعوى حُبِّهِ للبساطة بينما هو في الواقع يلجأ اليها لإخفاء جهلهِ بالفُصحى ورفعهِ المجرورَ ونَصبهِ المرفوع , في حين أنَّ التأريخ العربي , رغم ما عُرِفَ عن الطواغيت من جهلٍ وتعالٍ وأُبَّهةٍ فارغة , يذكرُ لنا أنَّ هناك جلادين كانوا فصحاء ويمتلكون ناصية العربية ويدركون مَدى تأثير البلاغةِ على الناس , ومن مأثور قولِ الحسن البصري عن الحَجَّاج : إنَّ مَن يستمعُ الى الحجّاج وهو يخطبُ في الناس يَخال أنَّ الناسَ هُم الذين يظلمونهُ !
هكذا هو سِحْرُ البلاغةِ وهكذا سِحْرُ البيان .
سألَني : وماذا ترى في فصاحةِ كُتّابِنا وكاتباتِنا عِبْرَ الصُحُفِ والمجَلاّت وشبكات الإنترنيت ؟
أجِبْتُهُ : قال محمد الماغوط : [ لقد علَّموا السُّلحْفاةَ على القفز والسُّنونو على الإقامة والدجاج على الرحيل ... ] وأضيفُ انا على هذا العبير : وكُتّابَنا على التجهيل !
آهٍ لو أفاق الحسن البصري اليوم .
-------------------
كولونيا – أيلول - 2007
[email protected]
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟